القمح السوري ينقذ المحصول الأمريكي.. فكيف ذلك؟
٧ يوليو ٢٠١٨محاولات كثيرة قام بها علماء أمريكيون للعثور على حل يُنقذ المحاصيل الزراعية، وخاصة القمح، من تأثير ارتفاع درجات الحرارة وتوابعه، إلا أنهم عجزوا عن الوصول إلى نتيجة حتى اكتشفوا بذور لنبات من سوريا حققت هدفهم. فقد اكتشف الباحثون في جامعة كنساس الأمريكية أن البذور السورية "Aegilops tauschii أو "الدوسر"، هي الوحيدة التي لم تصبها الآفات والحشرات من بين 20 ألف نوع آخر من النباتات تم تدميرها بسبب تلك الآفات، في تجربة أجريت بحقل مغطى بولاية كنساس الأمريكية.
وبحسب موقع منظمة أورجانك كونسيومر الأمريكية، فقد تم العثور على بذور النبات السوري على بعد 25 كيلومتر غربي مدينة حلب، على يد فريق بحثي تابع لمكتب البحوث الدولي للزراعة التابع لمنظمة الأمم المتحدة. ووفقا لبيان وكالة الحفاظ على البيئة الأمريكية، فقد ارتفعت درجات الحرارة في أمريكا نحو درجتين فهرنهايت بين عامي 2000-2015 عن معدلاتها التي تم تسجيلها في القرن العشرين. وأضاف البيان أنه نتيجة تباعد فترات هطول الأمطار ازداد الأمر خطورة، وأصبح الطقس الأمريكي أقرب إلى الطقس في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي أثر سلباً على العديد من المحاصيل الزراعية.
ويتوقع خبراء الزراعة أن تنخفض معدلات الإنتاج الأمريكية من القمح بنسبة 4% سنويا، في حال استمرار تعرض القمح لتلك الظروف وعجز المبيدات الزراعية عن مكافحة الآفات والحشرات التي تصيب المحاصيل بسبب تلك الأجواء المناخية الحارة وأشهرها ذبابة الهِسي، وفقاً لما ذكرته المنظمة.
وفي موقع ذا غارديان البريطاني والذي نشر الخبر أيضاً، يشير الخبراء الأمريكيون إلى أن ميزة تلك البذور السورية هي قدرتها على التطور جينياً والحفاظ على خصائصها التي تمكنها من مكافحة الآفات والحشرات مع تغير الطبيعة المناخية للمكان.
وأوضح مينغ شون تشن، أستاذ علم الحشرات الجزيئية في جامعة كنساس، أن يرقات الذباب تُقتل في الشتاء البارد. ولكن نظراً للتغيرات المناخية فيتأخر قدوم الشتاء، الأمر الذي يجعل اليرقات تتحول إلى ذباب. ويضيف تشن أن تغذية الذباب على القمح يبدو وكأنه شئ من الخيال العلمي، فذباب الهِسي: "يقوم بحقن النبات بمادة أساسها البروتين الذي يحولها النبات بطبيعته إلى مادة مغذية يمكن للذباب أن يقوم بامتصاصها وهضمها"، على حد قوله.
وأردف تشن قائلاً أن تلك المادة تؤثر على نمو النبات وتضعفه كما تزيد من عملية التمثيل الغذائي للكلوروفيل بداخل النبات مما يجعله يتحول للون الأخضر الداكن، وهو علامة مؤكدة لوجود الذبابة. لذا أصبح رؤية هذا اللون الأخضر الداكن في حقل قمح من المفترض أن يكون ذهبي اللون، أمراً مخيفاً في ولاية كنساس، بحسب الموقع.
ولم تكن الأزمة التي تواجهها المحاصيل الأمريكية أزمة مستجدة، ولكن بدأت بوادرها تظهر في الوقت الذي كانت تقصف فيه القوات المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد حلب في عام 2016. ولطالما تلقى باحثون في جامعة ولاية كنساس لقون تقارير عاجلة وبشكل مستمر عن مزارعي القمح في غرب أمريكا يؤكدون فيها وجود هجمات مدمرة من ذباب الهسي. وطبقاً لـ معمل "Feed the Future Innovation" في جامعة كنساس فقد أدى ذلك إلى خسارة 10 بالمائة سنوياً من إنتاج القمح الأمريكي، وفقاً لما ورد بالموقع الإخباري البريطاني.
س.م