الروائي النمساوي فالتر كاباخر يفوز بجائزة جورج بوشنر
٢٨ مايو ٢٠٠٩قال الكاتب النمساوي بيتر هاندكه ذات مرة عن فالتر كاباخر Walter Kappacher إنه كاتب نادر من نوعه. أما رئيس أكاديمية الشعر واللغة كلاوس رايشرت فيقول عندما يشرح الأسباب التي جعلت الاختيار يقع على هذا الأديب ليكون الفائز بجائزة جورج بوشنر لهذه السنة : "الروعة الأخاذة في أعماله تكمن في أنها تختلف تماماً عما يكتب اليوم، ولا يوجد مثيل لها في الأدب المعاصر." ويضيف: "ومن المهم في عصر السرعة والصخب الذي نعيش فيه لفت الانتباه إلى أديب يتخذ مواقف مغايرة لكل ما هو سائد من دون ضجيج، جاذبية الهدوء التي تنبعث من كتبه هي الشيء الذي يأسرنا."
الكتابة والتصوير والصمت
ولد الأديب النمساوي عام 1938 في زالسبورغ ويعيش اليوم منعزلاً في Oberturm قرب سالسبورغ وحيث يمارس كما يقول ثلاثة نشاطات هي أحب الأشياء إلى قلبه : الكتابة والتصوير والصمت.
أبطال رواياته شخصيات متطلعة. وبرغم قوة جاذبية الصمت في أعماله يساعد Kappacher القارئ على معرفة ذاته ؛ فهو يصور أناساً باحثين عن حياة مليئة بالرضا ، يضعون أنفسهم على محك الاختبار ، مثل فينكلر Winkler ، بطل رواية Morgen أو "الغد" التي صدرت عام 1975، فهو موظف في أحد المكاتب ويقدم استقالته لأن عمله أصبح بالنسبة إليه لا يطاق.
الروائي كاباخر ينطلق هو نفسه أيضاً في كل مرة من جديد إلى شواطئ جديدة، فبعد المدرسة تعلم ميكانيكية السيارات لأنه كان مغرماً برياضة السباق. وبعد الخدمة العسكرية بدأ في عام 1960 بدراسة التمثيل في Gauting قرب ميونيخ. وبعد سنة من ذلك غير المهنة ودرس إدارة المكاتب السياحية، ويقول إن هذا العمل كان لكسب الرزق، ثم ترك هذا العمل وهو في الأربعين من عمره ليكرس وقته للكتابة والتأليف. وعن نفسه يقول كاباخر: "لقد كنت هاوياً وربما مازلت كذلك أيضاً، وهو أمر جميل جداً بكل ما في المعنى الأصلي للكلمة من جمال."
الطبيعة مدرسة التأمل
بدأ فالتر كاباخر مشواره الأدبي في النمسا في عام 1967 بنشر قصص قصيرة. وفي عام 1975 نشر أولى رواياته "الغد"، وبقي كاباخر طيلة سنوات عديدة شخصية أدبية غير معروفة خارج عالم الأدب النمساوي. واستمر هذا الحال حتى بعد منحه جائزة Hermann Lenz في عام 2004. لكن عندما نشر روايته Selina أو "الحياة الأخرى" ، أثار إعجاب أهل الأدب في النمسا وألمانيا وسويسرا. والطبيعة تعتبر عنصرا هاما جدا في حياة الأديب كاباخر، والتي يصفها بالقول: "تمثل الطبيعة بالنسبة إلي مدرسة التأمل. وعندما نقف أو نجلس على شاطئ البحر ونحاول تفريغ أنفسنا تماماً واستيعاب أشياء أخرى، نصبح في حالة تفوق التصور. إنه شعور كبير بالسعادة."
كاباخر المتواضع
على الرغم من النجاح الذي حققه، بقي كاباخر متواضعاً وهادئاً؛ فهو لم يقرع يوماً طبول الدعاية لكتبه، لا بل هو بعيد كل البعد عن الإقدام على تقديم نفسه للأضواء. وعندما سئل ذات مرة عن أدبه الذي يشيد به النقاد قال، إن ما يريده من عمله الأدبي ليس خلق شيء أساسي، بل الرغبة الوحيدة التي تعتمل في نفسه أن يؤلف مجموعة من الجمل الجميلة .
وفي هذا نجح وأبدع كاباخر، حسب رأي أكاديمية اللغة والشعر، التي تقديراً له على هذا الإنجاز منحته جائزة جورج بوشنر لعام 2009 والتي ستسلم إليه في حفل تكريمي خلال مؤتمر الأكاديمية الخريفي الذي ينعقد في مدينة دارمشتات الألمانية.
الكاتب: سابينه داماشكه / منى صالح
تحرير: هيثم عبد العظيم