العفو الدولية: أدلة جديدة على جرائم ضد الإنسانية في سوريا
١٤ يونيو ٢٠١٢قالت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته الأربعاء ( 13 يونيو/حزيران2012) أن سوريا ترتكب حاليا "جرائم ضد الإنسانية" باسم الدفاع عن المصلحة العليا للدولة. وطالبت المنظمة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان التي تتخذ من لندن مقرا برد فعل دولي، مؤكدة توافر أدلة جديدة لديها على انتهاكات ممنهجة وواسعة النطاق " ترتكب عمدا في جزء من سياسة الدولة للانتقام من مجتمعات يشتبه دعمها للمعارضة وترويع الناس من أجل الخضوع والاستسلام". وأشار التقرير في هذا السياق إلى أن جنودا سحبوا أشخاصا بمن فيهم أطفال إلى خارج منازلهم وقتلوهم وعمدوا في بعض الأحيان إلى حرق جثثهم.
وقالت دوناتيلا ريفيرا المتخصصة في أوضاع الأزمات في منظمة العفو لدى عرض التقرير المؤلف من 70 صفحة ويحمل عنوان "عمليات انتقام دامية"، إن "هذه الأدلة الجديدة المقلقة لتصرفات منظمة تقوم على تجاوزات خطيرة، تلقي الضوء على الضرورة الملحة للقيام بتحرك دولي حاسم". وأضافت ريفيرا أن منظمة العفو أجرت مقابلات مع أشخاص في 23 مدينة وقرية سورية وخلصت إلى أن القوات والميليشيات السورية ارتكبت "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ومخالفات كبيرة للقانون الإنساني الدولي وصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب".
ووصفت منظمة العفو كيف إقدام جنود وعناصر من "الشبيحة" على إضرام النار في منازل وممتلكات وإطلاق النار العشوائي في المناطق السكنية، فقتلت وأصابت عددا من المارة. وأوضحت ريفيرا، التي تقصت مؤخرا حالات انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا لإعداد تقرير المنظمة، "في كل مكان ذهبت إليه، التقيت أشخاصا يائسين سألوني لماذا لم يفعل العالم شيئا حتى الآن؟"
وذكرت، التي قالت إن مندوبيها قاموا من منتصف نيسان/أبريل حتى أيار/مايو الماضي بزيارة 23 مدينة وقرية شمال غرب سورياأ وأجروا أكثر من 200 مقابلة مع عائلات سورية، أنها حصلت على أسماء أكثر من 10 آلاف شخص قتلوا خلال الصراع في سوريا.
واتهمت منظمة العفو أيضا النظام السوري بتعذيب المعتقلين بمن فيهم المرضى والمسنين بشكل منهجي. وطلبت المنظمة في تقريرها من مجلس الأمن الدولي نقل القضية إلى مدعي محكمة العدل الدولية وفرض حظر على الأسلحة إلى سوريا.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد قال أمس الأربعاء إن بلاده ستقترح أن تكون خطة السلام التي وضعها مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان بخصوص سوريا ملزمة من خلال الأمم المتحدة وأضاف أن فرض حظر جوي سيكون احد الخيارات المطروحة لإنهاء الصراع هناك الذي وصفه بأنه بات الآن "حربا أهلية".
(ع.ج.م/ أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: حسن زنيند