القوة العسكرية والتسليح.. مقارنة بين الصين وتايوان
٤ أغسطس ٢٠٢٢زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تايبيه، أدت إلى زيادة حدة التوتر بين تايوان والصين، اللتان تبادلتا التحذيرات بشأن التصعيد العسكري.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن واشنطن "ستدفع الثمن جراء" هذه الزيارة، وهي الأولى التي يقوم بها سياسيون أمريكيون رفيعو المستوى منذ عقود. وأعلنت بكين عن مناورات عسكرية بالذخيرة الحية قبالة سواحل تايوان في الأيام المقبلة.
تعود الانقسامات العميقة بين البلدين إلى الحرب الأهلية الصينية (1927 - 1949)، عندما هزم شيوعيو ماو تسي تونغ قوميي تشيانغ كاي شيك، الذين فروا إلى تايوان. ولا تزال بكين تعتبر الجزيرة جزءً من أراضيها.
من حيث القوة العسكرية، تتفوق الصين على تايوان من جميع النواحي تقريبًا، من الدبابات ومرورا بالمدفعية إلى الطائرات. ومع ذلك، فإن لدى تايوان قوة عسكرية احتياطية مدربة أكبر، جاهزة في حالة حدوث غزو واسع النطاق من قبل الصين. واحتمال الهجوم على تايوان قائم منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وقد طورت الدولة الجزيرة "استراتيجية " للدفاع عن نفسها.
يتضمن ذلك استخدام الألغام البحرية والصواريخ المضادة للسفن والطائرات والدبابات وقوارب الهجوم السريع لمنع قوة الغزو البحري. وإذا نجحت الصين في إنزال قواتها، فقد استعدت تايوان لحرب العصابات في مدنها ومناطقها الريفية الجبلية.
تمتلك الصين ثاني أكبر ميزانية عسكرية سنوية في العالم، وهي تسبق كل الدول الأخرى في المحيط الهادئ بهامش كبير. تشير معظم التقديرات إلى أن الصين تمتلك أكبر أسطول عسكري من حيث عدد السفن في المنطقة. لكن الولايات المتحدة، التي تحتفظ ببصمة عسكرية كبيرة في المنطقة، لديها إنفاق عسكري إجمالي أكبر بكثير، لكن قواتها منتشرة في جميع أنحاء العالم.
ولا تزال الولايات المتحدة قوة عسكرية مهيمنة في جميع أنحاء منطقة المحيط الهادئ، مع قواعد جوية وبحرية رئيسية في اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة.
في حين أن الصين لديها حتى الآن قاعدة عسكرية بحرية أجنبية واحدة فقط، في جيبوتي، كما وسعت نطاق وصولها من خلال بناء منشآت عسكرية في جزر سبراتلي المتنازع عليها.
يتم الاحتفاظ بالتفوق البحري الصيني إلى حد كبير ضمن ما يسمى بـ "سلسلة الجزر الأولى" التي تمتد من اليابان إلى ماليزيا، على الرغم من أن الصين توسعت إلى ما هو أبعد من ذلك في السنوات الأخيرة.
حاولت الصين في السنوات الأخيرة توسيع نفوذها وتحسين علاقاتها مع جيرانها، إلى حد كبير من خلال التجارة ومشاريع البنية التحتية. وفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية، تسعى الصين إلى إنشاء المزيد من القواعد الخارجية لتوسيع نطاقها العسكري، و "من المحتمل أن تكون" قد وضعت "قواعد عسكرية لها في دول مجاورة أخرى، بما في ذلك كمبوديا وميانمار وتايلاند وسريلانكا.
لكن تظل الولايات المتحدة الشريك المفضل للعديد من الدول الآسيوية، ومع ذلك، لا يزال بإمكان تلك الدول الاعتماد كذلك على الحلفاء الرئيسيين اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان
راوري غاسي/ علاء جمعة