السلطات التركية تصادر شحنة "غير قانونية" من الطائرة المدنية السورية
١١ أكتوبر ٢٠١٢صادرت السلطات التركية مساء الأربعاء (10 أكتوبر/ تشرين الأول) شحنة "غير قانونية" عثرت عليها في طائرة مدنية سورية كانت اعترضتها حين كانت في رحلة من موسكو إلى دمشق، بحسب ما أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. وقد أقلعت طائرة الركاب السورية من أنقرة في وقت مبكر اليوم الخميس (11 أكتوبر/تشرين الأول) بعد أن أجبرتها السلطات التركية على الهبوط وأوقفتها بضع ساعات في المطار للاشتباه بأنها تحمل معدات عسكرية مرسلة إلى سوريا، حسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن الوزير داو أوغلو قوله "هناك شحنة غير قانونية على متن الطائرة كان يفترض أن يبلغ عنها". وأضاف "هناك مكونات في الطائرة يمكن وصفها بأنها مثيرة للشك" دون تقديم تفاصيل. وبحسب قناة ان تي في فقد يتعلق الأمر بأجزاء صواريخ. وأكد وزير الخارجية التركي "كما هي الحال حاليا، فإن الحادث لن يؤثر على العلاقات التركية الروسية".
ومن ناحيته، قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية مساء الأربعاء لوكالة انترفاكس "حسب المعلومات الأولية التي يجب التأكد منها، هناك 17 مواطنا روسيا بمن فيهم أطفال على متن الطائرة السورية"، موضحا أن دبلوماسيين روسيين انتقلوا إلى مطار أنقرة لتولي الدفاع عن مصالحهم. وأضاف المصدر أن "السفارة الروسية في تركيا طلبت على الفور من وزارة الخارجية التركية إيضاحات، كما طلبت الوصول إلى المواطنين الروس الذين هم على متن هذا الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق".
وبعد الحادث، حذرت تركيا شركات الطيران التركية من دخول المجال الجوي السوري تفاديا تعرضها لإجراء انتقامي محتمل، بحسب قناة "ان تي في" التركية. وأدى هذا التحذير إلى توقف لبعض الوقت في حركة الطيران وتغيير طرقات.
ويذكر أنه منذ قصف بلدة اكجاكالي التركية في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر، يرد الجيش التركي على كل قذيفة سورية تسقط في الأراضي التركية ويستهدف مواقع تابعة للجيش النظامي الموالي للرئيس بشار الأسد. وقامت تركيا بتعزيز وجودها على امتداد الحدود عبر نشر بطاريات مدفعية ودبابات والمزيد من الطائرات المقاتلة.
صراع محتدم على جبهات القتال والدبلوماسية
ميدانيا، قال نشطاء في سوريا إن 200 شخص قتلوا يوم الأربعاء معظمهم في محافظة إدلب شمالا وحمص في وسط البلاد، حيث شهدت تلك المناطق معارك عنيفة بين قوات نظام الرئيس بشار الأسد و"الجيش السوري الحر"المعارض. وأفادت تقارير بأن جانبا من المعارك يهدف للسيطرة على طريق الإمداد إلى مدينة حلب، كما تواصل القوات النظامية هجومها للسيطرة على آخر معاقل الثوار في حمص.
ويتعذر التأكد من صحة المعلومات الواردة من جبهات الصراع في سوريا، من مصادر مستقلة بسبب منع الصحافيين من دخول الأراضي السورية أو انعدام الأمن فيها.
وفي غضون ذلك، وصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي مساء الأربعاء إلى المملكة العربية السعودية حيث من المتوقع أن يلتقي مسؤولين سعوديين لبحث الأزمة السورية، حسبما أعلن الناطق باسمه أحمد فوزي. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال الثلاثاء إن الإبراهيمي سيزور سوريا قريبا في محاولة للتوسط في إيجاد حل للنزاع المستمر منذ 19 شهرا.
ومن جهتها، رفضت دمشق الأربعاء وقفا أحادي الجانب لإطلاق النار، مشيرة إلى أنها طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيفاد مبعوثين إلى الدول التي تدعم "المجموعات المسلحة" وحثها على استخدام نفوذها من أجل وقف العنف من جانب هذه المجموعات قبل أي تدبير تتخذه السلطات في هذا الشأن.
م.س/ ش.ع ( أ ف ب، رويترز، د.ب.أ)