العملية الديمقراطية في مصر وتجارب الوحدة الألمانية
٢٧ ديسمبر ٢٠١١نظمت مؤسسة كونراد أديناور الألمانية في الآونة الأخيرة ندوة في القاهرة بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار تحت عنوان "مسيرة مصر نحو الديمقراطية: الدروس المستفادة من الوحدة الألمانية". وأتت هذه الندوة في أعقاب دراسات كان خبراء مصريون وألمان قد أجروها على أبواب الانتخابات البرلمانية والدستورية والرئاسية الأولى التي تجري في مصر بعد الإطاحة بنظام مبارك.
مبادرات ألمانية لدعم المرحلة الانتقالية
د. أندرياس ياكوب ممثل مؤسسة كونراد أديناور يشير في حواره مع دويتشه فيله إلى مشاركة شخصيات ألمانية خبيرة في السياسة الأمنية في"عرض التجربة الألمانية الأمنية، وإعادة هيكلة الجيش الألماني بعد إعادة الوحدة، والنهوض باقتصاد الجزء الشرقي من ألمانيا".
وعن عملية التحول الديمقراطي في مصر ومدى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى تحدث مع دويتشه فيله السفير حسين الكامل، مستشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري عن دور المركز، الذي يضم زهاء600 شخص من الباحثين والدبلوماسيين والخبراء. واستهل الكامل حديثه بالإشارة إلى دراسات العلاقات الدولية التي يشرف عليها قائلا:" بعد ثوره 25 يناير نركز على تحديات وإنجازات التجربة المصرية ومقارنتها بتجارب بلدان أخرى للاستفادة منها.
وعن أنسب التجارب لمصر يستبعد الكامل إمكانية نقل تجربة بعينها بل "انتقاء ما يتماشى من مؤشرات استرشادية لصاحب القرار المصري. فنحن نقدم خلاصة التجارب، فمصر تشهد فترة تحول كاملة".
ويحدد د.الكامل محاور دراسات المرحلة الراهنة في "الوضع الأمني والفجوة الحالية بين الشرطة والشعب، والحالة الاقتصادية التي تراجعت نتيجة للإضرابات والاعتصامات المستمرة، ونقص الميزانية المعتمدة على السياحة وإيرادات قناة السويس والصادرات".
التجربة الألمانية
ويشير د.الكامل-الذي عاش في ألمانيا منذ عام 1968 وحتى عام 1979، إلى إمكانية استفادة مصر من التجربة الألمانية في توحيد الجبهة الداخلية ومرحلة "إعادة دمج الألمان الشرقيين والغربيين بعد أن عاشوا في نظامين مختلفين".
"الاستقرار الاقتصادي هو السبيل إلى السلام"
ويوافق محمد صابرين، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام، د. الكامل الرأي في أن المرحلة الحالية في مصر ينبغي أن تستفيد من التجربة الألمانية". ويرى صابرين أن الاتحاد الأوروبي هو من التجارب الأخرى المفيدة، فالاستقرار الاقتصادي هو السبيل إلى السلام".
وعن رؤيته للتطورات القادمة في مصر يقول صابرين إن المصريين " يخشون من الآلام والعقبات التي ترافق عمليات التحول، أملا في الوصول بالبلاد إلى بر الأمان في صورة دولة مدنية عصرية لا تهمش أحدا من الأقليات، معتمدة على التسامح الذي ظهر بداية الثورة. مصر الآن أمام اختبار صعب في تحقيق الريادة في نشر الديمقراطية في العالم العربي والحفاظ على خيار السلام".
دور ألمانيا في نقل التكنولوجيا
أما الدور الذي يمكن أن تلعبه ألمانيا في دعم المرحلة الانتقالية في مصر فيتمثل حسب رأي صابرين في"المزيد من نقل التكنولوجيا، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والتعليم الفني".
د.ضياء رشوان، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يوافق على أهمية التجربة الألمانية لمصر من الناحية الأمنية، فالمرحلة الراهنة "تمثل تحديا أمنيا خطيرا، فهناك كم هائل من الأسلحة المهربة، والنزاعات السياسية والاجتماعية كثيرة". ثم يتساءل عما إذا كان الأمن سيتمكن من ضبط كل هذه المشكلات.
د. بهجت قرني- مدير منتدى الجامعة الأمريكية وأستاذ قسم العلوم السياسية يصف المرحلة الحالية "بالضبابية"، فالسلطة، كما يقول، منقسمة بين الحكومة والمجلس العسكري، لذا يجب أولا إعادة الثقة بين المواطن والسلطة السياسية من خلال المحاسبة والمساءلة. ولا يستبعد د. قرني الاستفادة من تجربة مثل الألمانية في حل المشكلات، موضحا: "أمنيا بإعادة تأهيل الشرطة، واقتصاديا بزيادة المشروعات وخاصة الصغيرة".
"مساهمة لا تمثل تدخلا"
السيد رونالد فرويندنشتاين، مدير مركز الدراسات الأوروبية في بروكسل، يوضح أن "ألمانيا في فترة التحول أيقنت أهمية اهتمامها بسياستها الخارجية ما عزز من مكانتها في ذلك الوقت، وهو ما يمكن أن تستفيد منه مصر في المرحلة الحالية".
وعن قبول وتفاعل الحكومة المصرية مع تلك المبادرات الألمانية يتولد لدى د.ياكوب الانطباع بأن الحكومة ترحب بعرض الخبرات الألمانية "طالما أنها مساهمات لا تمثل تدخلا، وبدون محذورات، وهو الفارق الملحوظ في ارتفاع سقف الحريات على المستوى الأمني إبّان ثورة يناير".
أميره أحمد – القاهرة
مراجعة: منى صالح