السكري ـ الكارثة الصامتة، والسعودية الثالثة عالميا
١٣ نوفمبر ٢٠١٢الغذاء غير الصحي والوزن المفرط وقلة الحركة، هذه هي الأسباب الرئيسية لمرض السكري. ولا يتوقع الخبراء أن تتم السيطرة على هذا المرض الشعبي بسرعة، بل على العكس من ذلك "سيزداد انتشارا إذا أخذنا في الحسبان عدد الأطفال الذين ينشئون على تناول الوجبات السريعة دون أن يتحركوا كثيرا"، حسبما أوضح الخبير شتيفان مارتن من مؤسسة "دي دي إس" الألمانية لمكافحة السكر في مدينة ميونيخ في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
ويسعى الخبراء من خلال اليوم العالمي للسكري (الأربعاء 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012)، للتوعية بهذا المرض وإلقاء الضوء عليه وجعل الناس أكثر حذرا منه. غالبا ما يُفاجأ كل من يقول له الطبيب إنه مصاب بالسكري وذلك لأن هذا المرض لا تكون له آثار ظاهرة في الغالب. لذلك فإن شتيفان مارتن، الخبير الألماني في مرض السكري، يصف هذا المرض بـ"الكارثة الصامتة" وهو على قناعة بأنه "إذا كان مرض السكري مؤلما فإن ذلك لن يمثل مشكلة كبيرة".
الوقاية والعلاج!؟
لا يقتصر علاج هذا المرض على تناول أقراص بل إن هذا المرض يضطر المصاب إلى إعادة صياغة حياته اليومية "فمرضى السكري سيضطرون إلى إعادة تنظيم حياتهم والأكل بشكل أكثر وعيا والتحرك أكثر" حسبما أوضح الطبيب العام هلموت أوسترايشر. ومع ذلك فإن خبير أمراض السكري، مارتن، يبث روح الشجاعة في نفوس المصابين بهذا المرض قائلا:"إن اتخاذ عدد من الخطوات الصغيرة جدير بتحقيق النجاح أيضا" ويعني بذلك تناول المزيد من الخضروات وخفض كميات البطاطس مع التنزه قليلا ونصح مرضى السكري بالقول:"إذا مارستم الرياضة مساء فإن معدل السكر في الدم سيكون أفضل صباحا".
ويرأس مارتن مؤسسة "فرصة للمصابين بالسكر، تحفيز على تغيير أسلوب الحياة" التابعة للمؤسسة الألمانية لمصابي السكري. وماذا يسمح لمريض السكر بتناوله؟ هل يعني ذلك أن يتخلى للأبد عن تناول الحلوى؟ الإجابة: لا، حسبما طمأن مارتن المرضى مضيفا:"الشيكولاتة المُرة رائعة، بالطبع يجب ألا يتناول منها المريض لوحا كاملا". كما أشار مارتن إلى وجود الكثير من الأطعمة الصحية البديلة للأطعمة التقليدية مثل زيت الزيتون بدلا من الدهون الحيوانية والحبوب الكاملة بدلا من الدقيق الأبيض، ودائما تكون الخضروات طيبة لمرضى السكري "فباستطاعة المريض أكل ما يريده من الخضروات". ولكن الأمر يختلف مع الفاكهة مثل العنب الذي يحتوي على كميات كبيرة من سكر الفاكهة.
وأهم رسالة يوجهها الطبيب الألماني مارتن لمرضى السكري هي:"لتطهي طعامك بنفسك". أما كيف يمكن تحقيق ذلك وكيف يمكن إعداد أطباق شهية وصحية في نفس الوقت لمريض السكري فهو ما يوضحه سفن بوتنر، كبير طهاة فندق كيمبينسكي في ميونيخ الذي ينصح المرضى بالتركيز في الخريف على تناول حساء اليقطين بالزنجبيل والسمك بحساء الفلفل والتحلية بالفاكهة.
السعودية الثالثة عالميا
وحسب تقديرات الخبراء فإن عدد المصابين بهذا المرض في ألمانيا يتراوح بين 8 إلى 10 ملايين إنسان، أغلبهم مصاب بالنوع الثاني من السكري والذي يسببه أسلوب الحياة بشكل رئيسي. وطبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإن عدد المصابين بهذا المرض على مستوى العالم يزيد عن 346 مليون شخص.
ومن جهة أخرى، أعلن مسؤول سعودي أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالميا في نسبة انتشار مرض السكري، متوقعا أن يصل عدد المصابين بالمرض في المملكة إلى خمسة ملايين ونصف مصاب خلال خمس سنوات. وقال أمين عام الجمعية الخيرية للتوعية الصحية الدكتور عبد الرحمن يحيى القحطاني في بيان له اليوم الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمي لمرض السكري، إن مرض السكري ارتفع لدى السعوديين بنسبة 25 بالمائة في فئة ما فوق 30 عاما . وأضاف أنه يوجد ما يربو على 2.5 مليون مصاب بالسكري في المملكة في الفئة العمرية من 20 إلى 69 عاما، وذلك وفقا لمؤشرات الاتحاد الدولي للسكري لعام 2011. وأكد أن الإنفاق على رعاية السكري يشكل 11 بالمئة من إجمالي الإنفاق الصحي لعام 2011 ، وبالنسبة للمملكة فإن تبعات مرض السكري تكلف ما يربو على 10 مليارات ريال سنويا. وأشار القحطاني إلى وجود ما يقارب مليون وربع مليون شخص غير مشخص بالسكري في المملكة، وسيصل عدد المرضى المصابين به عام 2030 إلى ما يقارب خمسة ملايين ونصف مريض وفقا لتقديرات الاتحاد لعام 2011 .
ف.ي/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب ا)