مهمة صعبة للرئيس الألماني في إسرائيل
٧ مايو ٢٠١٧سبق للرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عندما كان وزيرا للخارجية زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية في أكثر من مناسبة. وزيارته لإسرائيل، التي بدأها مساء أمس السبت (السادس من مايو/ أيار)، لا تخرج عن المألوف باعتباره شخصية معروفة هناك وتحظى بالتقدير.
لكن هذه الزيارة العادية، التي يقوم بها كرئيس اتحادي جديد لألمانيا، تحظى بمتابعة خاصة بعد توتر العلاقات الألمانية الإسرائيلية قبل أسبوعين؛ على خلفية رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو استقبال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل.
وكان نتانياهو قد ألغى في اللحظة الأخيرة اجتماعا كان سيجمعه بوزير الخارجية الألماني في القدس، بعدما أصر غابرييل على إجراء محادثات مع منظمتي "كسر الصمت" و"بيت سلم" الحقوقيتين الناقدتين للحكومة الإسرائيلية. وترصد منظّمة "كسر الصمت" انتهاكات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بينما تنشط "بيت سلم" في توثيق الاعتداءات والدفاع عن حقوق الإنسان وقد عارضت بشدة بناء المستوطنات الإسرائيلية.
خلفيات التوتر الإسرائيلي الألماني
وقد عبر وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل عن أسفه حيال قرار نتانياهو بإلغاء اللقاء الذي كان سيجمعهما، لكنه في المقابل التقى، وكما كان مقررا بممثلي المنظمتين الإسرائيليتين، مؤكدا أنه يرفض أن يكون "كرة للسياسة الداخلية" في إسرائيل. وأكد غابرييل حينها لوسائل الإعلام أن "اللقاء مع ممثلي منظمات المجتمع المدني أمر مألوف وضروري حتى في الدول الأخرى؛ لأخذ صورة متكاملة عن الوضع".
واستنادا إلى ما جرى قبل أسبوعين، تتساءل وسائل الإعلام الإسرائيلية إن كان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير سيلتقي أيضا بمنظمات حقوقية ناقدة للحكومة الإسرائيلية. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيحاول من جديد، على ما يبدو، الحيلولة دون إجراء أي محادثات بين الرئيس الألماني مع هذه المنظمات. وفي نفس الوقت، توقعت الصحيفة الإسرائيلية في تعليق لها أن لا يتم مثل هذا اللقاء، حيث كتبت تقول: "شتاينماير ديبلوماسي محنك ويعرف أن مثل هذا اللقاء يمكنه أن يتسبب في أزمة دبلوماسية، هو بالتأكيد يريد تجنبها".
فهل يتجنب شتاينماير لقاء منظمات المجتمع المدني الإسرائيلية المنتقدة لحكومة بلادها؟ إذا تجنب شتاينماير ذلك فعلاً، فإنه سيجازف بالظهور وكأنه يدعم توجه نتانياهو. وفي هذا الاتجاه، أكد شيمون شتاين، السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا، في مقابلة مع DW أن "شتاينماير سيتصرف بشكل صحيح إذا تمسك بتقاليد سلفه يوآخيم غاوك، الذي التقى خلال زيارته لإسرائيل بممثلين عن منظمات المجتمع المدني، وهو ما قامت به المستشارة أنغيلا ميركل أيضاً. فالأمر هنا لا يتعلق باستثناء".
توازن دبلوماسي؟
وبحسب مصادر مقربة من الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، فإن هذا الأخير قرر اتباع خيار آخر: فبدل اللقاء مع ممثلي المنظمات الحقوقية، قد يلجأ إلى إلقاء خطاب أمام طلاب الجامعة العبرية بالقدس لمعاجة هذه المسألة. وقد يستشهد شتاينماير في خطابه، الذي قد يلقيه مساء يوم الأحد أمام طلبة الجامعة العبرية، بالكاتب الإسرائيلي الشهير أموس أوز، الذي سبق وألقى خطابا تكريمياً في حق منظمة "كسر الصمت".
ولا يمكن التكهن بكيفية تجاوب الرأي العام الإسرائيلي مع هذه الخطوة التي يحاول شتاينماير من خلالها الحفاظ على التوازن الدبلوماسي خلال زيارته لإسرائيل، خاصة وأن وسائل الإعلام الإسرائيلية وقفت بشكل مفصل على الخلاف الدبلوماسي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل لتحليل تداعيات هذا الخلاف على العلاقات الإسرائيلية الألمانية بشكل عام.
الكاتبة: تانيا كريمر/ع.ش