المجلس الوطني يطالب مجلس الأمن بوقف "المجازر" بسوريا
٢١ ديسمبر ٢٠١١تواصلت أعمال العنف في سوريا الأربعاء (21 ديسمبر/ كانون الأول 2011)، لاسيما في محافظتي حمص وفي ريف دمشق، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسماع "أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف منذ فجر الأربعاء في مدينة القصير" القريبة من الحدود مع لبنان، في حين قتل ثلاثة نشطاء في مدينة الزبداني بريف دمشق "إثر استهداف سيارتهم بعد منتصف ليل الثلاثاء من قبل قوات الأمن السورية".
المجلس الوطني السوري يطالب بوقف "المجازر"
من جانبه طالب المجلس الوطني السوري، الذي يضم معظم أطياف المعارضة السورية، مجلس الأمن الدولي الأربعاء بعقد جلسة طارئة لوقف "المجازر المروعة التي يرتكبها النظام" السوري، غداة مقتل أكثر من 125 مدنياً برصاص قوات الأمن، بينهم 111 في بلدة بمحافظة إدلب. كما طالب المجلس بـ "إعلان جبل الزاوية وإدلب وحمص مناطق منكوبة تتعرض لأعمال إبادة وعمليات تهجير واسعة من قبل ميليشيات النظام السوري، ودعوة الصليب الأحمر الدولي ومنظمات الإغاثة للتدخل المباشر وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة".
ودعا المجلس إلى "إرغام قوات النظام على الانسحاب من" هذه المناطق، موضحاً في بيان أن "مجازر النظام السوري تقتضي تحركاً عربياً ودولياً عاجلاً" إزاء "المجازر المروعة التي يرتكبها النظام الوحشي بحق المدنيين العزل، والتي أودت بحياة قرابة 250 شهيداً خلال ثمان وأربعين ساعة".
وتأتي هذه التطورات عشية وصول طليعة بعثة المراقبين العرب، الذين قررت الجامعة العربية إرسالهم إلى سوريا للإشراف على تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة في هذا البلد. كما تأتي غداة تصعيد الدول الغربية ودول مجلس التعاون الخليجي ضغوطها على سوريا لوقف قمعها الدموي المستمر منذ منتصف مارس/ آذار للمحتجين المطالبين بتنحي الرئيس بشار الأسد. وأوضحت الجامعة أن الفريق الأوليّ سيضم مراقبين أمنيين وقانونيين وإداريين وخبراء، ويتوقع أن يليه فريق من الخبراء في حقوق الإنسان، وأنه تمت "الموافقة على تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي، من جمهورية السودان، رئيساً لبعثة مراقبي الجامعة العربية".
فرنسا تعتبر أحداث الثلاثاء "مجزرة" وخطف إيرانيين في حمص
وكانت واشنطن قد أعربت عن شكوكها في صدق سوريا في وعدها بالسماح بدخول المراقبين، في حين دعت منظمة هيومن رايتس ووتش النظام السوري إلى ضمان حرية حركة المراقبين. كما أشادت إيران – الحليف الإقليمي الأقرب لسوريا – بموافقة دمشق هذا الأسبوع على السماح بدخول مراقبي الجامعة العربية.
من ناحيتها، اعتبرت فرنسا الأربعاء أن أعمال العنف التي شهدتها سوريا أمس الثلاثاء تشكل "مجزرة على نطاق غير مسبوق"، ودعت روسيا إلى "تسريع" المفاوضات في مجلس الأمن بشأن مشروع القرار الذي تقدمت به. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إنه "يجب القيام بكل شيء لوقف دوامة القتل هذه التي يدفع (الرئيس السوري) بشار الأسد شعبه إليها وفيها يومياً". وكان الأسد قد أصدر قانوناً يقضي بإعدام كل من تتم إدانته بتوزيع الأسلحة "بقصد ارتكاب أعمال إرهابية"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ومن جهة ثانية أكدت سفارة إيران في سوريا الأربعاء خطف خمسة فنيين إيرانيين بمدينة حمص. وجاء في بيان صادر عن السفارة أن المواطنين الخمسة خطفوا "الساعة السادسة والنصف صباحاً أثناء توجههم إلى مكان عملهم ... ونحن نطالب بالإفراج عنهم فوراً". وأفاد تلفزيون "برس تي في"، وهو تلفزيون رسمي إيراني يبث بالإنكليزية، أن تقارير تحدثت عن "خطف مسلحين مجهولين لثمانية فنيين، بينهم خمسة إيرانيين في مدينة حمص السورية المضطربة".
اعتقال مراسل صحيفة السفير اللبنانية في دمشق
هذا واعتقلت قوات الأمن السورية مراسلاً لصحيفة السفير اللبنانية في سوريا، أثناء مشاركته في مظاهرة معارضة للنظام السوري في دمشق، بحسب ما أفاد مسؤول في قسم التحرير في الصحيفة الأربعاء. وأضاف المسؤول، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، أن الاتصال فقد مع "مراسلنا محمد دحنون أمس (الثلاثاء) خلال تظاهرة احتجاج في شارع الميدان في دمشق"، مشيراً إلى أن "شهود عيان (رأوا) عناصر من الأمن يجرونه بعيداً عن الحشد"، ومضيفاً أن دحنون كان "على الأرجح يغطي التظاهرة".
وتعتبر صحيفة السفير إجمالاً مؤيدة للسياسة السورية ولما يسمى "محور الممانعة والمقاومة" الذي تمثله دمشق وحزب الله ضد إسرائيل في المنطقة. إلا أنها ومنذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار/مارس، نشرت مقالات وتحليلات عدة تتضمن انتقادات للنظام السوري، آخرها افتتاحية دعت الرئيس الأسد بشكل غير مباشر إلى التنحي.
(ع.م/ أ ف ب ، رويترز)
مراجعة: ياسر أبو معيلق