السودان.. مظاهرات ضد الحكم العسكري تزامنا مع زيارة ديانغ
٢٠ فبراير ٢٠٢٢تظاهر آلاف السودانيين الأحد (20 فبراير/شباط 2022) في شوارع العاصمة للمطالبة مجددا بحكم مدني والإفراج عن المعتقلين، فيما تصدّت لهم قوات الأمن قرب القصر الرئاسي وسط الخرطوم بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأفادت لجنة الأطباء المركزية المعارضة للانقلاب في السودان أن رصاصة أصابت رجلا عمره 51 عاما وأردته قتيلا. ولم تصدر الجهات الحكومية تعليقا على ذلك حتى كتابة هذا الخبر، كما لم يؤكد مصدر مستقل ذلك.
وأفاد صحافيو وكالة فرانس برس بأن المتظاهرين خرجوا بمنطقة الديم وسط العاصمة بدعوة من لجان المقاومة بالأحياء السكنية، حاملين الأعلام السودانية وصور قتلى التظاهرات ومتجهين نحو القصر الرئاسي قبل أن تتصدى لهم قوات الشرطة.
وقالت المتظاهرة أريج صلاح البالغة 25 عاما لفرانس برس "لن نيأس ولن نمل وندرك أنها قضية وطن ولن تحل بدون تضحيات".
وقالت المتظاهرة ثويبة أحمد (24 عاما) "ليس هناك فرصة أن يدخل الملل لأنفسنا .. نحن مستعدون للتظاهر لعام كامل".
من جهة أخرى، تجمع عشرات من مناصري نظام الرئيس السابق عمر البشير أمام مجمع المحاكم وسط الخرطوم، وحملوا لافتات كُتب عليها "لا لتسييس العدالة"، كما حملوا صورا لبعض رموز نظام البشير على رأسهم وزير الخارجية الأسبق إبراهيم غندور.
وداخل المجمع تجري محاكمة غندور ومعه تسعة من قادة حزب المؤتمر الوطني المنحل بتهمة محاولة قلب النظام. وكانت السلطات السودانية اعلنت في تموز/يوليو 2020 إحباط محاولة انقلابية يقودها عسكريون ومدنيون.
وتأتي تظاهرات الأحد، بينما يبدأ خبير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان أداما ديانغ أول زيارة رسمية له إلى البلاد، "بعد شهر من تأجيل الزيارة بناء على طلب السلطات السودانية"، بحسب موقع الأمم المتحدة.
ويلتقي ديانغ خلال الزيارة، بحسب الموقع، مسؤولي الحكومة السودانية، وممثلي منظمات المجتمع المدني، والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وكتب الممثل الخاص للامم المتحدة في السودان فولكر بيرثيس على تويتر الأحد انه التقى ديانغ "في أول زيارة رسمية يقوم بها" للسودان.
وكان ديانغ أبدى قلقه الأسبوع الماضي بعد مقتل اثنين من المتظاهرين أحدهما قاصر، خلال تظاهرات رافضة للانقلاب العسكري في العاصمة.
ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخلّلها اضطرابات وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي حين أطاح بالمدنيين الذين تقاسموا مع الجيش السلطة بعد سقوط البشير.
ورغم أن الشرطة تنفي باستمرار استخدام الرصاص الحيّ ضدّ المتظاهرين، إلا أن لجنة أطباء السودان المركزية المناهضة للانقلاب العسكري تقول إنه قتل 82 شخصا منذ بدء الاحتجاجات.
من جانبها، تقول الشرطة إن ضابطاً طُعن بأيدي متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة ما أدّى الى مصرعه، بالإضافة إلى إصابة عشرات من عناصر الأمن.
وفي نيسان/أبريل 2019، أطاح الجيش بالرئيس عمر البشير الذي حكم السودان لعقود طويلة بقبضة حديد، تحت ضغط انتفاضة شعبية نفذت اعتصاما أمام مقر قيادة الجيش لأشهر. وتسلم مجلس عسكري السلطة، لكن الاحتجاجات الشعبية تواصلت حتى آب/أغسطس عندما اتفق العسكر والمدنيون الذين كانوا يقودون الاحتجاجات على تقاسم السلطة لفترة انتقالية
وأطاح البرهان الذي كان يرأس مجلس السيادة المشرف على العملية الانتقالية بالمدنيين من السلطة في 25 تشرين الأول/أكتوبر. وقوبل الانقلاب بإدانة دولية واسعة وإجراءات عقابية.
ودانت البعثات الدبلوماسية الأمريكية والبريطانية والنروجية في السودان حملة الاعتقالات الأخيرة، معتبرة أنها تقوض الجهود المبذولة لحل الأزمة السياسية في البلاد.
ع.ا/ع.ج.م (أ ف ب)