"الظبي الرشيق" رويس وطموح لقب اليورو
٢٦ يناير ٢٠١٦خطف ماركو رويس الأضواء في المباراة الأخيرة التي خاضها أمام فريقه السابق بوروسيا مونشنغلادباخ. رويس مرر وسدد وسجل ليقدم بذلك إشارات قوية تدل على أن ابن الـ26 ربيعا عاد لتألقه المعهود وأصبح قريبا من قمة مستواه بعد تعرضه للعديد من الانتكاسات من قبل.
ويعتبر الهدف الذي سجله رويس في شباك مونشنغلادباخ السبت الماضي هو التاسع له هذا الموسم مع دورتموند. وبدون شك إذا واصل اللاعب المهاري اللعب بنفس المستوى في الأسابيع المقبلة فإنه قد يعزز حصيلته التهديفية، بل وحتى منافسة زميله في الفريق بيير أوباميانغ على صدارة هدافي البوندسليغا هذا الموسم.
ولم يقتصر رويس على التسجيل في المباراة الأخيرة بل كان وراء تمريرات دقيقة لزملائه أسفرت واحدة منها عن هدف حمل توقيع الأرميني هنريك مخيتريان. وهو ما جعل مدرب دورتموند توماس توخل يعبر عن سعادته للبداية القوية التي أظهرها مهاجمه في أولى مباريات رحلة الإياب. وفي هذا الصدد قال توخل "رويس اجتهد كثيرا في فترة الاستعدادات التي سبقت استئناف البوندسليغا، فهو يستثمر كل حصة تدريبية للرفع من مستواه، لذلك فمن الطبيعي أن نتوقع أن يستعيد رويس مستواه المعهود".
خيبة المونديال تجعل رويس أكثر قوة
بيد أن رويس يمكن وصفه باللاعب غير المحظوظ في عالم كرة القدم ليس بسبب تضييعه لفرص التسجيل، فهو يعرف كيف يتعامل مع ذلك، وإنما للعنة الإصابات التي تطارده وتجعله يعود لنقطة الصفر بعد أن يكون قد ارتقى بمستواه إلى القمة. ويكفي هنا أن نتذكر الإصابة التي تعرض لها في آخر مباراة ودية للمنتخب الألماني قبل مونديال البرازيل وهو ما حرمه من المشاركة مع المانشافت ونيل شرف التتويج بكأس العالم الأخيرة. "كانت تجربة مريرة في حياتي لكن ما ضاع لا يمكن استرجاعه، لذلك عليّ تقبل الأمور كما هي الآن"، يقول رويس. وبالإضافة إلى كثرة الإصابات أثّرت فضيحة قيادة رويس لسيارة بدون رخصة على تركيزه وهو ما أثّر سلبا على مستواه في وقت سابق.
لكن تبدو الظروف الآن مواتية لرويس كي يشق طريقه من جديد نحو النجاح: ففريقه دورتموند لا يزال ينافس على ثلاث واجهات هذا الموسم وهي الدوري والكأس والدوري الأوربي. كما أن رويس يملك حظوظا وافرة في التواجد ضمن كتيبة المانشافت في بطولة أمم أوروبا المقبلة في فرنسا. وربما يكون ذلك مناسبة لتعويض الخيبة التي أصابته بسبب عدم تمكنه من المشاركة في مونديال البرازيل.
العائلة أهم من العروض المغرية
ويرتبط ماركو رويس حاليا بعقد مع دورتموند يمتد إلى 2019، حيث قام الدولي الألماني بتمديد عقده بشكل مبكر مع الفريق الأسود والأصفر رغم الفرص التي كانت متاحة أمامه للانتقال إلى فريق آخر. ولعل السبب الأساسي في ذلك هو رغبة رويس في البقاء قريبا من عائلته التي يرتبط بها ارتباطا وثيقا. فوالداه يعيشان بدورهما في دورتموند ويشرفان على إدارة أموره المالية، ولا يزال والده يوصله بالسيارة مرارا إلى تدريبات فريق دورتموند، مثلما كان يفعل معه عندما كان صغيرا. كما أن أمه هي من تطبخ له الوجبات التي يحبها. وتجمع رويس أيضا علاقة جيدة بأختيه ميلاني وإيفون، حيث يتناول مهاجم دورتموند في الكثير من المرات وجبة الفطور في مقهى أخته ميلاني بوسط مدينة دورتموند.
لذلك فلا غرابة في أن رويس فضّل البقاء في دورتموند بدل من الانتقال إلى نادٍ ثانٍ. لكن إذا واصل اللاعب تألقه في الدوري الألماني على غرار مباراة مونشنغلادباخ وأكد ذلك في بطولة أمم أوروبا المقبلة فإن إغراءات الانتقال إلى ناد أكثر قوة من دورتموند ستصبح كبيرة. وربما ستكون عائلته هي أول من ستشجعه على ذلك.