المجلس الانتقالي يطلب تمديد مهمة حلف الناتو في ليبيا
٢٦ أكتوبر ٢٠١١بدأت في العاصمة القطرية الدوحة الأربعاء (26 تشرين الأول/ أكتوبر 2011) أعمال مؤتمر "لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا" والتي تضم ممثلين عن الدول التي ساهمت في مساندة الثوار الليبيين والقضاء على نظام معمر القذافي، وقيادات حلف شمال الأطلسي "الناتو". ويشارك في المؤتمر الادميرال سام لوكلر القائد العام لحلف الأطلسي، والجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، والجنرال سير ديفيد ريتشارد رئيس الأركان البريطاني، والادميرال ادوارد جويلرد رئيس الأركان الفرنسي، إلى جانب رؤساء الأركان في تركيا وإيطاليا ومصر والمغرب وتونس والأردن والإمارات واليونان ومالطا وكندا.
وفي كلمة مقتضبة افتتح بها أعمال المؤتمر توجه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولي عهد قطر، بالشكر "للأطراف التي ساعدت الشعب الليبي في تجاوز محنته التي عاشها". وأضاف: "نأمل في أن يوضح الاجتماع للجميع في ليبيا والعالم بأن الهدف قد كان مساعدة الشعب الليبي في العيش بكرامة وحرية".
من جانبه قال المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي وصل إلى الدوحة اليوم الأربعاء للمشاركة في الاجتماع: "نحن مدينون للمجتمع الدولي بالكثير لإصدار وتطبيق القرار الدولي رقم 1973 لحماية الشعب الليبي من بطش الطاغية ". وقال عبد الجليل: "لولا المساعدة الكبيرة التي قدمها حلف الأطلسي في هذه المعركة الكبيرة لما أمكن تحقيق ما تم إنجازه"، مضيفاً أن الحلف قد حمى المدنيين من بطش القذافي ومرتزقته وساهم في الحد من الدمار الذي كان سيقوم به القذافي في كل المدن الليبية".
تمديد مهمة الناتو في ليبيا
وقال عبد الجليل إن حلف الأطلسي ربما يرى اليوم تعليق عملياته في ليبيا "ونطمح في أن يستمر الحلف في أعماله في ليبيا حتى نهاية العام على الأقل"، مضيفاً بالقول: "كما نحن بحاجة لعون الأصدقاء لمساعدتنا في حماية حدودنا وخدمة دول الجوار والجنوب الأوروبي بضمان عدم تدفق الأسلحة وتسلل المهاجرين غير الشرعيين".
وأوضح أن ليبيا تسعى لتدعيم الأمن الداخلي "وبدأنا في نزع سلاح الثوار، وقد بدأت بعض السرايا في تسليم أسلحتها"، مضيفاً أن لدى المجلس خطة لإعادة إدماج المقاتلين في الجيش أو إعادة تأهيلهم للحياة المدنية، وقال إن ليبيا تسعى لتسخير الأموال الليبية المجمدة لدعم برامج إعادة تأهيل المقاتلين.
من جانبه أوضح رئيس الأركان القطري حمد بن علي العطية أن تحالفاً دولياً جديداً منبثقاً من حلف شمال الأطلسي وتقوده قطر سيتابع العمليات في ليبيا، خصوصاً في مجال التدريب والتسليح وجمع السلاح، بعد انتهاء المهمة الحالية للحلف في ليبيا. وقال العطية إن التحالف الجديد، الذي يضم 13 دولة على الأقل بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، شكل تحت مسمى "لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا" التي سيكون عملها على الأراضي الليبية، لكن دون إرسال قوات للمشاركة في حفظ الأمن.
ويبحث الاجتماع الذي يستمر يوماً واحداً في جملة قضايا، تشمل أولويات المجلس الوطني الانتقالي فيما يتعلق بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وأمن النفط ونزع سلاح الثوار وخطط المجلس الانتقالي المتعلقة ببقايا النظام السابق وخطط إعادة بناء القوات المسلحة الليبية وأمن الحدود.
العثور على 267 جثة في سرت حتى الآن
من جانب آخر قال مصدر من الصليب الأحمر الأربعاء (26 تشرين الأول/ أكتوبر 2011) لصحيفة "قورينا الجديدة" الليبية إنه عـُثر على حوالي 267 جثة في مدينة سرت وضواحيها، يعتقد أن أغلبهم من أنصار العقيد الراحل معمر القذافي الذي قتل الخميس الماضي، مشيراً إلى أن الكثير منهم أُعدم ودُفن في مقابر جماعية بالقرب من سرت. وأضاف المصدر أن الجهات المختصة في بنغازي والمتواجدة بسرت قامت بإحصاء جثث الضحايا بإعطائها أرقاماً وتصويرها قبل دفنها وحفظها في الأرشيف لتزويد ذوي الضحايا بها لاحقاً، في حال طلبوا التأكد من ذلك حسب الصحيفة.
وأكد المصدر أن المجلس الوطني الانتقالي تعهد بإجراء تحقيقات في ملابسات مقتل هؤلاء الضحايا ومعاقبة الجناة. وكان أحمد باني المتحدث باسم المجلس الانتقالي قد قال خلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء أن "الانتقالي لن يغفل أو يتسامح مع أي جريمة ارتُكبت خلال الصراع الأخير".
مئات الجنود القطريين شاركوا على الأرض في المعارك
أعلن رئيس الأركان القطري الأربعاء أن مئات الجنود القطريين شاركوا على الأراضي الليبية في العمليات إلى جانب الثوار، وتركز دورهم خصوصاً على التنسيق بين الحلف الأطلسي والثوار. وقال اللواء الركن حمد بن علي العطية أن "قطر أشرفت على خطط الثوار لأنهم مدنيون وليس لديهم الخبرة العسكرية الكافية. لقد كنا نحن علاقة الوصل بين الثوار وقوات الناتو".
وأضاف العطية: "كنا متواجدين بينهم وكان عدد القطريين على الأرض بالمئات في كل منطقة"، مشيراً إلى أنهم كانوا "يديرون عمليات التدريب والاتصالات وتدارك النقائص". وأوضح العطية على هامش الاجتماع الأول لـ"لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا" أن دور القطريين كان خصوصاً في "الاتصالات وتوجيه الثوار إلى بعض المناطق. الناتو كانوا يرون من الجو والقطريون كان حلقة الوصل مع الثوار"، وذلك إضافة إلى المشاركة الجوية في إطار عمليات الحظر الجوي.
(ع.غ/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي