الرئيس السوداني يعلن حالة الطوارئ في البلاد وحل الحكومة
٢٢ فبراير ٢٠١٩كما كان متوقعا أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد، بعد أكثر من شهرين من التظاهرات والاحتجاجات ضد الحكومة والمطالبة بإسقاط النظام. وأكد الرئيس السوداني في كلمة ألقاها مساء اليوم الجمعة (22 شباط/ فبراير 2019) على ضرورة المضي قدما في مسيرة الحوار الوطني، لتكون أساسا متينا للم شمل القوى الوطنية بعيدا عن الإقصاء.
كما دعا البشير في خطابه، الذي نقله التلفزيون على الهواء مباشرة، البرلمان إلى تأجيل التعديلات الدستورية التي كان من شأنها أن تسمح له بخوض انتخابات الرئاسة لولاية جديدة. وقرر فرض حالة الطوارئ لمدة عام واحد، وحل حكومة الوفاق الوطني، وحل حكومات الولايات.
وناشد البشير الشباب والشيوخ والنساء، وكافة قطاعات الشعب في الداخل والخارج إلى التعاون والتضافر والتوحد لبناء الوطن، حسب تعبيره. وقال البشير لا بديل عن الحوار، بعيدا عن لغة الإقصاء، مؤكدا أنه لا يوجد هناك منتصر ولا مهزوم في قضية الوطن. وأضاف البشير خلال كلمته أنه سيستمر رئيسا للبلاد لكنه "سيقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الموالين والمعارضين". وتعهد الرئيس السوداني بإجراء "تدابير اقتصادية عاجلة"، مشددا على أن "الاستقرار السياسي هو المدخل للاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي" وأوضح أنه عمل طوال المسيرة على تنقية الحياة السياسية وتوسيع مساحة الحريات.
وانتقد البشير ما أسماه "محاولة استغلال الاحتجاجات من قبل البعض" باعتبارها تصرفات "غير مقبولة"، لكونها خرجت بمطالب مشروعة في بدايتها. وتعهد البشير بإجراء "تحقيقات شفافة حول القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات"، داعيا المحتجين للجلوس على طاولة الحوار لتجنيب البلاد "المصائب. كما حث "قوى المعارضة التي لا تزال خارج الوفاق الوطني على الانخراط في الحوار" ، مطالبا حملة السلاح "بالتخلي عن العنف، والانخراط في العملية السياسية". وأوضح أن "الاختيارات الصفرية والعدمية لن تحل أزمة السودان"، مشيرا إلى "أهمية الحوار من منطق لا غالب ولا مغلوب".
وشدد البشير على أن "نظام الحكم اللامركزي هو الأفضل لقيادة بلاد متنوعة ومتعددة مثل السودان، مشيرا إلى أنه "لم يترك بابا للسلام والاستقرار إلا طرقه". وقال إن السودان "يجتاز مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخه الوطني"، مؤكدا أن "البلاد ستخرج أقوى من هذه الأزمة، وستكون أكثر إصرارا على البناء".
وجاءت كلمة البشير مساء اليوم عقب انتهاء اجتماعه مع المكتب القيادي للحزب الحاكم. وقال الرئيس السوداني إن "البعض حاول القفز على المطالب وقيادة البلاد إلى مصير مجهول". وأضاف "إننا لن نيأس من دعوة الرافضين إلى الجلوس تحت سقف الوطن بما يجنب البلاد النزاع"، مؤكدا على "الانحياز للشباب وتفهم أحلامهم المشروعة".
ولم يتأخر رد المعارضة على خطاب البشير ودعوته للحوار، إذ أكد تجمع المهنيين السودانيين، وهو الجهة المنظمة للاحتجاجات في السودان، أن التظاهرات ستستمر حتى يتنحى الرئيس البشير عن الحكم الذي يتولاه منذ 1989. وقال التجمع في بيان "ندعو الشعب السوداني إلى مواصلة التظاهر حتى تحقيق أهداف هذه الانتفاضة والتي هي تنحي رأس النظام ورئيسه وتصفية مؤسساته".
وعقب خطاب البشير شهدت عدة أحياء في العاصمة السودانية الخرطوم ومناطق أخرى مظاهرات احتجاجية. وبحسب شهود عيان فإن التظاهرات اندلعت في عدة أحياء في جنوب وشرق الخرطوم بجانب أحياء في مدينة أم درمان غرب العاصمة فضلا عن أحياء بمدينة بحري شمال الخرطوم، حيث أعرب المتظاهرون عن رفضهم لحزمة قرارات البشير، ورددوا هتافات تطالب بإسقاط النظام. وقد تدخلت الشرطة السودانية وقامت بتفريق التظاهرات مستخدمة الغاز المسيل للدموع.
وقد بدأت تظاهرات الخبز أو تظاهرات غلاء المعيشة في السودان في 19 كانون الأول/ ديسمبر احتجاجا على رفع الحكومة سعر الرغيف ثلاثة أضعاف، وسرعان ما تحوّلت إلى احتجاجات تخللتها مواجهات دامية ضد نظام البشير الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة عقود.
ح.ع.ح/ع.ج (أ.ف.ب، د ب أ، رويترز)