Tag des Flüchtlings: Situation der arab. Flüchlinge in Deutschland
٢٠ يونيو ٢٠٠٨جاء "ي.أ" البالغ من العمر 38 عاما إلي ألمانيا عام 2000 تاركا بلده العراق بسبب سوء الأحوال السياسية والاقتصادية هناك، سافر مع 12 عراقيا في رحلة مضنية بالسيارة من بلده إلي تركيا، ومنها إلي اليونان، ثم إلي ألمانيا حيث يعيش الآن. وفي حوار مع موقعنا أكد بأنه يعيش في ظل أحوال نفسية واقتصادية صعبة للغاية لعدم توافر فرص للعمل وعدم حصوله على الإقامة وحق العمل. كما أن السلطات الألمانية وضعته في بيت للاجئين في مدينة براندنبورغ بين أناس من جنسيات مختلفة كالتركية والألبانية والروسية. ولا يُسمح له بالتنقل خارج المدينة.
معاناة من العزلة في المهجر والبعد عن العائلة في الوطن
أما الإعانة الشهرية التي يحصل عليها فلا تتجاوز 149 يورو شهرياُ، وهذا مبلغ لا يكفي حتى لتغطية نفقات الطعام. ويزيد من صعوبة الأمر تخفيض المبلغ مؤخرا بحوالي 20 إلى 30 يورو. ويزيد من الضغوط النفسية التي يعيشها شعوره بالوحدة وابتعاده عن عائلته التي لا يتواصل معها سوى مرة واحدة في الشهر لعدم قدرته على دفع ثمن المكالمات ولولا أنه تعلم اللغة الألمانية من الممارسة والاحتكاك لكان عاش في عزلة قاتلة على حد قوله. وعلى ضوء ذلك أكد بأنه يحلم بالعودة إلى العراق إذا تحسنت الأحوال هناك.
أما "ح.س" فقد ترك بلاده في اليمن وجاء إلي ألمانيا عام 2004 مع زوجته وولديه الاثنين بتأشيرة سياحية عادية وطلب حق اللجوء السياسي، في البداية وضعتهم السلطات الألمانية بمركز لاستقبال اللاجئين بمدينة كولونيا، ثم تم إعطائه منزل خاص بالإضافة لمعونة شهرية للطعام والشراب.
اللغة والاختلاف الثقافي في وجه عملية الاندماج
ومن الصعوبات التي واجهته عدم إجادته للغة الألمانية، إلا أنه بدأ مؤخرا حضور دورات لغة مع زوجته لمدة ستة أشهر بهدف الاندماج. أما مشكلته الأساسية فتتمثل في صعوبة العثور على فرصة عمل، لاسيما وأنه يحق له ذلك. كما أنه يدرس بجامعة ألمانية للحصول على درجة الماجستير في مجال التعددية الثقافية، ويتعامل مع عدد من المنظمات الألمانية الخيرية التي تقوم بمساعدة اللاجئين.
وعن علاقته مع الألمان يؤكد أنه لا يتواصل بصورة كبيرة معهم بسبب طبيعتهم المختلفة عنه على حد تعبيره، فهو قادم من دول تعتقد أنه من السهل طرق الأبواب و التواصل مع الألمان، ولكن الشعب الألماني "يعمل كثيرا ويسعى وراء مصالحه ولا يتوافر لديه وقت كبير للتواصل الاجتماعي".
بينما يؤكد "ك.ف" من العراق أن الوضع في ألمانيا أفضل بكثير من الوضع في بلاده، فهو يعيش مع زوجته وأطفاله الثلاثة الآن في أمان ويعمل في مجال الزراعة مع بعض الأتراك في مدينة "براندنبورغ"، مشيرا إلي أن المشكلة الوحيدة لديه تتمثل في تعلم اللغة الألمانية التي يراها صعبة.
المركز الثقافي العربي في برلين يقدم خدمات استشارية وتعليمية
وتحدث د.نزار محمود مدير المعهد الثقافي العربي في برلين مع موقعنا حول أوضاع اللاجئين العرب في ألمانيا، قائلا أن أبرز المشكلات التي تواجههم تتعلق بالقوانين الألمانية الخاصة بالإقامة وعدم توافر فرص عمل بسهولة، إضافة إلى مشاكل التعليم الخاصة بأولادهم، وهناك مشكلات الهوية والاندماج في المجتمع الألماني كذلك. ويري أن هؤلاء اللاجئين قدموا من دول عربية ذات طبيعة ثقافية مختلفة عن ألمانيا. وعلى ضوء ذلك فهم يقعون في أزمة الحفاظ على الهوية من جهة، وضرورة الاندماج في المجتمع الجديد من جهة أخرى.
وأكد الدكتور محمود بأن المعهد يقدم الاستشارات للاجئين في مختلف الأمور القانونية، كما أنه يقدم لهم دورات لغة ألمانية وعلى الحاسب
لمساعدتهم على إيجاد فرص عمل. كما أن المعهد يتعاون مع مؤسسات ألمانية حكومية للوساطة في حل بعض مشاكل اللاجئين وأسرهم وخاصة تلك المتعلقة برفض بعض المدارس تعليم أبناء اللاجئين دون أوراق رسمية قانونية. وأقترح المعهد على بعض المدارس الاعتراف بشهادات الأبناء الصادرة من دولهم وإيجاد نوع من التعليم غير الرسمي، مشيرا إلي أن هذا المقترح وجد نوعا من التجاوب لدى السلطات المعنية ولكن الأمور القانونية مازالت بحاجه لبعض الوقت.