"الصبر والانضباط هما الوصفة الحقيقة للنجاح والاحتراف في كرة القدم"
٦ نوفمبر ٢٠٠٩
دوتشه فيله: يوم الأحد الماضي، واصل فريق بوخوم سلسلة هزائمه وخسر أمام صاحب الأرض أنتراخت فرانكفورت بهدفين مقابل هدف يتيم. وذلك ضمن المرحلة الحادية عشر لمنافسات البوندسليغا، كيف هي الأجواء بين صفوف الفريق؟
ميمون أزواك: من المؤكد أن كل هزيمة في مباراة كرة قدم يعقبها شعور بالإحباط. خصوصا وإن كانت أمام فرق بمستوى مماثل كما هو الشأن بالنسبة لفرانكفورت. لكن هذا لا يعني أننا مازلنا نفكر في تلك الهزيمة. إن كل تركيزنا مُنصب حاليا على المباراة القادمة، والتي سنخوضها أمام جمهورنا وفي عقر دارنا أمام فرايبروغ.
لكن في حقيقة الأمر، رصيد بوخوم حتى اللحظة شحيح جدا، ثمان نقاط فقط وفي المركز السابع عشر، المركز قبل الأخير، ما يعني أن آماله في الخروج من دائرة خطر النزول تتقلص مرحلة بعد أخرى. وذلك رغم التعاقد مع المدرب الجديد هايكو هيرليش. برأيك، ما الذي يجب على بوخوم القيام به للخروج من عنق الزجاجة؟
يجب التحلي بروحية الفوز والنجاح. والفريق يعرف تماما ما يجب القيام به للبقاء في دوري الأضواء. علينا التحلي بروح الحماسة والقتال والمحافظة عليها إلى غاية إطلاق الحكم صفارة النهاية.
هل هذا انتقاد ضمني لزملائك داخل الفريق على المستوى الهزيل الذي أظهروه في المباراة الأخيرة، التي لم تشارك فيها بحكم الإصابة؟
كلاّ، هذا غير صحيح. أنا عنصر من هذا الفريق حتى وإن لم أشارك في تلك المباراة. فإنني جزء منه، ومعني بهزائم الفريق وانتصاراته. أنا أردت فقط التأكيد على التحلي بروح القتال لأنه طريقنا الوحيد للفوز. وأنا واثق أننا إذا لعبنا هكذا سننتزع النقاط الثلاث وسنهزم فرايبورغ في مباراتنا القادمة.
ماذا عن الإصابة التي تعرضت لها، هل ستلعب في المباراة القادمة؟
يوم الأربعاء الماضي انضممت مجددا للتدريبات. لقد استعدت عافيتي. وأتوقع أن أشارك في مباراة السبت. لكن الكلمة الأخيرة كما هو معلوم، بيد المدرب وهو الذي يقرر مَن من اللاعبين سيخوض غمار اللقاء.
يُقال أنه وفي غرفة تغيير الملابس لنادي بوخوم، عُلقت مقالات صحفية تتنبأ لبوخوم النزول إلى دوري الدرجة الثانية. ومعروف أن بوخوم من الفرق المتدحرجة بين دوري الدرجة الأولى والثانية. هلّك أن تحدثنا عن هذه المقالات؟
كانت هذه فكرة المدرب السابق مارسيل كولر، كطريقة لتحفيز اللاعبين. لكن بعد إقالته، اقتلعت هذه المقالات. على العموم لم تكن كثيرة، فقط مقال أو اثنين.
على ذكر مارسيل كولر، كنت دائما من أكثر اللاعبين الذين دعموا كولر وأدليت بتصريحات حول ذلك قائلا، "أنك لا تتمنى أن تكون في وظيفته"، في إشارة إلى الصعاب الجمة التي كان يواجهها. ما الذي دفعك إلى قول ذلك؟
لسبب بسيط، هو أنني لا أستطيع أن أستوعب كيف أن مدربا مثل كولر حقق نجاحات مع الفريق خلال عدة مواسم، ولم يتم احتضانه، بل وحتى المشجعين لم يكونوا راضين عن أدائه. في حين أن القاعدة تقول "إذا حقق شخص نجاحا ما فيجب احترامه وتقديره"، لكن ذلك لم يحدث مع مارسيل كولر.
