هوكستين من لبنان: نعمل على إنهاء الصراع وقرار 1701 لا يكفي
٢١ أكتوبر ٢٠٢٤في زيارة هي الأولى له إلى بيروت منذ بدء جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين اليوم الاثنين (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2024) إن الولايات المتحدة تعمل مع كل من إسرائيل ولبنان على التوصل إلى صيغة لإنهاء الصراع إلى الأبد.
وكان هوكستين قد سبق وحذّر في زيارته الأخيرة في 14 آب/أغسطس المسؤولين اللبنانيين من أنه "لم يبق وقت لإضاعته" قبل التوصل إلى وقف لإطلاق نار.
واليوم الاثنين، قال هوكستين في مؤتمر صحفي في بيروت: "نعمل مع حكومة لبنان ودولة لبنان وكذلك حكومة إسرائيل للتوصل إلى صيغة تنهي هذا الصراع فورا وإلى الأبد".
وأوضح هوكستين أنه عقد اجتماعا "بناء للغاية" مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وهو حليف وثيق لحزب الله، الذي يشارك في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع. وأضاف المبعوث الأمريكي: "تريد الولايات المتحدة إنهاء هذا الصراع تماما في أسرع وقت ممكن. هذا ما يريده الرئيس (الأمريكي جو) بايدن، وهذا ما نعمل جميعا على تحقيقه".
وجاءت تصريحات هوكستين خلال محادثات مع مسؤولين لبنانيين في إطار جهود وساطة أمريكية جديدة لإحلال السلام في الشرق الأوسط بعد أن قتلت إسرائيل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأسبوع الماضي.
ويشار أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وبلغ التوتر المستمر عبر الحدود بين إسرائيلولبنان ذروته بهجمات صاروخية شنتها جماعة حزب الله على شمال إسرائيل دعما لحركة "حماس"، بينما صعدت إسرائيل منذ 23 ايلول/سبتمبر غاراتها الجوية على معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، ثم بدأت نهاية الشهر ذاته عمليات توغل بري جنوبا.
هوكستين: قرار 1701 لم يتم تطبيقه
ومن جهة أخرى، قال هوكستين في المؤتمر الصحفي في بيروت الاثنين إن الالتزام العلني بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي أنهى حرب العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، "ليس كافيا" لوضع حد للنزاع الراهن بين الطرفين، مضيفا أنه في حين يظل القرار أساسا لإنهاء الصراع، فهناك حاجة إلى اتخاذ تدابير إضافية لضمان تنفيذه "بشكل عادل ودقيق وشفاف".
وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006. وينصّ القرار على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل). وينص القرار كذلك على أن يكون جنوب لبنان خاليا من أي قوات أو أسلحة غير تلك التابعة للدولة اللبنانية والقوة الدولية.
لكن الجماعة المدعومة من إيران لم تنه وجودها.
وتابع هوكستين: "كان (القرار) 1701 ناجعا في إنهاء حرب 2006 ولكن يجب أن نكون صريحين بأن أحداً لم يفعل شيئا لتطبيقه".
ويكرر لبنان على لسان مسؤوليه تمسكه بتطبيق القرار 1701 واستعداده لفرض سيادته على كامل أراضيه فور التوصل الى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل.
وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
رفض ربط الصراع بصراعات أخرى
وخلال عام من تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، كرر حزب الله على لسان قادته أنه لن يوقف الجبهة التي فتحها من جنوب لبنان ضد إسرائيل، دعما لحليفته حركة حماس، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار فيغزة.
وقال هوكستين للصحافيين الاثنين إنّ "ربط مستقبل لبنان بصراعات أخرى في المنطقة لم يكن وليس في مصلحة الشعب اللبناني".
ومن جانبه، قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، المكلّف من حزب الله التفاوض باسمه، وفق بيان مقتضب عن مكتبه الإعلامي، إثر لقائه هوكستين، إن "اللقاء كان جيدا والعبرة في النتائج".
أبوالغيط يؤكد على وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس
وتتزامن زيارة هوكستين، الذي شملت لقاءاته في بيروت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مع زيارة يجريها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت، في إطار المساعي المبذولة لوقف التصعيد.
وبعد لقائه بري، قال أبو الغيط للصحافيين: "القرار 1701 محوري وينبغي تنفيذه حرفيا وفي أسرع وقت ممكن". وتابع: "أكدت أولويات محددة أهمها وقف إطلاق النار فورا وانتخاب رئيس للبلاد".
استهداف مؤسسة "القرض الحسن"
ويأتي الحراك الدبلوماسي تجاه لبنان بعد ساعات من شن الجيش الإسرائيلي غارات ليلا على فروع مؤسسة "القرض الحسن" التابعة لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي مناطق عدة في شرق البلاد، بينها بعلبك.
وأعلن حزب الله الاثنين استهدافه بالصواريخ جنودا إسرائيليين في بلدات حدودية في جنوب لبنان، حيث أعلنت إسرائيل أن جيشها يكثف قصفه لمواقع حزب الله على طول الحدود بين البلدين.
ص.ش/أ.ح/ ع.خ (رويترز، أ ف ب)