الصحة والإجازة السنوية ينبوع السعادة عند غالبية الألمان
١٣ فبراير ٢٠٠٧يسود الاعتقاد العام بأن الألمان كثيرو التذمر والتشاؤم من المستقبل وبأنهم عادة ما يرون النصف الفارغة من الكأس بدلا من النصف المليئة. لكن هذه الصورة النمطية تحمل نوعا من المبالغة على الأقل في نظر دراسة حديثة صدرت عن معهد الينزباخ لدراسة الرأي العام، حيث حاولت التعرف على أسباب السعادة ومفهومها لدى الألمان. وقد شملت عينة الدراسة 1800 شخص في الفئة العمرية ما بين 16 إلى 69 عاما. وقد خلصت هذه الدراسة إلى نتيجة مفادها أن حوالي ثلثي الألمان (72 في المائة) يعتبرون أنفسهم في المتوسط ما بين "سعيد" و"سعيد جدا".
السعادة إحساس داخلي
لقد عكست الدراسة السابقة الذكر الشعور لدى الألمان بأن السعادة تنبع من الإحساس بها، أي أنها شعور داخلي ينبع من داخل الإنسان قبل أن تكون بفعل عوامل ومؤثرات خارجية وبأن السعيد هو من لديه استعداد لفهم معنى السعادة والشعور بها. ففي هذا السياق أظهرت نتائج دراسة معهد "ينزباخ" بأن الغالبية من المشولين في عينة الادراسة (61 في المائة) تعتبر أن السعداء هم أولئك الذين يعتقدون بأن السعادة ممكن خلقها وذلك من خلال التفكير بطريقة إيجابية متفائلة. وبالتالي من يبذل شيئا من الجهد في الحياة، لابد أن يهيئ لنفسه أسباب السعادة.
وفي سياق متصل ولأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء كما يقول المثل الشائع، فلا يختلف الألمان عن غيرهم في أهمية الصحة، حيث وضعت الغالبية العظمى من الذين شملتهم الدراسة ( 76 في المائة) الصحة في مقدمة أسباب السعادة. كما أظهرت الدراسة بعض الفروق بين الأشخاص السعداء وغير السعداء، فالسعداء يكونون عادة اجتماعيين، ولديهم اهتمامات متعددة ويقبلون على تحمل المسئولية. كما أنهم لا يتخلون بسهوله عن تحقيق الأهداف التي رسموها لأنفسهم.
بواعث السعادة لدى الألمان
يظل مفهوم السعادة أمرا نسبيا إلى حد كبير ويختلف من شعب إلى آخر ومن شخص إلى آخر بل ومن وقت إلى آخر لدى الشخص الواحد. وفي ضوء هذا فقد عكست هذه الدراسة فهم الألمان لمضمون السعادة، حيث رأى 77 بالمائة من المشمولين في عينة الدراسة أن السعادة تكمن في "أن تَحِب وتُحَب".
ومن ناحية أخرى يشعر الألماني بالسعادة عند قضاء الإجازات السنوية حسب رأي حوالي 73 في المائة من عينة الدراسة. ولاشك أن مثل هذا الأمر لم يكن مفاجئا، حيث إن قضاء الألمان للإجازات السنوية والاصطياف يعتبر جزءا لا يتجزأ من عاداتهم وثقافتهم. ويأتي "العشق" في المرتبة التالية، بينما جاء التغلب على التحديات كوسيلة للشعور بالسعادة في المرتبة الرابعة بنسبة 64 في المائة. واحتل موضوع "الممارسة الجنسية" مرتبة متأخرة في سلم أولويات الأسباب الباعثة للسعادة وذلك بنسبة 56 بالمائة.