السفير الأوكراني في برلين يهاجم مجددا المستشار شولتس
٣ مايو ٢٠٢٢انتقد السفير الأوكراني لدى برلين أندري ميلنيك المستشار الألماني أولاف شولتس لاستبعاد الأخير زيارته إلى كييف في الوقت الحالي. بينما تعتزم وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونائبان في البوندستاغ زيارة كييف لإظهار دعمهم لأوكرانيا مع استمرار الهجمات الروسية.
وكان شولتس في تصريحات للقناة الألمانية الثانية "زد دي إف" مساء الاثنين (الثاني من مايو/ أيار 2019)، قد أوضح أن مسألة رفض كييف لزيارة الرئيس فرانك فالتر شتاينماير لاتزال تقف في طريق قيامه بهذه الرحلة. وكان شتاينماير يعتزم الذهاب إلى كييف مع رؤساء دول بولندا ولاتفيا وإستونيا وليتوانيا في منتصف نيسان/أبريل، لكن كييف رفضت الزيارة.
واعتبر شولتس أنه من غير المقبول أن يتم إبلاغ دولة تقدم الكثير من المساعدات العسكرية والمالية وما يتم الاحتياج إليه عندما يتعلق الأمر بالضمانات الأمنية، بأن يحجم رئيس دولتها عن الزيارة.
موقف "يجانب منطق رجل الدولة"
غير أن السفير الأوكراني في برلين وبنبرة هجومية، وصف شولتس أنه يتقمص دور الشخصية التي "تعرضت إلى إهانة" و "لا يتصرف بمنطق رجل الدولة"، في حين يتعلق الأمر "بحرب الإبادة الأكثر وحشية منذ الهجوم النازي على أوكرانيا، إنها ليست روضة أطفال"، يقول ميلنيك مضيفا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيكون سعيدا باستقبال المستشار الألماني في كييف.
وفي حواره مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، تابع السفير بأن بلاده بحاجة إلى السلاح أكثر "من أي زيارات رمزية"، وجدد طلبه في أن "ينفذ الائتلاف الألماني الحاكم طلب البوندستاغ بتسليم الأسلحة الثقيلة بسرعة وأن يفي بالوعود التي قطعت حتى الآن".
كما طالب ميلنيك الحكومة الألمانية بالتوقف عن السماح للسفن التي تحمل بضائع روسية بتفريغ شحناتها في الموانئ الألمانية. داعيا الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات وجميع الموانئ الألمانية "إلى مقاطعة السفن الروسية أو السفن التي تحمل شحنات روسية، ولاسيما ناقلات النفط".
وتأتي هذه الدعوة بعد أن رفض عمال التفريغ في العاصمة الهولندية امستردام التعامل مع ناقلة من روسيا تحمل زيت ديزل أول أمس السبت. ورست الناقلة "ساني ليجر" قبالة السواحل الهولندية بعدما رفض عمال الميناء تفريغ حمولتها، حسبما أفادت شبكة "إن.أو.إس" الاخبارية. وكانت الناقلة قد توجهت إلى هولندا بعد رفض عمال الموانئ في السويد تفريغها.
وقال ميلنيك إنه يتعين أيضا عدم تفريغ الناقلة "أدفاندغ بوينت" التي ترسو حاليا قبالة سواحل ميناء روستوك الألماني. وجاءت السفينة من ميناء
بريمورسك الروسي وتحمل منتجات نفطية روسية.
ويضطلع ميناء روستوك بشمال شرق ألمانيا بدور رئيسي في تفريغ النفط والمنتجات النفطية إلى المصافي التي تقع في مدينتي شفيدت وليونا شرقي
ألمانيا. وذكرت مصادر على صلة بميناء روستوك أن الوضع القانوني في ألمانيا لا يسمح حاليا برفض تفريغ أي بضائع.
شولتس يدافع عن سياساته
يذكر أن ميلنيك لطالما انتقد عدم حصول بلاده على ذخيرة لدبابات غيبارد المضادة للطائرات التي وعدت ألمانيا بتسليمها. والدبابات هي أول أسلحة ثقيلة يتم تسليمها مباشرة من ألمانيا إلى أوكرانيا في الصراع الحالي. واتهم المستشار الألماني بالتردد والبطء. وهي اتهامات نفاها المستشار في حوار مع القناة المذكورة بقوة، مشددا أنه تحرك "دائما بشكل سريع، مع الجميع" مضيفا أن استراتيجيته الثابتة، هي أن تتصرف ألمانيا "بحكمة وبعقل واضح".
وشدد شولتس على أن المساعدات المالية والعسكرية التي قدمتها ألمانيا والدول الأخرى ساهمت في النجاحات التي حققها الجيش الأوكراني، الذي قال إنه "قادر الآن على الصمود لفترة طويلة ضد مثل هذا الخصم العتيد". وطالب شولتس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف الحرب فورا، موضحا أن العقوبات المفروضة على روسيا نتيجة غزوها لأوكرانيا لن تُرفع قبل أن تتوصل موسكو إلى اتفاق سلام مع كييف، مضيفا أن الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر السلام الذي تريده.
و.ب/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)