الطريق أصبح ممهدا لتحقيق الاندماج بين فولكسفاغن وبورش للسيارات
٢٣ يوليو ٢٠٠٩قرر مجلس الإشراف والإدارة لشركة بورش الألمانية لصناعة السيارات اليوم الخميس (23 تموز/ يوليو 2009) إقالة الرئيس التنفيذي للشركة فيندلين فيدكينغ من منصبه. ويصبح فيدكينغ بذلك أول عضو بارز في الشركة، يخسر في معركة الاستحواذ الدائرة بين شركة بورش ومجموعة فولكسفاغن الألمانية العملاقة لصناعة السيارات منذ شهور. يُذكر أن فيدكينغ تولى عام 1993 رئاسة الشركة، التي تتخذ من مدينة شتوتغارت جنوبي ألمانيا مقراً لها.
ومن المقرر أن يخلف فيدكينغ في منصبه ميشائيل ماخت، المسؤول عن قطاع الإنتاج في الشركة. كما قرر مجلس الإشراف والإدارة بالشركة إقالة المسؤول المالي بالشركة هولغر هيرتر. ومن المنتظر تنفيذ قرار إقالة المديرين بشكل سريع، ويُعتقد أن يتخلى المديران عن عضويتهما في مجلس الإشراف والإدارة لدى شركتي فولكسفاغن وأودي.
تعويض مالي قياسي
وسيحصل فيدكينغ على تعويض مالي قياسي قدره 50 مليون يورو، يذهب نصفه لصالح مؤسسة اجتماعية. وكان من المفترض أن يستمر عقد فيدكينغ حتى عام 2012 . أما هيرتر فسيحصل على تعويض مالي قدره 12.5 مليون يورو. وعللت الشركة قرار إقالتها للمديرين بأن فيدكينغ وهيرتر يريدان بهذه الخطوة "تقديم مساهمة مهمة لتهدئة الوضع".
وبعد إقالة المديرين أصبح من المؤكد أن فولكسفاغن ستستحوذ تدريجياً على بورش لتصبح عاشر ماركة سيارات تمتلكها مجموعة فولكسفاغن العملاقة. يُذكر أن بورش تمتلك حصة تزيد عن 50 في المائة في فولكسفاغن وكانت تسعى للاستحواذ الكامل عليها، الأمر الذي أدى إلى تفاقم ديون بورش لتصل إلى عشرة مليارات يورو. وكان مجلس إدارة بورش قد فشل في التوصل لاتفاق من أجل إنقاذ الشركة وذلك بعد عدة ساعات من الاجتماع المغلق الذي عقد في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء.
قطر أكبر المساهمين في فولكسفاغن
من جانب آخر وافق مجلس إدارة بورش خلال اجتماع مطول على إجراء مفاوضات لبيع حصة من الشركة لدولة قطر ودعم الوضع المالي للشركة من خلال زيادة رأس المال بما لا يقل عن خمسة مليارات يورو. وتأتي تلك الخطوات التي تمت الموافقة عليها خلال اجتماع استثنائي دام حتى ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس في إطار دخول بورشه مرحلة المفاوضات النهائية لتأسيس شركة سيارات مشتركة مع فولكسفاغن.
وتشير الموافقة بالإجماع من قبل مجلسي الإشراف والإدارة إلى أن عائلتي بورشه وبيش المالكتين لبورش قد تكونان على استعداد للتخلي عن جزء من نفوذهما داخل الشركة المصنعة للسيارات الرياضية لصالح طرف خارجي.
وفي السياق ذاته نقلت وكالة الأنباء الألمانية اليوم الخميس عن مصادر مسؤولة قولها إن دولة قطر اقتربت من الاستحواذ على نسبة 17 في المائة من مجموعة فولكسفاغن، لتصبح بذلك أكبر مساهم في المجموعة الألمانية. ومن المنتظر أن ترفع هيئة الاستثمار القطرية حصتها في فولكسفاغن في مرحلة تالية إلى 19 في المائة في أعقاب اندماج بورش الألمانية للسيارات مع مجموعة فولكسفاغن.
وأشارت المصادر إلى أن هيئة الاستثمار القطرية ستصبح أكبر المساهمين في فولكسفاغن من خلال شراء حصص تملك بورش في الوقت الحالي حق شرائها في أكبر مجموعة أوروبية لصناعة السيارات. كما ستقدم الهيئة القطرية قرضاً لبورش بقيمة 750 مليون يورو لسداد دين مستحق لصالح فولكسفاغن بنفس القيمة.
(ع.غ/ د ب أ/ رويترز/ تاغسشاو)
مراجعة: طارق أنكاي