الطلبة المهاجرون أكثر رغبة في الدراسة من زملائهم الألمان
١٢ ديسمبر ٢٠١١عددهم يرتفع من سنة الى أخرى. عام 2010 تم تسجيل 63 500 طالب و طالبة منهم في الجامعات والمعاهد الألمانية العليا. إنهم طلبة أجانب ولكنهم دخلوا الجامعات اعتمادا على شهاداتهم الثانوية في المانيا حيث إن 25 بالمائة منهم يحملون الجنسية التركية. وحسب الهيئة الألمانية للتبادل الدراسي DAAD التي قامت أخيرا باصدار دراسة بهذا الشأن، فإن هؤلاء الطلاب الأجانب ذوي الشهادات المدرسية الألمانية أكثر رغبة في الدراسة مقارنة مع الطلبة الألمان حيث كانت نسبة الدارسين بين الطلبة الألمان عام 2008 في مستوى 72 بالمائة في حين كان عدد الطلبة الأجانب الدارسين بشواهد ثانوية المانية بنسبة 84 بالمائة.
اهتمام ملحوظ بالدراسة لدى المهاجرين
وتشكل هذه الشريحة من الطلبة حوالي 40 بالمائة من بين 175 ألف طالب وطالبة من خلفية مهاجرة يدرسون حاليا في المانيا. فهم حصلوا في ألمانيا على الشهادة الثانوية التي تخول لهم الدراسة في الجامعات و لكن يحملون جنسية أجنبية. ومقارنة مع مجموع الدارسين في الجامعات والمعاهد الألمانية العليا فلا تتعدى نسبتهم 3 بالمائة رغم ارتفاع عددهم خلال السنوات الأخيرة.
وتشير الدراسة التي قامت بها الهيئة الألمانية للتبادل العلمي الى وجود عدد من الظروف الصعبة التي تعرقل المسيرة الدراسية لهؤلاء الأجانب الحاصلين على شهادات مدرسية ألمانية. فكثيرا ما تكون الأسر التي ينتمون إليها غير متعلمة ومن خلفية اجتماعية واقتصادية ضعيفة لاتسمح لهم بتمويل دراسة أطفالهم بشكل جيد. كما إنهم يواجهون بعض الصعوبات اللغوية. وقد تؤثر مثل تلك الظواهر سلبيا على اندماجهم وعلى مسارهم الدراسي كما تؤكد مديرة قسم تقييم البيانات بالهيئة الألمانية للتبادل العلمي الدكتورة Simon Burkhart . وإذا ما أخذ بعين الإعتبار أن جزءا كبيرا منهم يكون مرغما على العمل جانبيا لتمويل جزء من دراسته فليس من العجب أن يغادر عدد كبير منهم الدراسة قبل التخرج.
الأجانب يفضلون دراسة التخصصات التقنية
أغلبية هؤلاء الطلبة من تركيا وكرواتيا وايطاليا واليونان وروسيا وبولندا وأوكرانيا والبوسنة والصين والنمسا والفيتنام. وقد وجدت الدراسة أن هؤلاء الطلبة يفضلون كثيرا ما الدراسة في المعاهد العليا ويدرسون مواد علمية مثل المعلوماتيات و التقنية والهندسة أما في الجامعات فيدرس عدد قليل منهم شعبة العلوم الإقتصادية والإجتماعية أوالتربوية. ما بين 2002 و 2005 غادر 59 بالمائة منهم الدراسة قبل إكمالها. وبالمقارنة مع الطلبة الألمان فإن حوالي 75 بالمائة منهم ينهون دراستهم حتى التخرج.
بصفة عامة هناك ارتفاع ملحوظ في عدد الخريجين الأجانب من الجامعات والمعاهد العليا في المانيا كيفما كانت خلفيتهم المدرسية في السابق. ويعود هذا التطور الإيجابي كما تؤكد مديرة قسم تقييم البيانات بالهيئة الألمانية للتبادل العلمي أيضا الى ارتفاع مستوى رعاية هؤلاء الطلبة داخل المؤسسات وتطبيق برامج تنموية في العملية الإندماجية حيث يتم تمويلها من الوزارة الإتحادية للبحث العلمي.
عبد الحي العلمي
مراجعة: منصف السليمي