العاصمة الألمانية تحتفل بمرور عام على تشييد نصب الهولوكاوست التذكاري
١٢ مايو ٢٠٠٦
يقول كثيرون أنه لولا فولفغانغ تيرزه، الرئيس السابق للبرلمان الألماني "بوندستاغ"، لما تم إنجاز بناء النصب التذكاري حتى الآن. فقد عمل تيرزه لأعوام طويلة جاهدا ولو على الأقل على الصعيد السياسي، عمل من أجل بناء النصب التذكاري لضحايا محرقة الهولوكاوست التي راح ضحيتها ملايين اليهود. والآن وبعد مرور عام كامل على تشييد النصب، لا يستغرب فولفغانغ تيرزه الذي يشغل منصب المدير العام لمؤسسة النُصب التذكارية من ردود الفعل المختلفة على بناء هذا النصب التذكاري. ويشغل هذا البناء الذي تم تشييده بالقرب من مقر البرلمان الألماني وبوابة براندنبورغ، المعلم السياحي الأول في العاصمة الألمانية، يشغل مساحة 20 ألف متر مربع ويتضمن 2700 شاخصة خرسانية. ويقول فولفغانغ تيرزه معقبا على ردود الفعل هذه: "إننا نُذكر من خلال هذا النصب التذكاري بأكبر جريمة ارتكبت في تاريخ ألمانيا كلها، ولذلك لا يمكننا أن نتوقع ردود فعل إيجابية فقط." يشار إلى أن النصب اجتذب لغاية الآن قرابة 3,5 مليون شخص.
نصب تذكاري هائل
وبهذه المناسبة، تقول سوزي كاوفمان العاملة في منظمة اللاجئين اليهود
(Association of Jewish Refugees) وهي منظمة يعود تأسيسها إلى عام 1941ـ أي أثناء الحرب العالمية الثانية ـ إنها تُكن كامل التقدير لهذا النصب التذكاري فهو "نصب تذكاري هائل يجسد الكثير مما سلف وكل شخص يفسر ذلك حسب انطباعاته وتجاربه الشخصية، على حد قولها. وتضيف كاوفمان أن أهمية النصب تكمن في أنه يناقش جوانب تاريخية وإنسانية عديدة لهذه الحقبة."
ومن المندهشين من الإقبال الإيجابي على النصب التذكاري هو أوفي نويميركر، مدير أعمال مؤسسة النُصب التذكارية المدعومة من الاتحاد الألماني. ويقول نويميركر إن 300 مجموعة أعلنت عن زيارتها للنصب التذكاري في شهري نيسان / أبريل وأيار / مايو من هذا العام فقط. "وجدير بالذكر أن نصف الزائرين تقريبا من الشباب. وما يدهشني أكثر هو أن هذا المشروع الذي كان بناءه موضوعا للنقاش لمدة 17 سنة قد بات الآن أمرا بديهيا وأن الناس لم ينسوُ هذه الحقبة التاريخية المظلمة، بل ما زالوا يتناقشون حولها،" على حد تعبير نويميركر.
غرف الذكريات
هذا ويعتبر جناح المعلومات من أهم مرافق النصب التي تقدم شهادات على معاناة اليهود في معسكرات الاعتقال النازية. ومن أجل الوصول إلى مرافق مركز المعلومات يجب على الزائرين المرور بمعبر ضيق يطلعون فيه على جرائم النازيين في أوروبا. ويتكون هذا المكان من أربع غرف، الأولى هي غرفة الأبعاد والثانية غرفة العائلة والثالثة غرفة الأسماء والرابعة غرفة الأمكنة. وفي حين يمكن للزائرين الاطلاع في غرفة الأبعاد على ذكريات اليهود في معسكرات الاعتقال، يتعرفون في غرفة العائلة على مصائر 15 عائلة يهودية عانت من فظائع النازيين أبان الحقبة النازية. أما غرفة الأسماء فيمكن التعرف فيها على 800 سيرة ذاتية ليهود لقوا حتفهم في معسكرات الاعتقال. وفي غرفة الأمكنة يعرض القائمون على المشروع 200 مكان لوحق فيها يهود أوروبا أو قتلوا فيها. فعلى سبيل المثال يحصل الزائر في هذه الغرفة على معلومات عن سبعة معسكرات اعتقال وأماكن القتل الجماعي.