الزعماء الأوروبيون يدعون إلى إصلاح جذري للنظام المالي
١٥ أكتوبر ٢٠٠٨افتتح قادة دول الاتحاد الأوروبي بعد ظهر الأربعاء 15 أكتوبر/تشرين الأول في بروكسل، قمة تستغرق يومين، يناقشون خلالها الأزمة المالية والخطة التي قررتها مجموعة اليورو لمواجهتها، بالإضافة إلى تناول علاقات الاتحاد الأوروبي مع روسيا. وتشكل مكافحة الاحتباس الحراري إلى جانب مستقبل معاهدة لشبونة لإصلاح الاتحاد الأوروبي بعد رفض الأيرلنديين لها محاور أخرى هامة تناقش خلال القمة. وأعلن زعماء الاتحاد الأوروبي أنه يتعين على الاتحاد أن يثبت قدرته على قيادة العالم في حل الأزمة المالية ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وكان جوزيه مانويل باروسو، رئيس المفوضية الأوروبية قد صرح للصحفيين عقب اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بقوله: " أوروبا تقود الآن المواجهة العالمية وإحدى الأولويات الملحة تتمثل في زيادة التعاون على المستوى الدولي وبصفة خاصة مع الولايات المتحدة". مشيراً إلى أهمية عدم تكرار أخطاء الماضي، وقال قبيل انطلاق القمة: "السؤال الذي سأطرحه على زعماء الاتحاد الأوروبي مساء اليوم هو: هل ستواجهون المشاكل بنهج قصير المدى أم ستبدون روح المسؤولية"؟
أوروبا تأمل في فرض مواقفها بشأن إعادة تنظيم القطاع المالي
ويبدو أن الزعماء الأوروبيين يأملون في التمكن من فرض موقفهم في المفاوضات القادمة مع واشنطن بشأن إعادة تنظيم القطاع المالي، حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قوله في افتتاح القمة: "للمرة الأولى في تاريخ الاقتصاد المالي، تقتبس خطط وضعت في الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات في دول أخرى، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية". كما شكك كل من الرئيس الفرنسي ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في الهيكل المالي الذي وضع بعد الحرب العالمية الثانية، داعين إلى تبني قواعد جديدة تتعلق بصناديق التحوط ورواتب المسؤولين التنفيذيين.
الجدير بالذكر أن الأوروبيين يرون أن الإدارة الأمريكية هي المسؤولة عن الأزمة الحالية بسبب رفضها لسنوات الموافقة على تشديد مراقبة الأسواق، وهو الموقف الذي أدى في رأيهم إلى غض النظر عن قيام البنوك باستثمارات سرية وغير مأمونة. لذلك يحث الأوروبيون الولايات المتحدة الأمريكية على عقد اجتماع مشترك حول إصلاح النظام المالي قبل نهاية العام الجاري. وطرحت المستشارة الألمانية ميركل وجوردون براون فكرة عقد اجتماع لمجموعة الثمانية بمشاركة الاقتصاديات الناشئة، كما أشار ساركوزي في بروكسل إلى "قمة دولية، يفضل أن تكون في نيويورك حيث بدأ كل شيء".
وتبنت مسودة بيان ختامي حصلت وكالة رويترز على نسخة منها دعوة ساركوزي من أجل "إصلاح حقيقي وشامل" للنظام المالي العالمي الذي أرست قواعده اتفاقية بريتون وودز، لكن المسودة لم تذكر بالتحديد فكرته عن عقد قمة مالية دولية طارئة هذا العام.
تأييد أوروبي لإصلاح جذري للنظام المالي العالمي
وقد أيدت الدول الأوروبية دعوات فرنسا وبريطانيا لإصلاح جذري للنظام المالي العالمي، في وقت يلوح فيه الكساد في أفق غرب أوروبا نتيجة الأزمة المالية العالمية. وحسب وكالة رويترز، فقد دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إلى إعادة تشكيل صندوق النقد الدولي باعتباره حجر الزاوية في تنظيم السوق العالمية ووضع نظام للإنذار المبكر للاقتصاد العالمي. وأضاف براون: "إذا كنا نريد معالجة المشكلات المالية العالمية، فنحن نحتاج لأساليب أفضل للقيام بذلك". من ناحية أخرى، ذكر براون أن شركات متعددة الجنسيات قد قبلت الحاجة إلى رقابة عابرة للحدود بدلاً من الرقابة الوطنية.
ومن جانبه، قال كلود يونكر، رئيس وزراء لوكسمبورج ورئيس مجلس وزراء مالية مجموعة اليورو، إن الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستصادق على قرار المجموعة الأوروبية، مستنداً في قوله على المعلومات التي حصل عليها أثناء التحدث إلى العديد من زملائه حسب تصريحه. لكن يونكر أضاف أن المناقشات المكثفة بشأن إعادة هيكلة النظام المالي غير ممكنة "في ذروة الأزمة المالية". وأضاف أنه يتوقع من بريطانيا أن تعيد النظر بشأن انضمامها لليورو بعد الأزمة، لأنها ستسعى إلى اتخاذ دور كامل في جميع أجهزة صنع القرار. لكن براون تجاهل أي حديث عن الانضمام لليورو في مؤتمر صحفي أمس في لندن، مؤكداً أن موقف بريطانيا لم يتغير.