Mit Sport gegen Krebs
١٦ نوفمبر ٢٠١١أثبتت دراسات أجراها أطباء من الولايات المتحدة أن نسبة انتشار السرطان بين صفوف من يمارسون الرياضة تقل كثيرا عن الذين يؤثرون الجلوس على الأرائك، وخاصة سرطان الثدي والقولون والبروستاتا. وشملت الدراسة 120.000 شخصا. وهذا بغض النظر عما إذا كان الشخص يعاني من زيادة في الوزن أم لا، المهم هو أن يتمتع بلياقة بدنية، كما يقول البروفيسور مارتن هاله، أخصائي الطب الرياضي في جامعة ميونيخ التقنية: "تنشيط العضلات يؤثر على عملية التمثيل الغذائي وردود الفعل على الالتهابات وعلى هرمونات النمو. هذه العوامل لها تأثير على خلايا السرطان وتساهم في أن تدمر هذه الخلايا نفسها بنفسها".
ممارسة الرياضة بانتظام تقلل خطر السرطان
مثال على ذلك سرطان القولون: يتراجع خطر الإصابة بهذا السرطان بنسبة 25 بالمائة لدى من يتحرك بانتظام، ولا حاجة هنا للقيام بتمارين رياضية شاقة، إذ يكفي المشي يوميا لمدة نصف ساعة أو قيادة الدراجة الهوائية لمدة 45 دقيقة. ويقول البروفيسور ميشائيل شونبيرغ من ميونيخ: "المهم هو أن يُجهد المرء نفسه عدة مرات في الأسبوع".
وإذا ما بذل المرء نشاطا أكبر ومارس رياضة الركض لمدة نصف ساعة، فإن خطر الإصابة بسرطان القولون يتراجع بنسبة 40 في المائة. والرياضة ليست مهمة للوقاية فقط، بل ينصح الأطباء المصابين بالسرطان بالاستمرار في مزاولة الرياضة.
ممارسة الرياضة بموازاة العلاج الكيميائي
تشير آخر المعطيات الطبية إلى أهمية "الحركة" بعد تشخيص الإصابة بمرض السرطان. وقالت امرأة إنها كانت دائما تريد البدء بممارسة الرياضة، لكنها كانت تؤجل ذلك. وحين أصيبت بسرطان الثدي، قبل سنتين ونصف السنة، بدأت بممارسة الرياضة بعد أن أفاقت من الصدمة: "كنت أذهب في الصباح للعلاج الكيميائي وبعد الظهر أمارس الرياضة".
وهذا ما لم يكن ممكنا قبل عشرين سنة، خاصة وأن تأثير الأدوية ومواد البنج كان يستمر لعدة أيام بحيث لا يستطيع المرضى ممارسة أي نشاط رياضي. وكان الاعتقاد السائد هو أن على مرضى السرطان التزام الهدوء، وهذا صحيح لكن في حالات معينة فقط. فالمصابون بالسرطان في العمود الفقري قد يخاطرون بحدوث كسر في العظم، وفي هذه الحالة لا ينصح الأطباء بممارسة الرياضة. ويقول أخصائي الطب الرياضي مارتن هاله فيقول "أثبتت التجارب أن التمرين الجسدي يساعد المرضى كثيرا، حتى ولو قاموا بتمارين بسيطة".
المبادرة الذاتية في الحرب ضد السرطان
يعتقد الأطباء أن النشاط الرياضي يمنح المريض شعورا بأنه يفعل شيئا ما لمواجهة مرضه بنفسه ولا يكتفي بالعلاج الكيميائي الذي يقدمه الآخرون له. كما تساهم الرياضة في تحسين لياقة الجسم وتقوي مناعته. ويذكر مارتن هاله فوائد أخرى للرياضة يمكن قياسها: "تسريع عملية تجديد الدم وخفض أثر الأعراض الجانبية للعلاج الكيميائي مثل آلام الغشاء المخاطي والإسهال".
وهكذا تساهم الرياضة في تحسين نوعية حياة المريض. ومن يواصل ممارسة الرياضة بعد شفائه من السرطان، يزيد من فرص عدم عودة المرض إليه من جديد. وبما أن العلاج الكيميائي لا يعطي دائما الآمال المرجوة منه، رغم تكاليفه المرتفعة، فإن الرياضة، كما يقول الأطباء، تعتبر علاجا رخيصا ومفيدا طوال العمر.
هيلموت نوردفيغ/عبد الرحمن عثمان
مراجعة: منصف السليمي