هل كنت حزينا عندما غادر المدرب مارسيل كولر الفريق؟
بالتأكيد. فعندما بلغني الخبر شعرت بإحباط شديد. فقد كانت علاقتي به جيدة جدا. بالإضافة إلى ذلك، كنت دائما مؤمنا بقدراته. إلا أن خمسة أسابيع مرت الآن على رحيله ويجب علينا النظر إلى الأمام.
وهذا الأمام يحمل إسم هايكو هيرلش، مدرب بوخوم الجديد، الذي التحق بالفريق قبل حوالي أسبوع. هل بدأت مرحلة جديدة بالنسبة للفريق، هل ستبتعدون عن خطة اللعب الحر التي كانت متبعة من قبل؟
سواء رفقة هايكو هيرلش أو سلفه فإني هانمان أو مارسيل كولر، لم يعتمد الفريق على خطة لعب معينة. الأمر سيان بالنسبة لي، فأنا كظهير حر أتحرك في الملعب كما أريد. الأهم هو تسجيل الأهداف.
ننتقل إلى مسيرتك الرياضية. البداية كانت في فرانكفورت مع فريق المدينة أنتراخت، ثم انتقلت بعد ذلك إلى فريق ماينز. وأخيرا استقر بك المقام في بوخوم. هل لك أن تحدثنا عن هذه المحطات؟
لقد بدأت اللعب كطفل صغير في نادٍ للبراعم في فراكفورت. وعندما بلغت الثالثة عشرة من العمر التحقت بفريق أنتراخت فرانكفورت للشبان. وبعد خمس سنوات انتقلت إلى ماينز وهناك بدأت مسيرتي في عالم الاحتراف. وكان أهم وأفضل قرارٍ اتخذته في حياتي إلى اللحظة، لأنني وخلال السنوات الخمس التي قضيتها مع ذلك الفريق تعلمت الكثير وعايشت العديد من الأحداث. أحسست بنشوة الفوز والصعود إلى دوري الأضواء، لكني واجهت أيضا مرارة السقوط.
بهذا الخصوص تحضرني عبارة كان مدربك السابق ومدرب دورتموند الحالي، يورغن كلوب، قد قالها في حقك "ميمون من طراز اللاعبين الذين كنت أرغمهم بالقوة على ترك الملعب وإنهاء التدريبات"، إشادة بالتزامك وشغفك؟
نعم أتذكر تلك العبارة. وهذا صحيح. لأنني إذا لم أكن مقتنعا بأدائي فإني أمدد فترة التدريبات لكي أروض نفسي أكثر فأكثر. وأود العودة إلى الفترة التي تركت فيها ماينز وانتقلت إلى شالكه على سبيل الإعارة. وفيها وللأسف لم يحالفني الحظ كثيرا. عانيت من الإصابة وبعد سنتين غبت فيهما عن الملاعب، عدت إلى صفوف شالكه إلا أن الطاقم الفني كان قد تغير، وكان للمدرب الجديد حسابات أخرى لم أكن من ضمنها. ومن ثمة تركت الفريق باتجاه بوخوم.
هل تخشى من مواجهة نفس الوضع مع المدرب الجديد؟
أنا مؤمن بقدراتي. ولا أعتقد أن مكاني مهدد بل بالعكس.
مطلع الشهر الماضي، تم الإعلان عن التحاقك بصفوف المنتخب المغربي. فهل ستشارك مع "أسود الأطلس" في المباراة القادمة في الرابع عشر من الشهر الجاري ضد الكامرون؟
أتمنى المشاركة في هذه المباراة، لكن وللأسف لم أحصل بعد على الموافقة الرسمية للإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وأخشى أن يأخذ الرد وقتا طويلا.
