العراق ـ تواصل المظاهرات والمواجهات.. وحالات "اختفاء" غامضة
٢١ نوفمبر ٢٠١٩قتل شخصان وأصيب العشرات بجروح وحالات اختناق ليل الأربعاء الخميس (20/21 نوفمبر/تشرين الثاني) مع استخدام القوات الأمنية العراقية الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع في مواجهة متظاهرين في بغداد، بحسب مصادر أمنية وطبية لوكالة الأنباء الفرنسية. وأفادت المصادر الطبية صباح اليوم الخميس عن "مقتل متظاهرين اثنين، أحدهما بالرصاص والآخر بقنبلة غاز مسيل للدموع، خلال مواجهات وقعت بعد منتصف الليل وحتى فجر اليوم على جسري السنك والأحرار".
فيما أوردت وكالة رويترز نقلا مصادر أمنية وطبية أيضا إن شخصين قتلا وأصيب 38 آخرون وأن سبب الوفاة في الحالتين كان إصابة مباشرة في الرأس بقنابل الغاز المسيل للدموع. بينما تحدثت وكالة الأنباء الألمانية عن إصابة نحو 40 آخرين.
ووجهت منظمات حقوقية انتقادات للقوات الأمنية العراقية لإطلاقها قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر ما أدى إلى وفيات وإصابات "مروعة"، إذ تخترق تلك القنابل الجماجم والصدور.
وأدت الاحتجاجات الى قطع ثلاثة جسور رئيسية بين شطري بغداد، هي الجمهورية والأحرار والسنك. ويسعى المتظاهرون بشكل متكرر لفك الطوق المفروض من القوات الأمنية على هذه الجسور، والعبور من الرصافة إلى الكرخ حيث تقع المنطقة الخضراء التي تضم غالبية المقار الحكومية والعديد من السفارات الأجنبية، وهو ما تقوم قوات الأمن بصده.
وخارج العاصمة، أدت الاحتجاجات خلال الأسابيع الماضية الى إقفال العديد من الدوائر الحكومية وقطع الطرق المؤدية الى مرافق حيوية لاسيما موانئ مثل خور الزبير وأم قصر في محافظة البصرة الغنية بالنفط.
والخميس، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في محافظات الجنوب العراقي، أن الاحتجاجات تسببت بإقفال دوائر حكومية ومدارس في مدن عدة أبرزها الحلة والناصرية والديوانية والكوت.
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن حركة المظاهرات والاعتصامات والاضراب عن الدوام في المدارس والجامعات وعدد من المؤسسات الحكومية مازالت متواصلة ولم تنقطع بمشاركة مختلف القطاعات في مناطق متفرقة من ساحات التظاهر. وأوضح الشهود أن عمليات نصب الخيام والسرادقات متواصلة في ساحة التحرير والخلاني ببغداد ومحافظات البصرة وميسان والناصرية وواسط والمثنى
والديوانية والنجف وكربلاء وبابل لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المتظاهرين التي تفد إلى ساحات التظاهر رغم قساوة الظروف الجوية ودخول موسم الشتاء البارد.
وتهز احتجاجات انطلقت منذ الأول من تشرين الاول/أكتوبر، بغداد وبعض مدن جنوب العراق، مطالبة بـ"اسقاط النظام" والقيام بإصلاحات واسعة، متهمة الطبقة السياسية بـ"الفساد" و"الفشل" في إدارة البلاد. وقتل أكثر من 330 شخصاً، غالبيتهم متظاهرون، منذ بدء موجة الاحتجاجات.
حرب نفسية وحالات اختفاء
إلى ذلك ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن عمليات اختفاء الناشطين بالمظاهرات في بغداد والمحافظات ما زالت متواصلة. وكانت تحقيقا صحفيا لوكالة الأنباء الفرنسية قد نقل عن ناشطين وأطباء يشاركون في التظاهرات قولهم أنهم يشعرون بـ"حرب نفسية" ضدهم، مؤكدين بأن الخناق يضيق عليهم مع ملاحقتهم وتلقيهم تهديدات بالقتل عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو في قلب التظاهرات. وذكروا أن "متطوعين زائفون" يدعونهم لالتقاط الصور ويجمعون المعلومات ومن ثم يختفون.
وأكد مسوؤل أمني لفرانس برس إنه "جرت سلسلة من عمليات القبض على الناشطين من قبل الشرطة السرية في التحرير" بهدف "تخويفهم وتشجيع الآخرين على العودة إلى ديارهم". فيما تحدث ناشطون آخرون عن قيام البعض بافتعال مشادات مع القوات الأمنية "كأن يقوم أحدهم بضرب عسكري ومحاولة إثارة العنف، لكن المتظاهرين يتنبهون إلى أنه مندس، ويمنعونه".
وقالت إحدى الناشطات إن بعض الرجال يحاولون عمداً ترويع الاخرين لحملهم على مغادرة الساحة. وتشير إلى أنه "يقوم شخص مجهول عند منتصف الليل، وعندما يكون كل شيء هادئاً، بالصراخ في التحرير بأن هناك هجوماً وعليهم إخلاء الساحة على الفور، ما يدفعهم إلى حالة من الذعر". أولئك الذين يحتلون الساحة، يسألون أي شخص يصور عن اعتماده الإعلامي، خشية أن يكونوا "عملاء سريين للحكومة".
ع.ج.م/ م.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)