الطريقة الصحيحة للدراسة بنجاح في الجامعات
٧ يونيو ٢٠١٢بعيدا عن الد راسة وضغوطاتها تسعى الطالبة فيرا الى الاستمتاع بجمال الطبيعة وحرارة الشمس باستلقائها على العشب الأخضر أمام مبنى جامعة بون. وتسعى فيرا في الثانية والعشرين من العمر إلى استغلال أوقات فراغها من خلال الاستمتاع بجمال الطبيعة قبيل البدء في التحضير للامتحانات الجامعية. وتقضي فيرا حاليا فصلها الدراسي الثاني، ولا يمكنها أن تنسى تجربة الامتحانات التي عاشتها في الفصل السابق، حيث تقول "بدأت التحضير للامتحانات قبل شهرين وكنت أدرس يوميا وبدون توقف ليلا ونهارا".
ورغم التزام فيرا بالخطة الدراسية القاسية التي وضعتها لنفسها في الفصل السابق، إلا أن نتائجها لم تكن موازية للمجهود الذي بذلته، وتعزو فيرا سبب نتائجها المتواضعة إلى خبرتها الضعيفة في كيفية التحضير للامتحانات الجامعية وتستطرد قائلة "لو بذلت المجهود ذاته في المدرسة لكنت من المتفوقات إلا أن هناك اختلاف واضح بين الدراسة في الجامعة والمدرسة"
دافع التعلم أهم من عدد ساعات الدراسة
دوروتيا المسؤولة عن تقديم الاستشارة للطلبة في جامعة بون تؤكد ذلك وتعرف تماما أسباب الضغوطات التي يتعرض لها الطلبة قبيل فترة الامتحانات، وتشرح هذه الأسباب بقولها " في الجامعات الألمانية يواجه الطلبة تحديات كبيرة ويعود السبب في ذلك إلى ما يوليه الطلبة من أهمية لنتائج الامتحانات الجامعية، وهو ما يزيد الضغط على الطلبة". وتسعى دوروتيها إلى مساعدة الطلاب من خلال تنظيم محاضرات تخصصها للطلبة وتشرح لهم من خلالها بعض الطرق التي تساعدهم على الدراسة بشكل فعال.
وليس الحجم الكبير من عدد الساعات التي يقضيها الطلبة هو الذي يضمن النجاح كما تؤكد ذلك دراسة حديثة أجراها المتخصص في علوم التربية والتعليم البروفسور رولف شولمايستر. فهو قام من خلال هذه الدراسة بالتعرف على مختلف الطرق التي ينهجها في الدراسة وقارن النتائج. ووجد شولمايستر أن من يستطيع أن يدرس لفترات طويلة بشكل مركز ويقوم باستراحات قصيرة تكون نتائجه جيدة جدا. ويضيف شولمايستر في هذا الصدد قائلا "الجدية وحدها لا تكفي لابد أن يكون هناك دافع للتعلم "
كل طالب له طريقته الخاصة في الدراسة والتحصيل
وتتجلى مهمة الطالب في ضرورة تعرفه على الطريقة التي تمكنه من التركيز على الدراسة بشكل أفضل خلال فترة التحصيل، فبالنسبة للطالب ألكسندر يرى أن تركيزه يكون أكثر كثافة عندما يدرس في مكتبة الجامعة، حيث تشعره الهمسات المنتشرة في مكتبة الجامعة بالارتياح بعض الشيء وتجعله قادرا على التركيز بشكل أفضل كما يقول.
ويقضي ألكسندر الذي يتخصص في علوم الاقتصاد حوالي ثماني ساعات يوميا في الدراسة ورغم ذلك فلا يعتبر نفسه طالبا مثاليا، و يرى أن التحصيل بوقت قصير قبل الامتحان لايجدي في شيء ويضيف قائلاً"عندما يدرس المرء قبل الامتحان بوقت قصير لا يعرف ما إذا كان قد استوعب المواد بشكل كاف أم لا"
أما الطالبة يوحنا التي تدرس الثقافة اللاتينية، فقد ابتكرت طريقة خاصة تحفزها على المواظبة في الدراسة بشكل فعال طيلة فترة الفصل الدراسي، وذلك من خلال إنشاء فهرس من البطاقات الصفراء. وتقوم يوحنا بتسجيل كل محاضرة والنقاط المهمة التي يتوجب مراعاتها أثناء الدراسة على هذه البطاقات و تحملها معها أينما كانت. و بذلك تصبح هذه البطاقات بمثابة دافع يذكرها بضرورة التحصيل يوميا، وتشرح يوحنا سبب اختيارها للون الأصفر لبطاقاتها: "والدتي تقول لي دائما إن اللون الأصفر يساعد على حفظ المواد بشكل أفضل مقارنة مع اللون الأبيض. ولدي اعتقاد أن ما تقوله والدتي صحيح".
التركيز في الدراسة أساس النجاح
ولا ترتبط طريقة التحصيل بالشخص نفسه فحسب، بل بطبيعة الشعبة المدروسة. أيضا فبينما يحتاج طلبة الاقتصاد إلى القيام بكثير من التمارين في الرياضيات مثلا، يتوجب على دارسي القانون أو الطب بذل مجهود كبير في حفظ بعض المواد عن ظهر قلب. لذا يسعى المكتب الإرشادي للطلبة في الجامعات الألمانية إلى الاهتمام بمشاكل الطلبة والحديث معهم وتقديم المشورة المناسبة لهم.
ويدعو رولف شولمايستر في الوقت ذاته إلى ضرورة تغيير مناهج التعليم في الجامعات الألمانية والمعاهد العليا. فهو يرى أنه بإمكان الطلاب تحقيق المزيد من التفوق في الجامعات الألمانية عندما يتم التركيز دون خلط على مادة واحدة فقط ثم إجراء اختبار مباشر لهم في تلك المادة بدلا من الوقوع في دوامة المحاضرات الكثيرة وعدم التركيز.
أنتيا بندر/دالين صلاحية
مراجعة: عبدالحي العلمي