ما الذي جعلك تقرر الالتحاق بصفوف المنتخب المغربي؟
أنا مغربي. وأشعر بفخر كبير إذا ما منحت شرف ارتداء القميص الذي يحمل شعار العلم المغربي. وهذا شرف أيضا لعائلتي الكبيرة، والتي يعيش قسم كبير منها في المغرب. من جهة أخرى، كان المسئولون المغاربة يبدون اهتماما كبيرا لضمي إلى صفوف المنتخب. لكن ذلك، لم يخرج عن طور كلام، كنت أسمعه من هنا وهناك إلى أن زارني في ألمانيا مدرب المنتخب حسن مومن. تقابلنا وأعجبت بأفكاره كثيرا خصوصا وأنه أوضح لي خطته في ضم مواهب شابة إلى صفوف "الأسود". وأتمنى أن يتحقق حلمي وأرتدي القميص المغربي عمّا قريب.
ما هي توقعاتك، هل سينجح المغرب في انتزاع الفوز من الكاميرون؟
أعتقد أن المنتخب المغربي له حظوظ كبيرة في الفوز خصوصا وأن الكامرون ضمنت بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2010 ، وبالتالي سيعمد المدرب الكامروني إلى إدخال عناصر غير أساسية ضمن التشكيلة، لاختبار قدراتهم. ولا ننسى أيضا عامل الأرض. وإنشاء الله سيفوز المغرب على أرضه. فهو بحاجة كبيرة إلى هكذا فوز للرفع من معنويات مشجعيه الذين أحسوا بإحباط شديد إثر الخروج المبكر "للأسود" في تصفيات المونديال.
دعنا ننتقل إلى فترة الطفولة، كيف كانت وما كانت علاقتك بكرة القدم؟
كان عمري ثلاثة أشهر عندما قدمت رفقة عائلتي إلى ألمانيا. قضيت طفولتي في فرانكفورت. كنا نسكن في منطقة صناعية، كانت تشهد حركة سيارات قوية. وهذا ما كان يجبرني على الانتظار إلى غاية السادسة مساء، لكي أخرج رفقة أخي وأبناء عمومتي للعب كرة القدم إلى غاية ساعات متأخرة. وكان آباؤنا يأتون ويصرخون في وجوهنا لكي نعود إلى المنزل. طبعا فقدنا العديد من الكرات في نهر "ماين"، وقمنا بتكسير زجاجات العديد من المنازل. إنها لذكريات رائعة.
هل كنت تعتقد وقتها، أنك ستصبح يوما ما لاعبا محترفا؟
نعم بكل تأكيد. وكان هذا رأي الأهل والأصدقاء والجيران كذلك. كانوا كلهم مقتنعين بأنني سأصبح يوما ما لاعبا ضمن دوري المحترفين. ولولا أخي وأبناء عمومتي والليالي التي قضيناها في حيّنا في فرانكوفرت، لما أصبحت لاعبا محترفا.
بماذا تنصح الأطفال الذين يلعبون كرة القدم بشغف ويحلمون بأن يصبحوا نجوما محترفين؟
أقول لهم، يجب عليكم أن لا تتخلوا عن أحلامكم. وعليكم التحلي بالصبر والانضباط لأنهما الوصفة الحقيقة للنجاح والاحتراف في عالم كرة القدم.
ماذا عن أحلامك أنت شخصيا! ما كان حلمك عندما كنت تلعب كرة القدم على عشب الحي الصناعي في مدينة فرانكفورت؟
حلمي كان الانضمام إلى فريق انتراخت فرانكفورت واللعب أمام 40 أو 50 ألف متفرج. ففرانكفورت مدينتي وأنا أعشقها وعشت فيها أحلى فترات حياتي. الحمد لله أن الله استجاب إلى دعائي وحقق لي حلمي. وقد مررت بمراحل أخرى في حياتي كدت أن أفقد الأمل، وبفعل الإصابة، في أن أعود إلى الملاعب. لكن والحمد لله اجتزت هذه المرحلة بسلام.
من كان لاعبك المفضل؟
محمد شول، لاعب بايرن ميونخ السابق بحكم أنه كان لاعب خط وسط أيضا مثلي. وأتيحت لي الفرصة للتعرف عليه شخصيا، وكان لقاءا رائعا.
نتمنى لك حظا سعيدا
شكرا جزيلا
أجرى المقابلة: وفاق بنكيران
مراجعة: طارق أنكاي