القوات العراقية توقف هجوم الموصل
٢٥ مارس ٢٠١٧قال متحدث باسم قوات الأمن إن قوات الحكومة العراقية أوقفت هجومها لاستعادة السيطرة على غرب الموصل من يد تنظيم "داعش" اليوم السبت (25 آذار/مارس 2017) بسبب المعدل المرتفع للقتلى والمصابين من المدنيين. وقال متحدث باسم الشرطة الاتحادية إن "العدد المرتفع في الآونة الأخيرة من القتلى بين المدنيين داخل الحي القديم أجبرنا على وقف العمليات لمراجعة خططنا... حان الوقت لبحث خطط هجوم وأساليب جديدة. لن نواصل العمليات القتالية".
وجاء أعلان وقف المعارك في وقت عبرت فيه الأمم المتحدة عن قلقها البالغ اليوم السبت حيال الوضع في الموصل بسبب تقارير عن واقعة حدثت في 17 آذار/مارس الماضي خلال القتال وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص في حي الجديدة الخاضع لسيطرة "داعش" في الموصل. وتتعلق الواقعة على الأرجح بضربات جوية للقوات العراقية أو التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقالت ليز غراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق في بيان "صدمنا لهذه الخسارة الفادحة في الأرواح". وقال مسؤولون من الدفاع المدني وبعض السكان إن الكثير من الأشخاص دفنوا تحت مبان منهارة بعد أن تسببت ضربة جوية ضد "داعش" في انفجار ضخم الأسبوع الماضي.
ولم يتضح السبب وراء انهيار المباني لكن نائبا محليا واثنين من السكان قالوا إن الضربات الجوية ربما فجرت شاحنة تابعة لـ"داعش" محملة بالمتفجرات مما أدى لتدمير مبان في المنطقة المكتظة بالسكان. وتباينت التقارير الواردة عن عدد القتلى والمصابين، لكن العميد محمد الجواري مدير الدفاع المدني قال للصحفيين يوم الخميس الماضي إن فرق الإنقاذ انتشلت 40 جثة من تحت أنقاض المباني المنهارة.
وذكر بشار الكيكي رئيس مجلس محافظة نينوى أن "جهود إخراج الجثث من تحت الأنقاض مستمرة". فيما أكد محافظ المدينة نوفل حمادي في اتصال هاتفي مع "فرانس برس" أن "أكثر من 130 مدنيا قتلوا جراء القصف الجوي الذي قامت به طائرات التحالف الدولي لمواقع "داعش" في حي الموصل الجديدة خلال الأيام القليلة الماضية". وقال إن "تنظيم داعش الإرهابي يسعى لإيقاف زحف القوات العراقية في الموصل بأي ثمن فهو يجمع المدنيين في مواقعه ويستخدمهم كدروع بشرية".
وقدر مسؤولان آخران أعداد الضحايا بالمئات، لكن لم يكن ممكنا التأكد من الحصيلة من مصادر مستقلة، فيما يحقق التحالف في تلك التقارير. وتحدث سكان فروا من المنطقة المحاصرة عن ضربات جوية عراقية ومن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أدت إلى تدمير مبان وقتلت العديد من المدنيين. وقال سكان فارون إن المتشددين استخدموا أيضا المدنيين كدروع بشرية وفتحوا النار عليهم لدى محاولتهم للهروب من الأحياء الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وقال المتحدث باسم الشرطة الاتحادية "نحتاج إلى التأكد من أن طرد داعش من الحي القديم لن يؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين. نحن بحاجة لعمليات شديدة الدقة لاستهداف الإرهابيين دون التسبب في أضرار جانبية بين السكان". وذكر بيان للجيش نشرته صحيفة الصباح الرسمية أن قوات برية مدربة جيدا على القتال في المدن ستنفذ العمليات المقبلة. وجاء في البيان أن القوات العراقية ملتزمة بقواعد الاشتباك وضمان حماية المدنيين.
وقال نائب القائد العام للتحالف الأمريكي لرويترز أمس الجمعة إن الحل قد يكمن في تغيير الأساليب. وقال البريغادير جنرال جون ريتشاردسون إن الجيش العراقي يدرس فتح جبهة أخرى وعزل الحي القديم الذي يبدي المتشددون فيه مقاومة شرسة.
ز.أ.ب/ ع.ش (أ ف ب، رويترز)