القتال متواصل بين روسيا وأوكرانيا بعيد الميلاد رغم وقف النار
٧ يناير ٢٠٢٣رغم الأمر الأحادي بوقف إطلاق النار من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال الجيش الروسي إنه رد على الهجمات الأوكرانية خلال عطلة عيد الميلاد للمسيحيين الأرثوذوكس الذي يحتفل به الطرفان المتحاربان.
ويحتفل البلدان اليوم السبت (السابع يناير/ كانون الثاني) بعيد الميلاد الأرثوذكسي حسب التقويم الشرقي. والمسيحيون الأرثوذكس هم الأغلبية في روسيا كما في أوكرانيا.
واستمرت المعارك في عدة نقاط من جبهة القتال رغم وقف إطلاق النار أحادي الجانب الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقالت موسكو اليوم السبت إن قواتها في أوكرانيا ستُبقي على وقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين حتى منتصف الليلة، على الرغم من رفض أوكرانيا لهذا العرض. وأضافت أن قواتها ردت بنيران المدفعية فقط عندما أطلقت عليها القوات الأوكرانية النيران.
وقال المتحدث باسم وزير الدفاع الروسي إيجور كوناشينكوف في بيان اليوم السبت، "دمرت القوات المسلحة الروسية كل المواقع التي كان ينفذ منها الجيش الأوكراني القصف ". وجاء في البيان أن القتال وقع في مناطق دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا.
وبغض النظر عن ذلك، قال كوناشينكوف إن روسياملتزمة بوقف إطلاق النار الذي فرضته على نفسها لمدة 36 ساعة الذي ينتهي رسميا الساعة 2100 بتوقيت جرينتش اليوم السبت. وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي "رغم القصف المدفعي للقوات الأوكرانية على مناطق مأهولة وعلى مواقع روسية، فإن القوات الروسية ستواصل تنفيذ وقف إطلاق النار المعلن حتى الساعة 24,00 (21,00 ت غ)".
كان بوتين قد أعلن وقفا مؤقتا لإطلاق النار أمس الأول الخميس، بمناسبة عيد الميلاد الذي يحتفل به الكثير من المسيحيين الأرثوذوكس في فترة 7-6 كانون الثاني/يناير. غير أن أوكرانيا رفضت هذا ووصفته بإيماءة دعائية منافقة واستمرت في محاولاتها لاستعادة المناطق المحتلة من البلاد. وقالت كييف إنه لا يمكن أن يكون هناك سلام طالما أن القوات الروسية تحتل الأراضي الأوكرانية.
وشكك الكثير من المراقبين الدوليين أيضاً من البداية في أن الأسلحة الروسية سوف تظل صامتة حقا. وبحسب المخابرات البريطانية، استمر القتال بالمستوى المعتاد حتى خلال عيد الميلاد الأرثوذوكسي.
احتفالات بأعياد الميلاد وسط القصف المتبادل
كان الجيش الروسي قد أكد السبت التزامه بوقف إطلاق النار الأحادي الجانب حتى منتصف ليل السبت (21,00 بتوقيت غرينتش)، رغم نيران المدفعية الأوكرانية.
ووفقا لبيان من الكرملين قال بوتين: "إن هذه العطلة المبهجة المحببة تلهم الأشخاص للقيام بأعمال صالحة ولارتفاع الهمة كما تعيد التأكيد على القيم الروحية والإرشادات الأخلاقية الباقية للمجتمع، مثل الرحمة والتعاطف والسماحة والعدل".
لكن أوكرانيا اعتبرت المبادرة "ضربًا دعائيًّا" روسيًا لكسب الوقت. ونددت واشنطن وباريس ولندن وبرلين والاتحاد الأوروبي بالإعلان.
وسمع مراسلو وكالة فرانس برس في مدينة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا دوي القصف طيلة اليوم. وبُعيد دخول وقف إطلاق النار هذا حيّز التنفيذ، تحدّث مراسلو وكالة فرانس برس عن سماع إطلاق نار من الجانبَين الروسي والأوكراني. غير أنّ قوّة الضربات كانت أخفّ مقارنةً بالأيّام السابقة.
وبحسب النيابة العامة الأوكرانية، قُتل شخصان وأُصيب 13 آخرين الجمعة في مدينة باخموت التي أصبح جزء كبير منها مدمّر بسبب القتال وحيث مني المعسكران بخسائر كبيرة. وقالت السلطات الأوكرانية إن القوات الروسية قصفت أيضًا منطقة خيرسون (جنوب) الجمعة، ما أسفر عن مقتل عامل إغاثة وإصابة سبعة أشخاص آخرين.
هجوم بطائرة مسيرة
وذكرت وسائل إعلام روسية صباح اليوم أن الدفاعات الجوية الروسية صدت مجدداً هجوماً بطائرة مسيرة على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء نقلا عما كتبه حاكم مدينة سيفاستوبول الذي عينته روسيا ميخائيل رازفوجاييف عبر حسابه على تليجرام، أنه جرى إسقاط المركبة الجوية غير المأهولة في وقت مبكر من اليوم السبت، فوق حاجز أمواج بالقرب من سيفاستوبول وهي القاعدة البحرية لأسطول البحر الأسود الروسي.
وكان الميناء هدفاً لهجمات بطائرات مسيرة أوكرانية عدة مرات، وكان أحدثها في الرابع من كانون الثاني/يناير عندما جرى إسقاط طائرتين مسيرتين.
وشكا رازفوجاييف من أن حتى "عيد الميلاد المجيد" لم ينجح في إثناء "الكائنات غير البشرية" عن مهاجمة "مدينته الباسلة".
وتردد دوي القذائف اليوم السبت بمحيط الشوارع شبه الخالية في مدينة باخموت الأوكرانية، مركز أعنف قتال حالي في الغزو الروسي لأوكرانيا. ولم يتسن لرويترز التأكد من مصدر القذائف التي سُمع دويها في باخموت.
ع.ح./ع.أ.ج. (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)