قتلى وجرحى بقصف جوي على مدرسة في حلب
٣٠ أبريل ٢٠١٤قال نشطاء إن ضربة جوية نفذتها قوات الرئيس السوري بشار الأسد على مدرسة في مدينة حلب بشمال البلاد الأربعاء (30 أبريل/ نيسان) قتلت 18 شخصا، على الأقل، أغلبهم أطفال، بعد يوم من مقتل أكثر من 100 شخص في هجمات على مناطق تسيطر عليها الحكومة. وجاءت الضربات المدمرة بينما تستعد سوريا لانتخابات يرجح أن تطيل بقاء قبضة الأسد على السلطة. وانفجرت سيارتان ملغومتان في منطقة تسيطر عليها الحكومة في حمص أمس الثلاثاء بعد يوم من ترشيح الأسد نفسه بانتخابات الرئاسة التي انتقدها معارضون باعتبارها صورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء إن عدد القتلى جراء التفجيرين ارتفع إلى 100. وقتل أيضا 14 شخصا على الأقل في هجوم بالمورتر على مدرسة ألقت السلطات بالمسؤولية عنه على"إرهابيين".
وبدت الضربة الجوية التي استهدفت مدرسة عين جالوت في حي الأنصاري في حلب اليوم الأربعاء جزءا من عمليات القصف المتواصلة التي تشنها قوات الأسد على المدينة. وأظهرت صور من المدرسة دماء على جدران الممرات وحطاما في الفصول الدراسية، في حين أظهرت لقطات فيديو نشرها نشطاء بمركز حلب الإعلامي أكثر من 12 جثة لأطفال على ما يبدو مسجاة على الأرض. وقدر المرصد السوري عدد قتلى الضربة الجوية بثمانية عشر، في حين قال مركز حلب الإعلامي إن 25 طفلا قتلوا.
وتسقط قوات الأسد منذ شهور قنابل برميلية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة برغم دعوة من مجلس الأمن الدولي قبل نحو شهرين لوقف تلك الهجمات. وقالت منظمة هيومن رايتش ووتش المعنية بمراقبة حقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة هذا الأسبوع إنها وثقت 85 موقعا في حلب تعرضت لقصف جوي منذ دعوة مجلس الأمن.
المساعدات لا تصل سوى إلى عشر المحتاجين
من جهة أخرى، أعلنت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس في مجلس الأمن الدولي أن المساعدات الإنسانية لا تصل سوى إلى 12% من السوريين المتواجدين "في مناطق يصعب الوصول إليها" في سوريا. وفي الإجمال فإن المنظمات الإنسانية لا تصل سوى إلى 15% من الأماكن التي سجلت فيها احتياجات في سوريا، كما أكدت اموس أثناء جلسة مشاورات مغلقة في مجلس الأمن بحسب دبلوماسيين. ورات "أن الوضع بعيد عن التحسن بل إنه يتفاقم"، فيما لا يزال الجانبان يرتكبان انتهاكات لحقوق الإنسان. وبحسب دبلوماسيين أيضا طالبت اموس مرة جديدة بأن تتمكن القوافل الإنسانية من عبور خطوط الجبهة والحدود التركية والأردنية، كما طالبت بـ"ضمانات أمنية". وتقدر الأمم المتحدة عدد الأشخاص المتواجدين في أماكن يصعب الوصول إليها في سوريا بـ5،3 مليون والمحاصرين بـ250 ألفا، غالبيتهم من قبل الجيش السوري وأيضا من قبل المعارضة المسلحة.
وطالبت منظمة العفو الدولية الأربعاء مجلس الأمن بفرض "عقوبات محددة" تستهدف المسؤولين عن هذه العراقيل. لكن عددا من الدبلوماسيين في مجلس الأمن يعتقدون أن روسيا أقرب حلفاء النظام السوري ستستخدم الفيتو على أي مبادرة في هذا المنحى. وفي رسالة مفتوحة نشرت الثلاثاء طلب ثلاثون من الحقوقيين الدوليين البارزين من الأمم المتحدة فرض ممر إلى سوريا للقوافل الإنسانية الآتية من تركيا أو الأردن. ويطالب القرار 2139 النظام السوري بالسماح لعمليات الإغاثة هذه بعبور الحدود. ويعتبر الموقعون أن من حق الأمم المتحدة فرض مرور هذه القوافل عبر الحدود بموجب القانون الإنساني.
وفي سياق متصل افتتح رسميا اليوم الأربعاء مخيم ثالث للاجئين السوريين في الأردن تبلغ طاقته الاستيعابية حوالي 130 ألف لاجىء لتخفيف الضغط على مخيم الزعتري الذي يستقبل أكثر من 100 ألف لاجئ.
ف.ي/ ع.ج (أ ف ب، د ب أ، رويترز)