القوات العراقية تشتبك مع "داعش" جنوبي الفلوجة
٢٣ مايو ٢٠١٦قال سكان إن اشتباكا وقع في منطقة الهياكل على المشارف الجنوبية لمدينة الفلوجة بين القوات العراقية وتنظيم "الدولة الإسلامية" اليوم (الاثنين 22 مايو/ أيار 2016) كان من أولى المواجهات المباشرة بين الطرفين، بعد أن أعلنت حكومة بغداد رسميا انطلاق عملية تحرير الفلوجة. واستهدفت ضربات جوية وقصف بقذائف الهاون خلال الليل أحياء داخل المدينة يعتقد أن مقر "الدولة الإسلامية" فيها. لكن القصف هدأ بحلول النهار. وقال سكان يعيشون في وسط المدينة إنهم فروا لمناطق آمنة نسبيا عند الأطراف الشمالية لكن القنابل الذي زرعها التنظيم على جوانب الطرق منعتهم من مغادرة المدينة.
وتقع الفلوجة - وهي معقل قديم للجهاديين- على بعد 50 كيلومترا من بغداد وكانت المدينة الأولى التي تقع في أيدي التنظيم في يناير كانون الثاني 2014. وبعد ستة أشهر من ذلك التاريخ أعلن "داعش" "دولة خلافة" تمتد على مساحات شاسعة من العراق وسوريا المجاورة.
وطوقت القوات العراقية المدينة منذ العام الماضي لكنها ركزت أغلب العمليات القتالية على المناطق التي تسيطر عليها "الدولة الإسلامية" إلى الغرب والشمال. وتعهدت السلطات باستعادة مدينة الموصل هذا العام تمشيا مع خطة أمريكية للقضاء على "الدولة الإسلامية" في عاصمتيها في العراق وسوريا.
لكن عملية الفلوجة التي لا تعتبر ضرورة للتقدم نحو الموصل يمكن أن تؤخر من هذا الجدول الزمني. واستمر هجومان شنتهما القوات الأمريكية ضد تنظيم القاعدة في الفلوجة عام 2004 نحو شهر لكل منهما وخلفا أضرارا جسيمة في المدينة.
وقال التلفزيون الرسمي العراقي اليوم إن رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يواجه أيضا أزمات سياسية واقتصادية زار مركزا للقيادة أقيم في منطقة قريبة للإشراف على العمليات العسكرية. ولدى إعلانه بدء العملية في خطاب أدلى به في وقت متأخر من مساء أمس قال العبادي إن الهجوم ينفذه الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب ومقاتلين من العشائر المحلية وتحالف مؤلف في الأغلب من فصائل مسلحة شيعية. وقال "كل صنوف القوات المسلحة والحشد الشعبي وأبناء العشائر من أهالي الأنبار يشاركون في عملية تحرير الفلوجة من داعش الإرهابي".
ويقول مسؤولون عراقيون إن العمليات التي تشارك فيها الفصائل الشيعية بما يشمل تلك المدعومة من إيران قد تقتصر على تلك التي تدور خارج حدود المدينة كما حدث في الأغلب في المعركة لتحرير الرمادي قبل ستة أشهر لتجنب تأجيج التوترات الطائفية مع السكان السنة. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي مركبات مدرعة وسط أشجار النخيل على أطراف المدينة وأضواء طلقة تعقب ليلية خضراء تنطلق من القذائف وإطلاق نيران من بنادق آلية. كما أظهر فيديو عائلة تقف نهارا على أعتاب منزل بسيط مؤلف من طابق واحد وهي تهلل وتلوح بعلم أبيض لقافلة الجيش لدى مرورها أمامهم.
ويقدر مسؤولون عراقيون وأمريكيون أن هناك ما يصل إلى 100 ألف مدني لا يزالون يعيشون داخل الفلوجة وهي مدينة تقع على نهر الفرات وكان تعداد سكانها ثلاثة أمثال ذلك الرقم قبل الحرب. وأدى حصار المدينة لنقص حاد في الغذاء والدواء. ودعت الحكومة المدنيين لمغادرة المدينة وقالت إنها ستفتح ممرات آمنة لمناطق جنوبي المدينة لكن القنابل التي زرعتها "الدولة الإسلامية" على طول الطرق تعقد من عمليات الإجلاء.
ح.ز/ و.ب (رويترز)