الصحف الألمانية والأوروبية: الأسد خسر الصراع داخل عائلته
٣١ مارس ٢٠١١عقّبت صحيفة "دريسدنر نويسته ناخريشتن" على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد بالقول:
"كان بإمكان الرئيس السوري أن يوفّر الخطاب الذي وجهه أمس إلى الشعب. وبخلاف الدعاية الذاتية المعهودة لدى جميع الدكتاتوريين، لم يقدم الأسد شيئا جوهريا. وهو في كل الأحوال قادر على لفّ الجماهير الهازجة التي خرج جزء منها منظّم إلى شوارع دمشق للتظاهر تأييدا له وجزء آخر خرج عن قناعة. لكنه لم يطرح على المتظاهرين إصلاحات محددة من حيث المحتوى والمواعيد، الأمر الذي لن يكون كافيا لتهدئة البلد الذي يعيش منذ نصف قرن في ظل حالة الطوارئ".
وكتبت جريدة "دير ستاندارد" النمساوية الليبرالية الصادرة في فيينا:
"كان الخطاب إشارة إلى أن على السوريات والسوريين أن لا ينتظروا شيئا من الرئيس الأسد الذي يعلم المرء تماما ما هو مطلوب منه، لكنه قد يكون شديد الضعف وغير قادر على وضع حدّ للفساد المتفشي داخل عائلته، التي ينظر إليها كثيرون على أنها رأس حربة المافيا العلوية، وعلى فتح بلده سياسيا إلى جانب الانفتاح الاقتصادي الذي شهدته سورية في الأعوام الأخيرة. وسيكون قليلا جدا (الاكتفاء) بإقالة حكومة وتشكيل أخرى لا تلعب دورا هاما".
وقالت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" المحافظة الصادرة في فرانكفورت تحت عنوان "لا شيء جديد من سورية":
"رغم أن الرئيس السوري في أواسط الأربعين من العمر، إلا أنه يمثّل عالم الأمس، والحقيقة أنه أذكى من أن يصدّق ما قاله من أن سورية هي ضحية "مؤامرة أجنبية". وفكرة المؤامرة هي عودة إلى التعابير العربية الخطابية التي تنزع المسؤولية الذاتية، وهي معلوكة إلى درجة أن الأكثر غباء هم من يصدقها فقط. ومن الواضح أنه لم يخف على الرئيس، الذي يعيش في قصره العالي في دمشق، أن "الربيع العربي" من الرباط إلى مسقط بدأ يتفتح الآن في بلده أيضا".
وعلّقت جريدة "ذي تايمز" البريطانية المحافظة قائلة:
"هذا النظام لم يتطرق إلى أي مطلب من مطالب الناس، وهو لم يفعل ذلك أيضا في أي وقت سابق. وكانت لدى الأسد فرصة إنهاء قانون حالة الطوارئ الذي تعيش سورية في ظله منذ عام 1963. وبدلا من ذلك اكتفى بإطلاق تصريحات ديماغوجية، الأمر الذي سبّبَ خيبة أمل كبيرة، لكنها متوقعة بفعل القمع السياسي الممارس منذ عقود. ومثل ليبيا، تموّل سورية الإرهاب أيضا، ويشكّل نظام الأسد تهديدا للاستقرار في المنطقة ويعوق بقوة التطور السياسي والاقتصادي للبلد. وإزاء رفض الإصلاحات السلمية سيكون على الديمقراطيات الغربية ممارسة ضغوط كبيرة حتى يغير هذا النظام نهجه".
وكتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الليبرالية الصادرة في ميونيخ:
"إما أن تكون الشجاعة لتنفيذ إصلاحات قد فارقت الأسد أو أنه خسر المعركة في الصراع الداخلي الدائر حول النهج اللاحق للنظام... كان يمكن للرئيس الشاب أن يلقى دعما كافيا من الشعب وأن يلعب دورا جديدا بين حكام المنطقة الاستبداديين. وكان بإمكانه أيضا وضع أسس الإصلاحات الواسعة وفتح الطريق أمام عملية انتقال توصل إلى الحرية والتعددية الحزبية. ولكن كان عليه كذلك المخاطرة بخسارة موقعه في الحكم، ويبدو أنه غير مستعد لفعل ذلك".
اسكندر الديك
مراجعة: عبد الرحمن عثمان