القنابل الانشطارية: خطر يتربص بالمدنيين في لبنان
١٥ سبتمبر ٢٠٠٦على الرغم من وقف إطلاق النار وانتهاء العمليات القتالية في لبنان منذ حوالي ثلاثة أسابيع يسقط كل يوم عدد كبير من المدنيين اللبنانيين بين قتيل وجريح. ويرجع ذلك إلى كثرة الشظايا وأجزاء القنابل الانشطارية، التي خلفتها الحرب بين مليشيات حزب الله وإسرائيل، والتي لم تنفجر بعد سقوطها من الطائرات والمدافع الإسرائيلية. وحسب بيانات مركز الأمم المتحدة لتنسيق عمليات نزع الألغام بلبنان فإن القنابل الانشطارية قد سقطت على 360 مكان في لبنان. ويقدر عدد القنابل الانشطارية، التي لم تنفجر بعد بـ 100.000 قنبلة.
خطورة القنابل الانشطارية...
بعد مرور يومين على انتهاء العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل كلفت الأمم المتحدة منظمة Miens Advisory Group ، وهي جمعية خيرية بريطانية تعني بمكافحة الألغام، بمهمة إزالة بقايا القنابل الانشطارية في لبنان. والقنابل الانشطارية على حد قول خبير المفرقعات فرانك ماشه هي تلك "القنابل، التي تتفكك بمجرد اصطدامها بالأرض وتنشطر إلى عدد من القنابل الصغيرة على مساحات واسعة، وبعد انتشار هذه القنابل بمناطق متفرقة تنفجر مخلفة أضرار بالغة، إلا ان الأخطر من ذلك هو عدم انفجار هذه الأجزاء بعد عملية الإسقاط، إذ تبقى على الأرض كألغام تنفجر في حالة اقتراب أحد المدنيين منها". ويشكل هذا الأمر كابوساً يومياً يعاني منه المدنيون في لبنان.
ويؤدي صغر حجم القنابل الانشطارية إلى صعوبة تمييزها من قبل المدنيين. لذلك يقول أحد أعضاء الجمعية الخيرية البريطانية ان صعوبة التمييز وسهوله الانفجار هو ما يجعل بقايا القنابل الانشطارية في غاية الخطورة. وغالباً ما يعثر عليها الأطفال ويحاولون اللعب بها، وهنالك من يحاول جمعها، لكي يتخلص منها لجهله بخطورة الاقتراب منها. والقنابل الانشطارية قادرة على تخريب دبابة كاملة عند انفجارها، لذلك ينصح أعضاء الجمعية المدنيين بعدم المساس بها.
... ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه
أما كيفية إبطال مفعول القنبلة فيتوقف على حالة صمامها، فإن كان سليماً فيمكن لخبراء المفرقعات استخراج المتفجرات من القنبلة والتخلص منها في مكان آخر، وإلا فيجب على خبراء الجمعية تفجير القنبلة في نفس المكان، الذي وجدوها به. وتعكف الجمعية حالياً على تنقية المناطق السكنية والشوارع والميدان من القنابل والمتفجرات، إلا ان قدرات الجمعية محدودة فهي غير قادرة على تنقية كل المناطق اللبنانية من القنابل والمتفجرات، لذا تنتظر الجمعية حالياً مساعدات من منظمات خيرية أخرى لتعاونها على أداء مهمتها.
الجمعية البريطانية بدأت العمل بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بيومين فحسب، لأنها كانت متواجدة بلبنان ضمن مشروع لإزالة الألغام. وقد تم البدء في تنفيذ هذا المشروع قبل ست سنوات وكان من المقرر أن يستمر لعامين آخرين، إلا أن مخلفات الحرب الأخيرة ستؤدي حتماً إلى تمديد فترة المشروع إلى أعوام أخرى. لكن فريق العمل بالمشروع غير مهيأ بقدر كاف للعمل وحدة، لذلك فهو بانتظار انضمام منظمات أخرى إليه تتعاون فيما بينها لتخليص لبنان من خطر القنابل الانشطارية، التي ألقيت عليه.