"الكلمات الرنانة لا تكفي"-خطاب أوباما في الصحافة العربية والأوروبية
٢٠ مايو ٢٠١١تناول عدد من الصحف العربية والأوروبية الصادرة اليوم الجمعة (20 أيار/ مايو) خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول الشرق الأوسط من وجهات نظر مختلفة، كما بدت المواقف من خطابه متباينة وتأرجحت بين الترحيب والنقد.
وعلقت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن على خطاب أوباما حول الثورات العربية بلهجة يغلب عليها النقد، حيث كتبت تقول :
"خطاب الرئيس أوباما الذي ألقاه يوم أمس، وخصصه للحديث عن منطقة الشرق الأوسط، والتحولات الرئيسية فيها، جاء مليئاً بالوعود حول دعم الإصلاح، واقتصاديات الأنظمة الديمقراطية الجديدة في مصر وتونس، وبشرنا بنهاية قريبة لنظام الزعيم الليبي معمر القذافي، ووجه إنذارا إلى الرئيس بشار الأسد بأن عليه أن يختار بين قيادة الإصلاح الديمقراطي أو التنحي عن الحكم، ولم ينس حلفاءه في البحرين عندما طالبهم بالحوار مع المعارضة والإفراج عن المعتقلين، وهذا كله كلام معروف سمعناه على لسان أكثر من مسئول أمريكي، ولكن السؤال هو حول الخطوات العملية لتحويله إلى أفعال على الأرض. اليوم يقول لنا الرئيس أوباما إنه قرر التعاطي مع الشعوب مباشرة وليس مع النخب مثلما كان عليه الحال في السابق، هذا جميل ولكن أين هي الشعوب التي يتعامل معها أوباما الآن هل يتعامل مع الشعب السعودي ويتجاوز حكومته، ويدعم مطالبه ببرلمان منتخب وتوزيع عادل للثروة وحقوق الإنسان والقضاء المستقل؟ أم أن الدعم الأمريكي الانتقائي للثورات يقتصر على الجمهوريات فقط ويستثني الملكيات غير الدستورية".
من جهتها، كتبت صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن تعليقا يغلب عليه الطابع الإيجابي لخطاب الرئيس أوباما حول العالم العربي:
"قبل عامين خاطب باراك أوباما العرب والمسلمين من القاهرة. تحدث عن الديمقراطية وتشجيعها في الشرق الأوسط. بدا الرئيس الأميركي حالما يومها. منطقتنا صاحبة تجربة طويلة في مقاومة الديمقراطية وكذلك في صد رياح التغيير.(...) حين اختار أوباما أمس مخاطبة أهل الشرق الأوسط، من مقر وزارة الخارجية الأميركية، كان المشهد مختلفا في عدد من الدول التي كانت تعيش في ظل الاستقرار يوم ألقى خطابه الشهير في القاهرة. بدا الرئيس الأميركي في صورة من يحاول تقديم سياسة تتعايش مع الرياح التي هبت على المنطقة وتؤثر فيها. وأظهرت الصياغات التي وردت في خطابه حرصا على التوفيق بين المبادئ التي رفعها منذ دخوله إلى البيت الأبيض والمصالح الأمريكية الواسعة في المنطقة".
صحيفة نيو تسوريشه تسايتونغ (Neue Züricher Zeitung) السويسرية انتقدت في التعليق التالي تفويت الرئيس الأمريكي باراك أوباما فرصة إعادة إحياء مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في خطابه:
"استقالة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل قبل فترة وجيزة كانت إشارة إلى أن الولايات المتحدة لا يمكنها تحقيق تقدم في حل الأزمة الفلسطينية من خلال إتباع أسلوب البراغماتية فقط ، ذلك أنه لا وجود لسياسة "خذ وأعطي" في الصراع من أجل الأرض الموعودة. استمرار الإسرائيليين في بناء مستوطنات يقلل من فرص قيام دولة فلسطينية يوما بعد يوم. وتحت هذه الظروف يصبح إنهاء حالة الجمود التي أصيبت بها المفاوضات يتطلب أكثر من مجرد بلاغة كلامية مناشدة. إن لحظة الثورات العربية لوحدها لا تكفي لتحقيق تقدم نحو حل للأزمة الفلسطينية. خطاب أوباما كان يمكن أن يكون اللحظة المناسبة لتدخل الولايات المتحدة مرة أخرى كوسيط نزيه وبشروط واضحة. ولكن هذه اللحظة فوتت."
فيما طالبت صحيفة نويه أوسنابروكه تسايتونغ (Neue Osnabrücker Zeitung) الألمانية في تعليق لها حول خطاب الرئيس الأمريكي بإجراءات ملموسة تظهر مواكبة الإدارة الأمريكية للتطورات الجديدة في المنطقة العربية:
"خطاب باراك أوباما هو ثاني خطاب حول وللعالم العربي. وكان كسابقه جيدا. ولكن الكلمات الرنانة لا تكفي. يتعين على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن يظهرا جديتهما في إقامة شراكة جديدة. المبالغ التي تريد الولايات المتحدة إلغائها من إجمالي ديون مصر للخارج، ليست إلا رمزية، فالصينيون استثمروا ضعف هذه المبالغ في منشأة تكرير مصرية واحدة. وزير الخارجية الألماني غيدو فيستر فيله قدم خططا ملموسة أكثر، حيث يريد من خلال مشروع الطاقة الشمسية دزيرتك إقامة شراكة في مجال الطاقة مع دول شمال إفريقيا. السياسة الأمريكية يجب أن تكون بدورها ملموسة أكثر".
شمس العياري
مراجعة: هبة الله إسماعيل