الشرطة تعلن إصابة مئات عناصرها خلال مظاهرات قمة العشرين
٩ يوليو ٢٠١٧أصيب نحو 500 شرطي خلال أربعة أيام من المواجهات مع المتظاهرين في شوارع هامبورغ الألمانية خلال قمة مجموعة العشرين، بحسب ما أعلن مسؤولون، وذلك بعد أن تجددت المواجهات ليل السبت الأحد. إذ احتشد متظاهرون بعد انتهاء القمة في حي شانزن، المعقل المحلي لليسار الراديكالي، حيثُ كانت مواجهات عدة دارت منذ الخميس. وحمل المتظاهرون زجاجات وهاجموا مركبات وأضرموا فيها النيران، وأوضحت الشرطة على تويتر أنها فرقتهم بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
وقال رئيس عمليات الشرطة في هامبورغ هارتموت دود في مؤتمر صحفي إن 476 شرطيا أصيبوا منذ الخميس، مشيرا إلى اعتقال 186 شخصا. ولا توجد أي أرقام دقيقة لأعداد المتظاهرين المصابين.
وفي وقت سابق اليوم الأحد (09 يوليو/ تموز) تفقد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في أحد المستشفيات رجال شرطة أصيبوا خلال المواجهات برفقة عمدة هامبورغ أولاف شولتس. وقال شتاينماير إنه "مصدوم ومستاء جراء إرادة التدمير التي أظهرها المتظاهرون بوجه الشرطة وممتلكات المدنيين". وأضاف "علينا أن نسأل أنفسنا بصفتنا ديمقراطيين عما إذا كان بإمكان بضعة غاضبين منع دولة مثل ألمانيا من عقد اجتماعات دولية".
من جهته أشاد عمدة هامبورغ بـ "العمل البطولي" للشرطة وبإرسال سكان هامبورغ باقات الورود إلى المستشفى حيث يتلقى شرطيون العلاج، متعهدا بتعويض الذين تكبدوا خسائر جراء الشغب. من جهة أخرى نفى العمدة انتقادات وجهها متظاهرون سلميون قالوا إن الشرطة استخدمت القوة المفرطة ضدهم.
وأطلقت أعمال العنف جملة تساؤلات حول كيفية انزلاق الأوضاع في هامبورغ إلى "حكم عصابات" والسبب وراء انتقاء المستشارة انغيلا ميركل هذه المدينة اليسارية لاستضافة قمة مجموعة العشرين. وتعتبر هامبورغ حصنا للمتشددين المعارضين للرأسمالية وكانت السلطات تستعد لمواجهة أعمال عنف محتملة على هامش القمة.
واعترف قائد الشرطة بأن قوات الأمن "فوجئت" بحجم العنف رغم استعدادها للقمة منذ 18 شهرا. وشهدت تظاهرة سلمية ضد العولمة الخميس شارك فيها حوالي 12 ألف شخص أعمال عنف وشغب بعد مهاجمة مجموعة "الكتل السوداء" الشرطة وقام أفرادها بتخريب الشوارع.
وأدانت نقابة الشرطة "الهجمات الكثيفة للمجموعات المتطرفة العنيفة" معتبرة أن "الكتل السوداء" حرفت التظاهرات السلمية لعشرات آلاف الأشخاص عن مسيرتها للتعدي على عناصر الشرطة عن سابق تصور وتصميم".
وأعرب رئيس الشرطة الاتحادية بألمانيا ديتر رومان عن توقعاته في صدور أحكام ذات تأثير رادع ضد من قاموا بأعمال عنف خلال قمة مجموعة العشرين. وقال رومان في تصريحات خاصة لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية في عددها الذي سيصدر غدا الاثنين إنه تمت رؤية "بُعد جديد من العنف الإرهابي اليساري". وأشار إلى أنه يقع على عاتق القضاء حاليا مهمة حماية أفراد الشرطة من تكرار ذلك.
وتبقى قمة هامبورغ يومي الجمعة والسبت الأكثر توترا في تاريخ المجموعة سواء داخل قاعات الاجتماعات أو خارجها. ووقعت التظاهرات العنيفة فيما كان القادة يناقشون أكثر موضوعات العالم حساسية مثل المناخ والتجارة والارهاب وغيرها من الملفات الرئيسية. فقد توصلت قمة مجموعة العشرين إلى تجنب القطيعة التامة مع الولايات المتحدة، عندما أبقت الباب مواربا لعودتها افتراضيا إلى اتفاقية باريس للمناخ، لكن في إطار تنازلات محفوفة بالمخاطر. فالمجموعة أخذت علماً بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للتصدي للتبدل المناخي، لكنّها أكدت ان كل الدول الأخرى تعتبر أن "لا عودة" عن هذه الاتفاقية الدولية، في موقف هو بمثابة عزل لواشنطن. وفي المقابل، وافقت واشنطن في نهاية المطاف على إدانة "الحمائية" في البيان الختامي في ما بات تقليدا تلتزمه المجموعة منذ أعوام.
م.أ.م/ع.ج (رويترز، أ ف ب)