السلطات الألمانية اعتبرت العامري لا يشكل خطراً وشيكاً

أشار تقرير الخميس (29 كانون الأول/ديسمبر 2016) إلى أن خبراء مكافحة الإرهاب في ألمانيا اعتقدوا أن منفذ اعتداء برلين، التونسي أنيس عامري، لم يكن يشكل خطراً رغم أنه كان إسلامياً معروفاً تطوع لتنفيذ هجوم انتحاري. وكان المسؤولون على علم أيضا أن لدى عامري ارتباطاً وثيقا بالشبكة الإسلامية المتطرفة في ألمانيا، وقد حصل على إرشادات عبر الانترنت لتصنيع المتفجرات يدوياً، بحسب ما ذكر تقرير لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ".

وقد تم تحديث ملف العامري، الذي يتضمن معلومات عن هوياته الثماني، في الرابع عشر من كانون الأول/ديسمبر، أي قبل خمسة أيام فقط من ارتكابه اعتداء دهس بشاحنة في سوق مزدحم للميلاد في برلين. وصنفته شرطة دسلدورف على أنه سلفي وأصولي متطرف، فيما اعتبرته شرطة دورتموند مؤيدا لتنظيم "الدولة الإسلامية".

وكان العامري يزور بانتظام مدرسة دينية في شقة بدورتموند يديرها متطرف سيء السمعة يدعى بوبان أس.، وكان يعتقد أنها مركز لتجنيد جهاديين. ومع ذلك، وعلى مقياس من ثماني نقاط لتقييم الخطر المحتمل للأفراد، وأعلاها رقم واحد، صنف خبراء مكافحة الإرهاب العامري في المستوى "خمسة"، ما يعني أنهم كانوا يعتبرون شن هجوم ممكناً لكن غير مرجح. لكن عملية المراقبة توقفت في أيلول/سبتمبر، بعدما اعتقدت الشرطة أنه كان في المقام الأول تاجر مخدرات لفترة قصيرة.

وفي تطور جديد، طالب حزب الخضر الألماني بإعلان بيان واضح عن اعتداء برلين، وحذر في الوقت ذاته من استخلاص نتائج متسرعة. وقال قنسطنطين فون نوتس، عضو كتلة الخضر بالبرلمان الألماني، اليوم الخميس في  تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية في برلين: "نحن نتحدث عن المراقبة بكاميرات الفيديو، وعن تقييد أقدام بالأغلال ، لكننا لم نتحدث شيئا عن الخطأ الذي وقع".

وطالب فون نوتس الحكومة الألمانية بالتحلي بالشفافية في إيضاح ملابسات الحادث، خاصة عن السبب الذي دفع سلطات الأمن إلى وقف مراقبة شخص تم تصنيفه "كخطر" وانتحاري محتمل مثل أنيس عامري. وأضاف فون نوتس قائلا: "إذا تم ذلك فيمكننا بعد ذلك أن نتحدث عن النتائج  التي يمكن استخلاصها من الحادث."

من جانبه قال السياسي كريستيان شتروبله من حزب الخضر في تصريحات لشبكة تحرير الصحف الألمانية: "إن لم نحصل على معلومات واضحة وسريعة من قبل الحكومة الألمانية، سنطالب بصورة عاجلة بتشكيل لجنة تحقيق في الأمر".

وكانت كتلة اليسار بالبرلمان الألماني أعلنت في تصريح لصحيفة "برلينر تسايتونغ" بتقديم طلب لتأسيس لجنة للتحقيق بعد إجراء الانتخابات، إذا لم يتم إيضاح الأمر بصورة مقنعة من جانب الحكومة.

خ.س/ح.ع.ح (د ب أ، أ ف ب)