المالكي في الولايات المتحدة: محاولة لرأب صدع
١ نوفمبر ٢٠١٣تسريبات عراقية قريبة من المالكي أكدت أنه سيقدم نفسه إلى الرئيس الأمريكي اوباما بوصفه وسيطا محتملا له مع إيران والرئيس السوري بشار الأسد، حليف طهران، لكن مسؤولين أمريكيين قللوا من احتمال قيام المالكي بهذا الدور.
المالكي اجتمع الخميس 31 تشرين أول / اكتوبر 2013 بوزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي قبل إلقاء كلمة في المعهد الأمريكي للسلام. ونشر المالكي بتوقيت زيارته إلى الولايات المتحدة مقالا في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان" اصبروا علينا"، حاول من خلاله انتزاع الدعم الأمريكي له .
وتحدث المالكي أمام نحو 200 شخص عن تجدد هجمات القاعدة في العراق مؤكدا على أهمية العلاقات بين الولايات المتحدة وبين العراق. وقال المالكي "كنا شركاء وسالت دماؤنا معا في قتال الإرهاب... هذا سمح لنا بأن ننتصر على الإرهاب في العراق." لكنه أشار إلى أن "المشكلة عادت اليوم" .
"حرب عالمية ثالثة ضد فيروس تنظيم القاعدة"
وألقى رئيس الحكومة العراقية باللوم في تجدد هجمات القاعدة في العراق على الاضطرابات في المنطقة التي نتجت عن ثورات الربيع العربي .
وبعبارات قوية دراماتيكية دعا المالكي في اليوم الثاني من زيارته لواشنطن المجتمع الدولي لشن "حرب عالمية ثالثة" ضد "فيروس" تنظيم القاعدة.
ولا تبدو النخب السياسية الأمريكية متحمسة لمساعدة المالكي وترى فيه نموذجا لفشل ديمقراطي يجب تصحيحه. وقد اعتبر الناشط السياسي ضياء الشكرجي الذي شارك في حوار مجلة العراق اليوم من DW عربية أن لتحفظ النواب الجمهوريين عموما ما يبرره، مشيرا إلى أنّ من الصعب القول" إن المالكي قد نجح في ولايتيه لرئاسة الوزراء، فهناك ملفات كثيرة عنوانها الكبير هو الفشل، لاسيما ملف الأمن، وتنامي الحس الطائفي عند الطرفين( السنة والشيعة) ".
"أولوية المالكي هي حصوله على ولاية ثالثة لرئاسة الحكومة "
الشكرجي عاد ليؤكد أن العراق قد وصل إلى وضع أخطر مما كان عليه عام 2006 ، ثم لفت الأنظار إلى أن توقيت زيارة المالكي لأمريكا له أهمية ويكشف عن أن " أولوية المالكي التي تتقدم على كل أولوية أخرى هي حصوله على ولاية ثالثة لرئاسة الحكومة ".
وأعرب أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون والديمقراطيون، ومن بينهم السيناتور جون ماكين وكارل ليفين، عن قلقهم إزاء عمل الإرهابيين في العراق في سورية المجاورة وحذروا من أن تنظيم القاعدة يمكن أن يستخدم المنطقة "كملاذ آمن جديد" لشن هجمات على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)عنهم القول .
واعتبر ضياء الشكرجي أن التقارب الإيراني الأمريكي إذا صح تحققه كما هو ظاهر، فسيذيب الفروق في مواقف الجمهوريين والديمقراطيين الأمريكيين حيال العراق وحيال إدارة المالكي.
وبوجه عام يعتبر الجمهوريون في الولايات المتحدة أنّ المالكي قد أساء إدارة البلد، وقال أعضاء في مجلس الشيوخ إن "هذا الفشل في الحكم يدفع بالكثير من العراقيين السنة إلى أحضان القاعدة في العراق"، لكنهم وبرغم ذلك دعوا الرئيس الأميركي إلى زيادة الدعم لمكافحة الجماعات المسلحة في العراق خصوصا في مجال تقاسم المعلومات الاستخباراية مع قوات الأمن العراقية.
" لا يجوز أن نفسّر كل ما يقدم عليه السيد المالكي باعتباره محاولة لضمان إعادة انتخابه "
على مدى السنوات الثلاث الماضية، أصرت حكومة العراق على أن تبدو وكأنها ضد الوجود الأمريكي ، وتجسد هذا بتظاهرات نظمتها قوى سياسية سنية وشيعية على حد سواء، حرصت دائما على أن ترفع شعارات منددة بـ" أمريكا والاحتلال" ، وهذا يثير أكثر من سؤال حول جدية طلبهم مساعدات عسكرية ولوجستية واستخبارية من الولايات المتحدة الأمريكية.
الناشط السياسي ضياء الشكرجي في هذا السياق، اعتبر أن المالكي كان دائما من الصقور(المتشددين ) في حزب الدعوة ، وطالما سعى المالكي إلى إظهار روح الكراهية والرفض للأمريكيين ، " ولكنه "حين تولى السلطة، حاول أن يتحلى ببعض البراغماتيه ".
وبيّن الشكرجي أن المالكي يحاول أن يحصد أصوات ، وأن يحشد التيار الصدري الذي يرفع شعار" العداء للمحتل" ليكون معه في الانتخابات المقبلة.
في اتصال من اربيل دعا د. محمود إلى أن ينأى المثقفون عن مواقف (مع أو ضد)، " ولا يجوز أن نفسّر كل ما يقدم عليه السيد المالكي باعتباره محاولة لضمان إعادة انتخابه ".
د. محمود ، بيّن أن " العراق بحاجة إلى التعاون التقني مع أمريكا، وبدون أصدقاء في العالم لن نستطيع( كعراقيين) أن نفعل شيئا ".
ولفت د. محمود الأنظار إلى أن بشار الأسد قد حاصرته كل دول العالم تقريبا، لكن صديقا واحدا( هو روسيا) استطاع أن يدعمه، فبقي محتفظا بالسلطة وبالقوة.
وتعليقا على هذه المداخلة، أشار ضياء الشكرجي إلى أنه لا ينفي احتمال وجود دوافع أخرى للزيارة، لكنه عاد ليؤكد، أن توقيت الزيارة في هذا الظرف يرتبط بأولوية المالكي ، وهي رئاسته للحكومة لدورة ثالثة.