"المؤتمر الدولي حول اليمن محبط ومخجل ونتائجه الملموسة قليلة جدا"
٢٨ يناير ٢٠١٠الجهود تتسارع من أجل حل الأزمات، فقبل ساعات من مؤتمر حول أفغانستان خطط لعقده منذ مدة طويلة، عقد مؤتمر دولي حول اليمن، هذا المؤتمر دعت إليه محاولة تفجير الطائرة الأمريكية المدنية في نهاية العام الماضي، تلك المحاولة التي خطط لها في اليمن لكنها فشلت. وكان ينتظر أن يتم خلال هذا المؤتمر مناقشة قدرة المجتمع الدولي على منع تحول اليمن إلى بؤرة جديدة للإرهاب خلفاً لأفغانستان والخطة التي يتم بها هذا المنع.
هذه الخطة ليست أمرا غريبا، لأن من المعروف أن المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة الأمريكية تم التخطيط والإعداد لها في اليمن، كما أن من المعروف أيضا أن اليمن يزداد تحولا إلى ملاذ لمقاتلي القاعدة الذين من الصعب عليهم أن يستقروا في مكان غيره، إضافة إلى أن اليمن له موقع إستراتيجي هام، إذ إنه قريب من طرق الملاحة البحرية في المحيط الهندي، كما أنه يقع عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، قبالة الصومال التي ينهكها الإرهاب منذ سنوات.
وفي ضوء ذلك يظهر أن ما تم التوصل إليه في لندن شيء متواضع إن لم نقل إنه شيء محبط أو مخجل، لأن ما تراكم في اليمن في السنوات الأخيرة لا يمكن حله في حوالي ساعتين من الزمن، حتى لو كانت أعمال هذا المؤتمر قد تم الإعداد لها قبله وليس أثناءه وأيضا حتى مع الإعلان عن انعقاد مؤتمرين آخرين من نفس النوع.
نجاح قرارات المؤتمر يتوقف على الحكومة اليمنية
والآن من المنتظر أن يحصل اليمن -أفقر دولة عربية- على دعم دولي كبير حتى يتم إنقاذه من التوجه نحو الهاوية والتحول إلى دولة فاشلة. إن اليمن يحصل منذ مدة طويلة على مساعدات دولية، ولكنها بقيت عديمة التأثير إلى حد كبير، لأن أموال هذه المساعدات ذهبت هباء بسبب الفساد والمحسوبية وسوء التخطيط أو لأنها لم تستخدم في منطقة أو أخرى لأسباب أمنية.
وحتى يمكن تغير هذه الأوضاع، أعلن اليمن عن إجراء إصلاحات جذرية، والسؤال هو لماذا تأخرت هذه الإصلاحات حتى الآن؟ فالرئيس على عبد الله صالح يحكم منذ ثلاثة عقود والعالم الخارجي يعرف حتى قبل محاولة تفجير الطائرة الأمريكية الأخطاء الموجودة في اليمن، لكن جرس الإنذار لم يدق إلا بعد محاولة التفجير الفاشلة وهذه إشارة سيئة، فاليمن –كما كانت بعض الدول قبله- لا يمثل إلى حد كبير أهمية للمجتمع الدولي ، سواء ما يخص سياسته أو اقتصاده أو أحوال الناس فيه والمجتمع الدولي لا يبدأ في التحرك إلا بعد أن توجد تهديدات بخروج مخاطر منه نحو الخارج.
أما عدم وضع آمال كثيرة على قرارات مؤتمر اليمن، فربما يعود إلى إمكانية رؤية أن النجاح أو الفشل يتوقفان على الحكومة اليمنية والتي لم تستطع حتى الآن أن تمنع الأمور من الوصول إلى ما هي عليه.
ولأنه لا توجد رغبة في إرسال قوات عسكرية، ينتظر أيضا تقديم دعم للجيش اليمني وهذا الأمر ينطبق بصفة خاصة على الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال تحاول التقليل من شأن تدخلها العسكري في اليمن حتى الآن، بيد أنها تعلم في الوقت ذاته أن قوات اليمن العسكرية ليس لديها القدرة وحدها على أداء المهمة. وسيتحتم على واشنطن أن تقوي تدخلها العسكري المباشر في اليمن سواء كانت راضية أم كارهة ومع هذا، فالنجاح المنشود سيبقى بعيد المنال.
الكاتب: بيتر فيليب
المترجم: صلاح شرارة
مراجعة: سمر كرم