"الفارس"برلوسكوني يخطط للعودة إلى المعترك السياسي في إيطاليا
١ سبتمبر ٢٠١٢ظهر رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلوسكوني البالغ من العمر 75 عاما في مظهر الرجل الرياضي المثابر، وقال طبيبه الخاص ألبرتو زانغريلو مؤخرا إن برلوسكوني يتمتع بصحة جيدة ما يجعله يعمل في مكتبه بميلانو للإعداد لعودة محتملة إلى المعترك السياسي. برلوسكوني الذي اضطر إلى التنحي عن السلطة الخريف الماضي لا يعلن بوضوح احتمال عودته إلى المعترك السياسي ويترك حتى الآن الساحة لمعاونيه الذين يؤكدون بأنه سيترشح في الانتخابات المقبلة المقررة في 2013.
وردا على سؤال عن مزايا رئيس الوزراء الحالي ماريو مونتي، قال برلوسكوني إن "قوته تكمن في أنه يحظى بأكبر دعم واضح حصل عليه أي رئيس للوزراء". ويعتبر رئيس الوزراء الايطالي السابق برلوسكوني أنه اضطلع بدور حاسم في الأزمة، إذ قال "كنت أول زعيم غربي شعر بخطر الأزمة المالية وقام بإصلاحات".
برلوسكوني لم يفعل شيئا لإيطاليا
لكن غالبية من المواطنين الإيطاليين تعتبر أن برلوسكوني لم يفعل شيئا لتنفيذ إصلاحات ضرورية تمكن البلاد من الخروج من الركود الاقتصادي وتجاوز زيادة أعداد العاطلين عن العمل. مواطن ايطالي يدعى أنجيلو يقول في هذا السياق: "كرئيس للوزراء هو لم يفعل شيئا آخر سوى نهب خزينة الدولة. هذا ليس له أية علاقة بمثل سياسية. لم يستحق أبدا التصويت عليه، ولا يسعني سوى الأمل في أن لا يعود مجددا إلى الحكم. مونتي يدفع الآن الثمن".
ويبدو أن أنصار رئيس الوزراء السابق مقتنعون بأن قطب الإعلام سيتصدر لائحة حزبه في الانتخابات التشريعية المقررة في نيسان/ابريل 2013. وقال الصحافي برونو فيسبا معلقا "إن سيلفيو برلوسكوني فقد عدة كيلوغرامات، ونظام الأكل الذي يتبعه يوحي بأنه سيفقد المزيد. لمن يعرفه، هذا مؤشر على أنه في الخريف سيجول كثيرا ثم سيعود إلى التلفزيون. وإن عاد إلى التلفزيون فهو عائد إلى السياسة".
لكن هناك شريحة من الايطاليين تعتبر أن برلوسكوني رجل المفاجئات، وهو قادر باستمرار على تجاوز الانتكاسات، وبارع في مخاطبة الايطاليين. الايطالية فلوريانا تقول في هذا الإطار: "سأنتخبه لأنه يدفعني إلى الضحك، وهو شخصية تنشر الفرحة التي نحتاج إليها في أوقات الأزمات. إنه متفائل ورجل يتقن الإغراء".
برلوسكوني لا يعترف بالإخفاقات الشخصية
وفي إطار إدارة الأزمة المالية الأوروبية لا يعترف برلوسكوني البتة بإخفاقه في فعل أي شيء لإيطاليا، ويشير فقط إلى الدور الذي لعبته ألمانيا، ويؤكد أنه يرغب في "ألمانيا أوروبية وليس في أوروبا ألمانية". وتابع يقول مع إحدى الصحف الألمانية "نود أن تعتمد برلين سياسة أوروبية واضحة ومتضامنة ومنفتحة"، ناكرا بأن علاقته سيئة مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
ومنذ أن ترك مكانه لماريو مونتي وحكومته التكنوقراطية أكد برلوسكوني أكثر من مرة أن خليفته سيكون الفاني، وزير العدل السابق في حكومته البالغ من العمر 41 عاما. لكن في الكواليس، تشير الصحافة الايطالية إلى أنه يعمل على إعادة صياغة الحزب الذي قد يتغير اسمه، ويفضل برلوسكوني اسم "فورتسا ايطاليا" على اسم الحركة التي أطلقها مع دخوله الساحة السياسية عام 1994. كما أنه قد يفكر في اختيار نائب رئيس ربما يكون امرأة.
"عودة برلوسكوني ضربة لاستعادة مصداقية ايطاليا"
ومن مؤشرات سعي برلوسكوني إلى تحسين صورته قبل ولاية سادسة محتملة كرئيس لمجلس الوزراء هو ضغوطه من أجل استقالة نيكول مينيتي المستشارة الإقليمية للومبارديا. وهي متهمة في فضيحة روبي غيت بتأمين مجموعة كبيرة من الفتيات الحسنوات لملء سهرات برلوسكوني الملاحق أيضا في القضية بتهمة تشجيع دعارة قاصرات واستغلال السلطة.
لكن الغموض المفتعل حول ترشح هذا الرجل الذي يعد من أثرى أثرياء ايطاليا قد يكون هدفه وقف الانشقاقات داخل حزبه ولو بشكل مؤقت. فقد تضرر الحزب كثيرا من دعمه لسياسة التقشف القاسية التي تفرضها حكومة مونتي على الايطاليين.
لكن عودة برلسكوني الملاحق حتى الآن قضائيا بتهم التهرب الضريبي والكذب في إعلانات الذمة المالية لا تثير الكثير من الحماس العام. ووصف رئيس أكبر حزب يساري بيار لويدجي بيرساني احتمال عودة برلوسكوني إلى السياسة بأنه "مرعب" معتبرا أنه سيقضي على محاولة لاستعادة مصداقية ايطاليا لدى المجتمع الدولي والأسواق.