السنغال - جدل بشأن التحالف العسكري مع السعودية
٧ مايو ٢٠١٥عبرت أصوات من المجتمع المدني ومن المعارضة السنغالية عن رفضها لمشاركة السنغال ب 2000 جندي في مهمة عسكرية ضد المتمردين في اليمن. وتعكس ردود الأفعال التي نشرت على موقع توتير بوضوح هذا الرفض. ففي إحدى التغريدات لـ"هوا با" من العاصمة السنغالية دكار جاء أن "قرار السنغال إرسال قوات لدعم الحملة التي تقودها السعودية في اليمن، هي خطوة غير مرحب بها. الشعب والبرلمانيون ضد ذلك". وفي تغريدة أخرى:"نحن نتحدث هنا عن جنود سنغاليين وليس عن مرتزقة يحاربون لمن يدفع أكثر". أما "محمدو ندياي"، أيضا من العاصمة دكار، فكتب تغريدة:"على نيجيريا استئجار الجيش السنغالي لمحاربة جماعة بوكو حرام والحصول على نفط مقابل ذلك.الأمر كله يدور حول كسب المال".
طلب من ملك السعودية
السنغال أعلنت بداية هذا الأسبوع إرسال 2100 جندي إلى اليمن لمحاربة الحوثيين. وبحسب وزير خارجية السنغال خلال كلمة له أمام البرلمان فإن هذا القرار اتخذه رئيس الجمهورية السنغالي، ماكي سال، تلبية لطلب من ملك السعودية الذي تقود بلاده منذ شهر مارس المنصرم حملة عسكرية جوية ضد المتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران، في اليمن. أغلبيته سكان السنغال سنية مثل أغلب سكان المملكة العربية السعودية.
تصنف الحكومة السنغالية المملكة العربية السعودية على أنها دولة "صديقة"، كما تحذر من خطر المتمردين الحوثيين على الاستقرار في المنطقة. "مشاركة السنغال العسكرية في التحالف الدولي الذي تقوده السعودية تهدف أيضا إلى حماية المدينتين المقدستين، مكة والمدينة المنورة، المهددتين أيضا من قبل الجماعات الإرهابية"، بحسب وزير الخارجية السنغالي، منكور ندياي.
بالنسبة للمعارض السنغالي مودو دياغن فادا ليس هناك ما يبرر التدخل السنغالي العسكري". غير أن المتخصص في الشؤون الأفريقية بمعهد تشاتهام هاوس البريطاني، بول ميللي، يتفهم تبريرات الحكومة السنغالية لقرار المشاركة العسكرية هذه، ملاحظا أن الصراع القائم في اليمن بعيد كل البعد عن مدينتي مكة والمدينة. وخلال حديث خاص مع DW اعتبر الخبير البريطاني أن "الأمر كله يتعلق بالمال ووبإمكانيات التأثير في المنطقة. الحكومة السنغالية ستتلقى مقابل ذلك أموالا أغلب الظن من السعودية أو من دول عربية أخرى. كما إن الرئيس السنغالي ماكي سالي يريد من خلال هذه الخطوة تقوية العلاقات مع دول الخليج". وأوضح الخبير البريطاني أن حجم المشاركة العسكرية للسنغال بقوة قوامها 2000 جندي، تعتبر مشاركة كبيرة و هي أكبر من مشاركة السنغال في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في دولة مالي.
تعتبر مشاركة السنغال في عمليات قوات إحدى الدول خطوة جديدة، غير أن السنغال شاركت في عدد من بعثات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. قرار مشاركتها هذه المرة لمساندة المملكة العربية السعودية يخرجها عن موقفها الحيادي الذي تنتهجه خارج منطقة جنوب الصحراء الكبرى". وهي خطوة يصفها بول ميللي، المتخصص في الشؤون الأفريقية بمعهد تشاتهام هاوس البريطاني، بـ "خطوة كبيرة".