العراق في قمة عدم الانحياز بطهران
٣١ أغسطس ٢٠١٢في طهران وعلى مدى اليومين الأخيرين من شهر آب/ أغسطس الجاري، انطلقت أعمال قمة عدم الانحياز في دورتها السادسة عشرة . شارك في القمة 29 رئيس دولة او حكومة، ضمن وفود من 100 دولة، فيما شارك العراق في القمة ممثلا برئيس الحكومة نوري المالكي.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شارك في القمة، كما شارك فيها الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وعرض موقف لدول العربية من القضايا المطروحة على القمة.
الرئيس المصري محمد مرسي شارك في القمة و سلم الرئاسة الدورية للقمة للأعوام الثلاثة المقبلة إلى إيران، كما ألقى خطاب التسليم وفيه تطرق إلى موقف بلاده من التغيير في سوريا.
إيران تسعى لتشكيل تحالف دولي بديل عن المجتمع الدولي الذي يضغط عليها بسبب برنامجها النووي، وهي تسعى لدعم موقفها من سوريا عبر حشد رأي دولي بديل عن الرأي العام الدولي المؤيد لإسقاط نظام الأسد.
والعراق ، رغم رغبته في النأي عن التحالفات والتكتلات، قريب من الموقف الإيراني من الملف السوري، لاسيما وأن المواقف السياسية العربية والإسلامية لا تخرج عن مظلة الاستقطاب الطائفي الذي يلف المنطقة. إيران لا تريد أن تخسر حلفاءها في لهيب ثورات الربيع العربي، لذا فهي تريد أن توزع البيض في أكثر من سلة.
حل إيران للأزمة السورية بعيد عن تطلعات الشعب السوري
الإعلامي والكاتب د.رياض الأمير مدير فضائية الجديدة شارك في حوار العراق اليوم من DW أشار إلى أنّ إيران تسعى إلى فك العزلة الدولية التي تعيشها من خلال هذا المؤتمر ومن خلال إقناع الدول المشاركة بفك الحصار على برنامجها النووي.
الأميرعاد ليشير إلى أن سقوط النظام السوري يعني خسارة كبرى لإيران، وبالتالي فإن مصلحة إيران هي العمل بشكل حثيث ليس على دعم النظام السوري فحسب، بل لحشد مجموعة من الدول لإبقاء نظام الأسد في السلطة. ومن ضمن هذه الدول العراق، لاسيما وان السياسة العراقية مرتبطة بالسياسة الإيرانية " وأعتقد أن اختيار إيران للعراق ولبنان ليكونا ضمن تحالف دولي – يضم إيران وفنزويلا ومصر- هو خطة ذكية، وأن إيران تؤثر على موقف كل من العراق ولبنان بما يناسب توجهاتها" ومضى د.الأمير إلى القول"إن الحل الذي يمكن إن يصل إليه هذا التحالف، سيأتي بلا شك بعيدا عن تطلعات الشعب السوري".
" إيران قد حققت نجاحا كبيرا في توظيف المؤتمر لتحقيق توقعاتها "
الكاتب والإعلامي كريم بدر دخل الحوار من أمستردام منبها إلى أن المؤتمر ليس وليد اقتراح إيراني أو وليد الساعة، بل هو مقرّ منذ عدة أعوام، منذ القمة الخامسة عشرة لدول عدم الانحياز في شرم الشيخ. وأشار بدر إلى أن من الطبيعي أن تسعى دولة مثل إيران إلى الاستفادة من هذا التجمع الدولي لطرح مشاكل المنطقة ومشاكلها، واعتبر بدر " أن إيران قد حققت نجاحا كبيرا في توظيف المؤتمر لتحقيق توقعاتها".
واعتبر كريم بدر أن إشارة الرئيس المصري مرسي في خطابه إلى حل المسألة السورية يتطابق مع المشروع الإيراني بهذا الخصوص، مؤكدا أن" لا أحد يجرؤ على الدفاع عن نظام الأسد الديكتاتوري ، ونحن كعراقيون عانينا كثيرا من هذا النظام ومن حزب البعث".
وحول موقف الحكومة العراقية من الأزمة في سوريا، أشار بدر إلى أن موقف الحكومة العراقية غير واضح، فالإيرانيون واضحون في مواقفهم، وكذلك العرب مشيرا بالقول" اللعب على المكشوف الآن، وخطاب الرئيس المصري في القمة كان خطابا طائفيا بامتياز، وهو يخاطب الشارع المصري ". ثم أشار بدر إلى أن واقع موقف الرئيس المصري يخالف ما جاء في خطابه، فهو قد تبنى الموقف الإيراني.
بدر أوجز حديثه بالقول" إنّ سقوط النظام السوري بهذه الطريقة يعني كارثة على دول الجوار".
" اجتماع دول عدم الانحياز في إيران يمثل التفافا على المجتمع الدولي"
كثير من الخبراء يؤكدون اليوم أن منظمة عدم الانحياز قد فقدت أهميتها بعد سقوط المعسكر الشرقي ونهاية الحرب الباردة، وبالتالي فإن إيران لن تحصد من هذه القمة شيئا، وقد إتفق كثير من المستمعين والمعلقين على صفحة الفيس بوك مع هذا الرأي. بدوره وصف د. رياض الأمير منظمة عدم الانحياز بأنها جثة هامدة ومتفسخة وهي اليوم عبارة عن عمل طوعي تقوم به بعض الدول فتلتقي مرة كل 3 أعوام لتصدر قرارات غير ملزمة حتى لأنفسها.
من جانب آخر، اعتبر الأمير أن " اجتماع دول عدم الانحياز في إيران يمثل التفافا على المجتمع الدولي"، مشيرا إلى أن الشعب الإيراني يعيش ظروفا معاشية صعبة، ولكن حكومة طهران قد نجحت في جمع 29 رئيس دولة وحكومة ، ونحو 120 ممثل دولة أخرى، ولكن هذا المنجز هو مرحلي وقتي .
"للمؤتمر تأثير كبير، ونتائجه هي إسناد معنوي كبير لإيران"
في اتصال من بغداد أشار سالم إلى أن القمة فاشلة تماما، فكل الدول تعمل وفاء لمصالحها، والتغيير في سوريا قادم لا محالة.
برهوم اتصل من الموصل ورد على ما قاله كريم بدر، مشيرا إلى ضرورة إنصاف الشعوب، ومبينا أن إيران لا تهتم سواء بحكم سوريا بشار أم غيره، ولكنها تهتم لبديل الأسد ولا تريد ان تمنح الغرب فرصة ليأتي بالبديل، أو أن يضع الشعب البديل، كما حدث في مصر وتونس.
في اتصال من اربيل ذهب المستمع عبد الرحمن إلى أن لهذا المؤتمر تأثير كبير، ونتاؤجه تعطي إسنادا معنويا كبيرا لإيران ، وإذا وقعت حرب، فسيكون الإسناد الإيراني لسوريا غير محدود.
المستمع محمد ، اتصل من بغداد وأشار إلى ما ذهب اليه كريم بدر، ثم تساءل: من الذي ربى القاعدة في العراق؟ ومن الذي رباها في سوريا؟ وأجاب عن ذلك بالقول: إنها الأنظمة. " كل هذه المجاميع التي تقتل الأبرياء والتي تشوه صورة الإسلام تعمل بدعم من الأنظمة العربية."