الرياضة 2012: البداية في أفريقيا والأبرز الأولمبياد واليورو

تتجه أنظار الملايين من كل أنحاء العالم صوب العاصمة البريطانية لندن، في الفترة من 27 تموز/ يوليو إلى 12 آب/ أغسطس المقبلين، لمتابعة واحدة من أبرز الدورات الأولمبية في التاريخ حسب توقعات الكثيرين. ووضعت دورة الألعاب الأولمبية السابقة في بكين عام 2008 مسؤولي أولمبياد لندن في موقف صعب، بعدما ارتقى المنظمون في الصين بمعايير التنظيم والاستضافة لدرجات رائعة أشاد بها جميع المشاركين والمتابعين. لذلك يأمل منظمو أولمبياد لندن في تقديم نفس المستوى أو تجاوزه من حيث التنظيم والنجاح.

وبخلاف التنظيم، ينتظر أن تشهد الدورة مستويات فائقة من المنافسة والتألق في مختلف الرياضات، وإن كان من المتوقع أن تجذب منافسات العدو، وخاصة سباق 100 متر، معظم الاهتمام، في ظل التنافس الذي ينتظر حامل اللقب الجامايكي يوزين بولت، بعدما أظهرت بطولة العالم الماضية لألعاب القوى في دايجو بكوريا الجنوبية أن مهمة بولت لن تكون سهلة على الإطلاق في الدفاع عن لقبه الأولمبي.

كما يتوقع أن تشهد باقي الرياضات منافسة شرسة، من بينها سباقات السباحة وألعاب القوى. وتقام فعاليات الدورة بمشاركة أكثر من عشرة آلاف رياضي ورياضية، يمثلون أكثر من 200 دولة من مختلف أنحاء العالم. ويتنافسون في 302 سباقاً ومسابقة في 26 رياضة تشهدها فعاليات الدورة.

أسبانيا تسعى للحفاظ على اللقب

وقبل الأولمبياد بأسابيع قليلة، تستضيف بولندا وأوكرانيا معاً فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012)، والتي تقام في الفترة من الثامن من حزيران/ يونيو إلى الأول من تموز/ يوليو المقبلين. وتمثل هذه البطولة نهاية حقبة زمنية في تاريخ كأس الأمم الأوروبية، بصفتها آخر بطولة أمم أوروبية تقام بمشاركة 16 منتخباً، إذ سيرتفع العدد بداية من البطولة التالية إلى 24 منتخباً. وينتظر عشاق الساحرة المستديرة انطلاق فعاليات هذه البطولة على أحر من الجمر، من أجل متابعة الصراع المنتظر بين المنتخب الأسباني حامل اللقب والمرشح بقوة للحفاظ على لقبه، وباقي منافسيه وفي مقدمتهم المنتخب الألماني ذي المسيرة الرائعة في التصفيات المؤهلة للبطولة. وتتسم البطولة بضعف فرص أصحاب الأرض في المنافسة على بلوغ الأدوار النهائية في البطولة، بل وعلى اجتياز فعاليات الدور الأول (دور المجموعات)، خاصة وأن المنتخب البولندي يشارك في البطولة للمرة الثانية فقط، بينما يشارك فيها المنتخب الأوكراني للمرة الأولى.

ووضعت قرعة النهائيات المنتخب البولندي على رأس المجموعة الأولى، مع منتخبات اليونان وروسيا والتشيك، لتكون أقل المجموعات من حيث المستوى، بينما تضم المجموعة الثانية منتخبات هولندا والدنمارك وألمانيا والبرتغال، لتكون أقوى المجموعات. وتضم المجموعة الثالثة منتخبات أسبانيا حامل اللقب وإيطاليا وأيرلندا وكرواتيا، بينما تضم المجموعة الرابعة منتخبات أوكرانيا والسويد وفرنسا وإنجلترا.

العرس الكروي في أفريقيا يفتقد لحامل اللقب

كما يشهد عام 2012 بطولة قارية أخرى، هي بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي تقام بالتنظيم المشترك أيضاً بين الغابون وغينيا الاستوائية، من 21 كانون الثاني/ يناير إلى 12 شباط/ فبراير المقبل. وتبدو فرص أصحاب الأرض ضعيفة أيضاً في هذه البطولة، إذ يشارك منتخب غينيا الاستوائية في البطولة للمرة الأولى، بينما يشارك المنتخب الغابوني في النهائيات للمرة الخامسة. كما تشهد البطولة مشاركة منتخب النيجر للمرة الأولى، علماً بأن تأهله للبطولة جاء على حساب منتخبين عريقين هما المنتخب المصري، الفائز بألقاب آخر ثلاث بطولات لكأس الأمم الأفريقية وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب (سبع مرات)، ومنتخب جنوب أفريقيا الفائز بلقب البطولة عام 1996. ولن يكون منتخبا مصر وجنوب أفريقيا هما فقط أبرز الغائبين عن البطولة القادمة، فقد رافقهما في الخروج من التصفيات منتخبات نيجيريا والجزائر والكاميرون، مما قد يفتح الطريق أمام منتخبات غانا وساحل العاج وتونس والمغرب والسنغال للتنافس على اللقب.

ووضعت القرعة منتخبات غينيا الاستوائية وليبيا والسنغال وزامبيا في المجموعة الأولى، وساحل العاج والسودان وبوركينا فاسو وأنغولا في المجموعة الثانية، والغابون والنيجر والمغرب وتونس في المجموعة الثالثة، وغانا وبوتسوانا ومالي وغينيا في المجموعة الرابعة.

(ف. ي/ د ب ا)

مراجعة: ياسر أبو معيلق