الرسم والسيلفي.. مشروع لمساعدة اللاجئين
تتعدد مبادرات مساعدة اللاجئين في ألمانيا، أغلبها مبادرات اجتماعية بحتة. وهناك مشروع مميز يهدف إلى مساعدة اللاجئين على تعلم الألمانية عن طريق الفن. في ورشة الرسم يتعلم اللاجئون أيضا التعبير عن مشاعرهم وأحلامهم بطرق فنية.
صحفية من DW تحدثت مع لاجئين شباب بين سن الـ 17 و22 في قاعة الفنون بكارلسروه حول الفن. أفكارهم وأسئلتهم حول الفن أثارت إعجابها. تعلم اللغة الألمانية في متحف يخلق جوا مختلفا عن تعلمها داخل فصل مدرسي. أما مهمة اليوم فهي التقاط سيلفي على طريقة فكرة البروتريه الشخصي للرسام الألماني أنزيلم فويرباخ.
"هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها متحفا في حياتي" يقول أحد المشاركين. لم يعتقد أحد منهم أن الفن قد يكون مسليا لهذه الدرجة. كيف يمكن لنا التعبير عن مشارعنا وأفكارنا وأحلامنا عن طريق الفن؟ لكي تكون صورة السيلفي احترافية فعلا، يمكن استخدام "حامل السيلفي" الذي لم يستخدموه من قبل، فكانت هذه فرصة لتجربته.
بورتريهات وصور السيلفي الخاصة بطالبي لجوء من أفريقيا والشرق الأوسط ،ستعرض في مدرسة متخصصة وستعرض بعدها ضمن معرض "أنا هنا! من رامبرانت (الرسام الألماني) إلى سيلفي" ابتداء من نهاية أكتوبر/ تشرين الأول حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول المقبل في قاعة الفنون الحكومية بمدينة كارلسروه.
"أنزيلم فويرباخ كان يمكن أن يكون هنديا" يقول أحد اللاجئين. "في الهند كل الرجال لديهم لحى لأن من ليست له لحية لا يعتبر رجلا". اللاجئون في ورشة الرسم جاؤوا إلى مدينة كارلسروه دون أهاليهم. ينحدرون من باكستان والهند وغامبيا واثيوبيا وسوريا، وهؤلاء نظرتهم للفن مختلفة تماما.
"السيلفي" موجود قبل ابتكار الهواتف الذكية. كيف كان فويرباخ ليبدو لو التقط صورة سيلفي لنفسه؟ هل كان ليختار وجها عبوسا أم ابتسامة عريضة كالتي نراها على فيسبوك؟ أحد المشاركين في ورشة الرسم يرى أن فويرباخ يبدو عابسا إلى حد ما في لوحته.
ورشة الرسم المخصصة للاجئين هذه، تنظم ضمن مشروع مشترك بين مدرسة الفنون التطبيقية في دورلاخ وقاعة الفنون في كارلسروه.
بالنسبة لكثير من المشاركين، هذه هي المرة الأولى التي يتقمصون فيها دور الفنان وهم ستمتعون بذلك. ورغم أن معظمهم يحلم بتأهيل مهني في الميكانيكا أو الكهرباء أو النجارة، إلا أن لعب دور الفنان من حين لآخر هو تغيير إيجابي وخروج من روتين حصص تعلم اللغة الألمانية.