الطريق إلى أوروبا حصد أرواح آلاف المهاجرين وولّد أزمات دولية
٣١ ديسمبر ٢٠٢١برزت أحداث عدة في ملف الهجرة تصدرت عناوين الصحف خلال العام 2021، وانتشرت صور المهاجرين على مشارف الدول الأوروبية باحثين عن بلد لجوء واستقرار في القارة العجوز.
المخاطر كانت كبيرة، وثمن الوصول إلى الوجهة النهائية كلّف أرواح رجال ونساء وأطفال.
على الحدود البولندية.. أزمة إنسانية ودبلوماسية
مع بداية صيف 2021، برزت بيلاروسيا كلاعب جديد في ملف الهجرة إلى أوروبا، ووجهت إليها اتهامات بتشجيع آلاف المهاجرين على القدوم إليها والعبور إلى جارتيها الأوروبيتيين ليتوانيا وبولندا.
أزمة المهاجرين بين بولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، وبيلاروسيا لا تزال مستمرة في حين تصر بولندا على عدم السماح لأي من المهاجرين بدخول أراضيها وتحصين حدودها عبر نشر قوات عسكرية وجدران حدودية.
وتتهم الدول الأوروبية مينسك بافتعال الأزمة ردا على عقوبات غربية فرضت على نظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بعد قمعه الاحتجاجات المعارضة له عام 2020.
آلاف المهاجرين في جيب سبتة شمال المغرب
على الطرف المقابل من القارة الأوروبية وفي مشهد غير مسبوق، تدفق حوالي 10 آلاف مهاجر إلى جيب سبتة الإسباني شمال المغرب في شهر أيار/مايو الماضي، وتمكن معظمهم من عبور السياج الحدودي بعد تراخي من الجانب المغربي ردا على استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو.
إسبانيا من جهتها استنفرت ورحّلت الوافدين الجدد ولم تستثن حتى القاصرين منهم، وفقا لمنظمات إنسانية، اتهمت مدريد بانتهاك القانون الدولي وعدم احترام حقوق الأطفال، الأمر الذي نفته الحكومة الإسبانية.
بحر المانش مقبرة جديدة للمهاجرين؟
مأساة الغرق الأخيرة التي هزت العالم كان مسرحها في القارة العجوز قبالة سواحل شمال فرنسا، بعد أن غرق في بحر المانش ما لا يقل عن 27 مهاجرا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أثناء محاولتهم الوصول إلى المملكة المتحدة.
الظروف المعيشية المتدهورة في مخيمات شمال فرنسا، كانت سببا رئيسيا بحسب المنظمات الإنسانية، دفع المهاجرين إلى اتخاذ المزيد من المخاطر من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى، حتى لو كان ذلك عبر القناة البحرية الأكثر ازدحاما في العالم والتي لا تخلو من تيارات بحرية تزيد من تعقيد عملية الإبحار.
الجهات الحقوقية اعتبرت الحادثة الأخيرة بمثابة إنذار يحذر من تحول بحر المانش إلى مقبرة للمهاجرين كما هو الحال في البحر المتوسط.
وأدى ذلك إلى تصعيد اللهجة بين رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي، وتولّدت أزمة دبلوماسية بين البلدين لا سيما مع وجود خلافات حول ملفات أخرى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
استمرار الهجرة عبر المتوسط
ليس هناك الكثير من المستجدات فيما يتعلق بالهجرة عبر وسط البحر المتوسط، سوى أن المأساة لا تزال مستمرة وأعداد المهاجرين الغرقى آخذة في الارتفاع. فيما لا يزال الاتحاد الأوروبي يصر على تعاونه مع خفر السواحل الليبي ويقدم له مزيدا من الدعم ضمن خطته في مكافحة الهجرة غير الشرعية.
إيطاليا قدمت أخيرا دعما ماديا ولوجستيا لجهاز خفر السواحل الليبي رغم أن التقارير مستمرة حول تعرض المهاجرين في مراكز الاحتجاز لانتهاكات مروّعة وظروف تهدد حياتهم.
مهاجرنيوز نشر شهادات لمهاجرين عالقين في ظروف مروعة في ليبيا، والتقى بصيادين تونسيين وصفوا قوات خفر السواحل الليبي بأنها مليشيات مسلحة لا تتبع لسلطة دولة.
العام 2021 الأكثر دموية للمهاجرين إلى جزر الكناري
موت المهاجرين غرقا لا يقتصر على البحار، ففي المحيط الأطلسي يرتفع عداد المهاجرين الغرقى الذين يحاولون الوصول إلى جزر الكناري الإسبانية انطلاقا من سواحل غرب أفريقيا، لا سيما المغرب.
خلال العام الجاري، استقبلت جزر الكناري نحو 20 ألف مهاجر، لكن عام 2021 يعد الأكثر دموية، ووفقا لآخر أرقام منظمة الهجرة الدولية، لقي 937 شخصا مصرعهم خلال الأشهر الـ12 الماضية، في رقم قياسي لم يكن له مثيل على مدى السنوات العشر الماضية على الأقل.