الكشف عن حفرية قديمة قد تكون الحلقة المفقودة بين القردة والبشر
٢٠ مايو ٢٠٠٩كشف العلماء النقاب عن بقايا أحفورية محفوظة بشكل جيد لإحدى الثدييات الرئيسية، يقدر عمرها بحوالي 47 مليون سنة. والحفرية التي تم العثور عليها في منطقة ميسيل بالقرب من مدينة دارمشتات الألمانية عبارة عن هيكل عظمي لإحدى الثدييات التي تتشابه من الناحية التشريحية مع الإنسان والقردة، مما يعيد إلى الأذهان الجدل الذي أثارته وتثيره حتى الآن من وقت لأخر نظرية النشوء والارتقاء لداروين. ويرى بعض العلماء أن هذا الكشف من الممكن أن يكون "الحلقة المفقودة" بين القرد والإنسان ويقدم دلائل على الأصل المشترك بينهما، مما قد يقدم حلاً للغز الذي طرحه داروين.
أكثر الحفريات التي عثر عليها حتى الآن اكتمالاً
وكان أحد الهواة قد عثر على هذه الحفرية عام 1983 وظلت في ملكيته الخاصة حتى عام 2007، إلى أن وجدت طريقها لجامعة أوسلو. البروفيسور وعالم الحفريات النرويجي يورن هوروم، الذي قاد فريقاً من العلماء قاموا بتحليل الحفرية على على مدى العامين الماضيين، أعلن أمس الثلاثاء 19 مايو/آيار في مؤتمر بمدينة نيويورك أثناء عرض الهيكل العظمي المكتشف أن الثديية التي تم اكتشافها والتي يبلغ طولها 58 سنتيمترا هي أنثى يتراوح عمرها على الأرجح بين تسعة وعشرة شهور، وأضاف هوروم، أن"هذه هي أكثر حفرية مكتملة لهيكل عظمي لحيوان أولي يعثر عليها حتى الآن" وأنها ربما تشبه أحد الكائنات البشرية الأولى، لكن ليس من المرجح أن تكون جداً مباشراً للبشر.
والحفرية مكتملة بنسبة 95 في المائة، حتى أطراف الكف والمخالب تم العثور عليها ولا ينقصها سوى الساق. وعلق ينس لورنس من معهد زينكينبرج للأبحاث العلمية بمدينة فرانكفورت على ذلك بقوله: " لم نعثر فقط على الهيكل العظمي، ولكن على كل مكونات الجسد بما في ذلك الأمعاء"، والتي تبين أن إيدا كانت تتغذى على الثمار وأوراق الأشجار والحبوب.
هل تعتبر إيدا حلقة الوصل المفقودة بين القرد والإنسان؟
وأطلق هوروم على الحفرية اسم ابنته الصغرى "إيدا"، بينما أطلق عليها العلماء اسم "داروينيوس ميسيلاي " تكريما للعالم تشارلز داروين. ويرى كثير من العلماء أن ايدا لا ترتبط بعلاقة قرابة من الدرجة الأولى مع الإنسان ووصفوها "بالعمة الكبرى". ويضع الباحث النرويجي آمالاً عريضة على الحفرية للتعرف على كيفية تطور الإنسان، حيث قال إن "هذه الحفرية هي أول حلقة وصل بالإنسان وهذا الهيكل العظمي يربطنا بالموروث الإنساني". فالحيوان الذي تم اكتشافه يتشابه مع فصيلة القردة التي يطلق عليها "الليموريات" علاوة على تشابهه في بعض الخصائص مع الإنسان، على سبيل المثال أصبع الإبهام وكذلك الذراعين والساقين غير أن له ذيل.
ويعتقد أن ايدا عاشت في الفترة التي بدأت فيها الحياة تتخذ شكلها الحالي وذلك بعد انقراض الديناصورات، في حين اتجهت كثير من الحيوانات الثديية تجاه الغابات. وطبقا لما أعلنه العلماء فإن ايدا لديها مفصل مكسور، مما يقوي من تصورهم أنها غرقت أثناء محاولتها الشرب من بحيرة ميسل، ويعتقد أنها سقطت مغشيا عليها في مياه البحيرة، حيث ساعد المحيط الكيميائي في البحيرة على حفظ هيكل الحيوان لمدة تقدر بنحو سبعة وأربعين مليون عام.
(ن.ع/إيه. ار.دي/رويترز/أ.ف.ب)