الصفقات الجنونية تصل إلى خطوط الدفاع...فما السبب؟
٢٩ يوليو ٢٠١٩تعاقد بايرن ميونيخ مع لاعب أتلتيكو مدريد، الفرنسي لوكاس هيرنانديز مقابل 70 مليون يورو، بينما ضم يوفينتوس تورين الإيطالي البلجيكي ماتيس دي ليخت مقابل 85 مليون يورو. والآن يجري الحديث عن صفقة وشيكة لمانشستر يونايتد الإنجليزي لضم هاري ماغوير بموجب عقد قد تتجاوز قيمته 90 مليون يورو.
كلها أرقام خيالية دًفعت لضم مدافعين هذه المرة وليس مهاجمين! جنون الأرقام لم يعد يجد له كابحا في عالم كرة القدم. وقبل 17 عشر عاما ضرب الكثير من المتابعين أخماسا في أسداس بسبب أربعين مليون يورو "فقط" انتقل بموجبها ريو فيرناند من ليدز يونايتد إلى مانشستر يونايد، وكانت حينها الصفقة الأغلى والأكثر جدلا في تاريخ الدوري الإنجليزي.
اليوم لم يعد أحد يتعجب مما يسمعه، بينما تتجه الأرقام نحو الأعلى بشكل متواصل. قد يقول البعض إنه وفي حالة هيرنانديز فإن الأمر منطقي لأن المدافع الفرنسي وصل إلى البافاري مزهوا بذهبية بطولة العالم في روسيا 2018. لكن ماذا عن لاعب أياكس أمستردام السابق دي ليخت الذي أهدر مع فريقه لقب الأبطال؟! أو الإنجليزي ماغوير الذي قد يصبح الأغلى من الاثنين، برصيد خالي من الألقاب الكبرى مع ليستر سيتي؟!
السبب يعود إلى الدور الذي بدأ يلعبه المدافعون، وخاصة في قلب الدفاع. فهذا الخط سواء كان ثلاثيا أو رباعيا لم يعد المركز الخفي لتطوير اللعب وإنما نقطة الإنطلاقة الأولى. فحسب موقع spielverlagerung.de الألماني المهتم بتحليل تقنيات كرة القدم، فإن "لاعبي قلب الدفاع أصبحوا هم من يفتحون اللعب. هم من ينسقون إيقاع الدفاع وهم من يحددون توقيت الضغط والهجمات المرتدة عبر تمريرات ذكية وعالية الدقة".
اللاعب النموذج كان بكل تأكيد جيروم بواتينغ لاعب المنتخب الألماني لكرة القدم قبل تراجع أداءه في السنوات الأخيرة. فهذا كان الدور الذي قام به مع الماكينات في مونديال البرازيل 2014 والتي فازت فيه ألمانيا باللقب العالمي. كذلك كانت مهمة زميله في قلب الدفاع ماتس هوملز الذي انتقل حديثا من بايرن إلى دورتموند تاركا قيادة قلب الدفاع في البافاري إلى الشاب نيكلاس زوله (23 عاما).
الأخير كان أكبر المستفيدين من ذهاب هوملز، وهو يدرك بدوره واجباته الجديدة: "إلى جانب حارس المرمى، نحن حجرة البناء الأولى لتطوير اللعب. إننا في مركز التحرك الأخير قبل فوات الآوان، قبل أن تصل الكرة إلى حارس المرمى"، يقول زوله للصحفيين مضيفا: "أعتقد أنه وبدفاع مستقر، فرص الفوز بالألقاب أكبر وأقوى من فريق بمهاجمين من طراز رفيع لكن شباكه يهتز كل مرة بهدفين" على الأقل.
ومهما ارتفعت قيمة المدافعين التسويقية، إلا أنها لن تتجاوز بالطبع قيمة المهاجمين، ولهذا تفسيره في منطق السوق. فسحر الأهداف وفن المراوغة فنون يتقنها المهاجمون وبها يصنعون الفارق ويسيطرون على قلوب المشاهدين، وبالتالي يزداد الطلب على قمصانهم وكل ما يتعلق بهم، وهذا ما يسعى له في النهاية رعاة الأندية.
و.ب