العلاج المناعي ضد حساسية اللقاح يمكن أن يساعد في منع الربو
٩ مارس ٢٠٠٩يوشك الشتاء أن يودع النصف الشمالي من الكرة الأرضية ليبدأ فصل الربيع الذي ينتظره الكثيرون بفارغ الصبر، حيث يعم الدفء وتشرق الشمس وتزهر الطبيعة. لكن هناك من يتخوف من فصل الربيع وما يحمله معه من آلام، ألا وهم مرضى حساسية اللقاح، الذين تصيبهم حبوب اللقاح المنتشرة في فصل الربيع بالعطس والزكام وأحيانا بالتهابات في الغشاء المخاطي.
ويعاني نحو عشرة ملايين شخص في ألمانيا من حساسية اللقاح، وفقا لما ذكرته الرابطة الألمانية لأطباء أمراض الحساسية في هامبورج شمالي ألمانيا، وذلك رغم أن معظم المصابين بهذا المرض يحاولون التعامل مع أعراضه بأنفسهم وهو أمر قد تكون له عواقب خطرة.
حساسية اللقاح قد تؤدي إلى الربو
يقول توماس فوكس أحد ممثلي الرابطة إن "الثلث على الأقل من المرضى الذين يعانون من حساسية ولا يعالجونها بالشكل السليم يتعرضون للإصابة بالربو الناجم عن الحساسية على المدى القريب أو البعيد". وأفضل الطرق لتجنب المضاعفات هو الخضوع لبرنامج علاج مناعي بأسرع وقت ممكن.
ويقول البروفيسور كارل كرستيان بيرجمان من مركز الحساسية في مستشفى جامعة شاريت في برلين "في أحسن البرامج العلاجية يبدأ المرء العلاج المناعي خلال خمس سنوات على أقصى تقدير من ظهور أعراض حساسية اللقاح". وكلما بدأ العلاج المناعي مبكرا قلت أعراض الحساسية وقل احتمال تحولها إلى المرض ومن ثم تتحسن فرص العلاج الناجح.
العلاج المناعي
يبدأ العلاج المناعي حينما يتعرض الجسم لتركيز منخفض جدا من مادة الإصابة بالحساسية. وتتزايد الجرعة ببطء بعد ذلك على مدار فترة طويلة من الوقت. وكلما زاد التركيز قلت حساسية الجهاز المناعي في الجسم لهذه المادة.
وتقول آنجا شفالفينبيرج، باحثة الأحياء والاستشارية في الرابطة الألمانية للحساسية والربو في مونشينجلاباخ، "ثبتت فعالية هذا العلاج في دراسات عديدة وهو يكون ناجحا جدا حينما يتعلق الأمر بمرضى حمى القش(حساسية اللقاح)". لكن شفالفينبرج توصى بعدم اتباع برنامج علاج مناعي محدد في حالات الإصابة بربو حاد أو ربو عادي والتي عولجت بشكل غير مناسب.
العلاج تحت الجلدي
ويوضح هايدرون هولشتاين، وهو طبيب في مكتب رابطة المستهلك في كارلسروه، أن أفضل أنواع العلاج هو ما يعرف بالعلاج تحت الجلدي حيث تحقن المادة المسببة للحساسية تحت الجلد. لكن هذا النوع من العلاج يستغرق وقتا طويلا حتى يكتمل. ويقول هولشتاين"في البداية يأخذ المريض حقنة مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا في عيادة خارجية بمستشفى. وفي بعض الحالات قد يجري لمرة في الأسبوع حقن عامل طويل المفعول يطلق المادة المسببة للحساسية على مدار فترة من الوقت ". ويبدأ هذا العلاج قبل بدء موسم الحساسية. وتشمل الآثار الجانبية النعاس أو في بعض الحالات الشديدة صدمة الحساسية التي بسببها يجب إبقاء المريض تحت الملاحظة في العيادة الخارجية بالمستشفى 30 دقيقة بعد تلقي العلاج.
علاجات بديلة
وطور الباحثون علاجات بديلة لا تتطلب حقن المريض. يتكون العلاج من قطرات مصل توضع تحت اللسان. ويمكن علاج حساسية الحشائش بحبوب. وأبرز الآثار الجانبية للقاحات المحقونة لوحظت في مرضى الربو الذين يعانون من التهاب حاد في الشعب الهوائية (نزلة شعبية). توصى برجمان بأن "على هؤلاء المرضى أن يخضعوا لفترة علاج بالقطرة تحت الملاحظة الطبية". ويتعين على جميع المرضى الآخرين أن يستشيروا طبيبهم كل ثلاثة أشهر للحصول على وصفة علاجية جديدة.
(ه ع ا/ع ج م/ دب أ)