نيوزيلندا.. السجن المؤبد دون حق الإفراج لمنفذ مجزرة المسجدين
٢٨ أغسطس ٢٠٢٠حكمت محكمة نيوزيلندية اليوم الخميس (27 آب/ أغسطس 2020) على برنتون تارانت الذي شنّ العام الماضي هجوماً مسلّحاً على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش، بالسجن المؤبد من دون الحق بالحصول على إفراج مشروط، في عقوبة غير مسبوقة في تاريخ هذا البلد.
ونفذ تارانت مجزرة راح ضحيّتها 51 مصلّياً مسلماً، وقام ببث جزء كبير من جريمته بشكل مباشر عبر الانترنت، في واقعة إرهابية لم تشهد نيوزيلندا مثلها.
ويعدّ السجن المؤبد أقصى عقوبة في القضاء النيوزيلندي، إذ ألغت الدولة عقوبة الإعدام عام 1961 لكنها أبقت عنها في خيانة الدولة، قبل أن تلغى العقوبة بالكامل عام 1989. وتعود آخر عقوبة إعدام في البلاد إلى 1957.
وقال القاضي كاميرون ماندر إنّ المحكمة قررت فرض هذه العقوبة على هذا المدان "الشرير" و"اللاإنساني" لأنّه "يتعيّن عليها الرد بطريقة ترفض بشكل حاسم مثل هذا الحقد الشرير"، مضيفاً أن وراء أيديولوجيته "المعوجّة" يخفي تارانت "كراهية عميقة" دفعته إلى مهاجمة الرجال والنساء والأطفال العزّل.
وتابع القاضي أن مرتكب المجزرة فشل مع ذلك في الترويج لإيديولوجية اليمين المتطرّف، مشيراً إلى أن المجزرة "كانت وحشية وقاسية"، ثم خاطب المدان بالقول: "أفعالك كانت لاإنسانية".
من جهته قال المدّعي العام مارك ظريفة إنّ يدي تارانت اقترفتا مجزرة "غير مسبوقة في التاريخ الإجرامي لنيوزيلندا"، مضيفاً أن "الدافع وراء الجريمة هو أيديولوجية عنصرية معادية للأجانب (...) من الواضح أنّه أسوأ قاتل عرفته نيوزيلندا".
وسارعت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن إلى الترحيب بالعقوبة الصادرة بحقّ تارانت، معتبرة أنّه يستحق قضاء حياته خلف القضبان "في صمت وتام ومطلق"، وأن "صدمة 15 آذار/مارس لا تعالج بسهولة، لكنّي آمل اليوم أن تكون هذه المرة الأخيرة التي نضطر فيها لسماع اسم الإرهابي أو نطقه".
ولفتت أرديرن الأنظار في الداخل والخارج العام الماضي بالطريقة التي تعاملت فيها مع المجزرة وضحاياها، عندما زارت أهالي الضحايا وضغطت لإخراج تشريعات تشدّد حمل السلاح، ووقفت بقوة ضد أيّ خطاب عنصري بحق الأجانب.
وتارانت أسترالي يميني متطرّف يتبنّى نظرية تفوّق العرق الأبيض واعترف في آذار/مارس بكل التّهم الموجّهة إليه (51 تهمة بالقتل و40 بمحاولة القتل وتهمة أخرى هي تنفيذ عمل إرهابي).
إ.ع/ع.ج (أ ف ب)