الروس ينتشرون في شمال سوريا وأنقرة تطالب بتسليم "كوباني"
٢٥ أكتوبر ٢٠١٩قالت وزارة الدفاع الروسية الجمعة (25 تشرين الأول/ أكتوبر 2019) إن نحو 300 من أفراد الشرطة العسكرية الروسية وصلوا إلى سوريا بموجب اتفاق بين أنقرة وموسكو أوقف التوغل العسكري التركي في شمال شرق سوريا.
وذكرت وكالة "إنترفاكس" للأنباء نقلاً عن وزارة الدفاع قولها إن الشرطة العسكرية، من منطقة الشيشان بجنوب روسيا، ستقوم بدوريات وتساعد في انسحاب القوات الكردية وأسلحتها لمسافة 30 كيلومتراً من الحدود السورية التركية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية "قسد" قوله إن المقاتلين الأكراد انسحبوا بالفعل من المنطقة الحدودية.
من جانبه، أكد مصدر مقرب من القوات الحكومية السورية لوكالة الأنباء الألمانية أن الجيش السوري بدأ بعملية انتشار واسعة في ريف محافظة الحسكة الشمالي والغربي على حدود المناطق التي سيطر عليها الجيشان التركي وفصائل المعارضة السورية التابعة له.
واتهمت قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، تركيا بشن هجوم بري كبير يستهدف ثلاث قرى في شمال شرق سوريا أمس على الرغم من الهدنة، ما أجبر آلاف المدنيين على الفرار. ولم تعلق وزارة الدفاع التركية مباشرة على اتهامات "قسد"، لكنها قالت إن خمسة من أفرادها أصيبوا في هجوم شنته وحدات حماية الشعب حول بلدة رأس العين الحدودية بالقرب من القرى الثلاث.
وذكرت وزارة الدفاع التركية أن وزير الدفاع، خلوصي أكار، ناقش الوضع في سوريا مع نظيره الأمريكي مارك إسبر في اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل الجمعة. ولم ترد تفاصيل عن محادثاتهما.
أنقرة تطلب تسليم "كوباني"
وقال غول للصحفيين إن تركيا ستطلب من السلطات الأمريكية احتجاز مظلوم كوباني بمجرد دخوله الولايات المتحدة، مضيفاً أن وزارة الخارجية نقلت طلب التسليم إلى واشنطن. وحث أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي وزارة الخارجية يوم الأربعاء على الإسراع في منح كوباني تأشيرة دخول حتى يتسنى له زيارة الولايات المتحدة وبحث الوضع في سوريا. وتقول أنقرة إنه إرهابي على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً على أراضيها.
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر الجمعة إن الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في سوريا لمنع مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من الاستيلاء على حقول النفط وإيراداتها.
وقال إسبر خلال مؤتمر صحفي في مقر حلف شمال الأطلسي ببروكسل: "ستبقي الولايات المتحدة على وجود مخفض في سوريا لمنع وصول الدولة الإسلامية لإيرادات النفط".
ويوم الثلاثاء المقبل ستبدأ القوات الروسية والتركية، بموجب بنود اتفاق بينهما، دوريات على طول شريط يمتد عشرة كيلومترات في شمال شرق سوريا، حيث انتشرت القوات الأمريكية لعدة سنوات مع حلفائها الأكراد السابقين.
ويمثل وصول الشرطة العسكرية الروسية تحولاً في ميزان القوى الإقليمي بعد أسبوعين فقط من قرار ترامب سحب القوات الأمريكية، وهي خطوة لاقت انتقادات في واشنطن وفي أماكن أخرى باعتبارها خيانة للحلفاء الأكراد. كما سلطت الضوء على العلاقة الأمنية المتنامية بين روسيا، القوة المهيمنة حالياً داخل سوريا، وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.
م.ع.ح/ ي. أ (رويترز – د ب أ)\