المجتمع الدولي يدين هجمات بغداد ويؤكّد دعمه للعراق في التصدّي للإرهاب

عقب يوم واحد فقط من سلسلة التفجيرات التي هزّت العاصمة العراقية أمس الأربعاء (19 آب / أغسطس) وأسفرت عن مقتل ما لا يقلّ عن 95 شخصا وجرح نحو 600 آخرين، هاهي دراجة هوائية مفخخة تنفجر صباح اليوم الخميس (20 آب / أغسطس) وسط بغداد وتودي بحياة شخصين وتتسبب في جرح ثمانية آخرين على الأقل، بحسب وكالة الأنباء العراقية "يقين". يأتي ذلك رغم الإجراءات الأمنية المشدّدة التي فرضتها السلطات العراقية.

السلطات العراقية تعيد النظر في إجراءاتها الأمنية

وفي تطوّر سابق، أقالت الأجهزة الأمنية العراقية عشرة من الضباط المسؤولين عن حماية المناطق التي حدثت بها التفجيرات أمس الأربعاء. فقد قال اللواء قاسم عطا، الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد، إن "القائد العام للقوات المسلّحة رئيس الوزراء نوري المالكي اجتمع مع وزراء الداخلية والدفاع والأمن الوطني ومسؤولين أمنيين واتفقوا على اتخاذ إجراءات للحيلولة دون تكرار وقوع خروقات أمنية". وأكّد أن "المالكي أمر بتوقيف جميع مسؤولي الأجهزة الأمنية في الصالحية وباب المعظم، التي حدثت فيها التفجيرات، وإحالتهم إلى التحقيق". وكان نوري الماكي دعا عقب حدوث الانفجارات أمس الأربعاء إلى إعادة تقييم الإجراءات الأمنية في العراق. وقال في بيان إن تلك العمليات، التي وصفها "بالإجرامية" "تستدعي إعادة تقييم خططنا وآلياتنا الأمنية لمواجهة التحديات الإرهابية." كما دعا رئيس الوزراء إلى "زيادة التعاون بين الأجهزة الأمنية والشعب العراقي"، مشيرا إلى وجوب "الوقوف في وجه محاولات التشكيك في قدرة قواتنا المسلحة التي أثبتت قدرة عالية في التصدي للإرهابيين". ولم يعط المالكي تفاصيل للإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها لمنع وقوع اعتداءات أخرى بهذا الحجم.

بروكسيل وواشنطن تؤكّدان دعمها للعراق في إعادة البناء

على صعيد آخر، ندّد الاتحاد الأوروبي بالتفجيرات التي هزّت بغداد، فقد أصدرت السويد، التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد، أمس الأربعاء بيانا أدانت فيه الهجمات التي تعرّض لها العراق خلال الأسبوعين الماضيين، معربة عن تضامنها مع عائلات الضحايا وتعاطفها مع الحكومة والشعب العراقيين في "هذا الوقت الصعب". من جهته، أدان مجلس الأمن الدولي بشدة الهجمات على لسان رئيسه الحالي السفير البريطاني جون سويرز، الذي أوضح أن "أعضاء مجلس الأمن الدولي قد أكّدوا مجدّدا دعمهم للعراق حكومة وشعبا ، فضلا عن التزامهم بأمن العراق." إلى ذلك، وصف البيت الأبيض أمس الأربعاء موجة الهجمات التي شهدتها بغداد "بأنّها عمل جنوني، نفّذه متطرفون مصمّمون على إشاعة الفوضى". وقال المتحدّث باسم الخارجية الأمريكية إيان كيلي إن "هذه الهجمات الإرهابية إنّما هي محاولة لتقويض التقدّم، الذي عملت المؤسسات وقوات الأمن العراقية جاهدة على تحقيقه". وشدّد في الوقت نفسه على ثقة واشنطن بأن مثل الهجمات "لن تنجح في ردع العراقيين من مواصلة جهودهم لبناء مجتمع سلمي". إلى ذلك، أكّد المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن "الولايات المتّحدة لا تزال عند رأيها أن القوات العراقية قادرة على ضمان الأمن في العراق".

الناتو يحذر من خطر الإرهاب ودمشق تؤكّد رفضها للإرهاب

من جهته، وصف الأمين العام لحلف الناتو، أندرياس فوغ راسموسن، في بيان صدر أمس الأربعاء تفجيرات بغداد "بالجبن" و"العبثية". وأكّد بالقول إن "الخسائر البشرية المأسوية تدلّ مرّة أخرى على الخطر الكبير الذي يمثّله التهديد الإرهابي علينا جميعا". كما تعهّد راسموسن بمواصلة تدريب القوات العراقية. أمّا على الصّعيد العربي، فقد ندّدت سوريا، في بيان صدر اليوم الخميس، بتفجيرات بغداد ووصفتها "بالإرهابية"، مؤكّدة في الوقت نفسه دعمها "لكل ما من شأنه الحفاظ على أمن العراق"، ومعتبرة أن هذه الأحداث تؤكّد "الحاجة الماسة في العراق لتحقيق المصالحة الوطنية"، وذلك بحسب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية.

(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)

مراجعة: هيثم عبد العظيم