الدول الغربية حذرة إزاء إعلان دمشق قبولها خطة عنان
٢٧ مارس ٢٠١٢عبرت كتلة المعارضة السورية الرئيسية اليوم الثلاثاء (27 آذار/ مارس 2012) عن تأييدها لخطة للسلام ووقف إطلاق النار التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي عنان، ما دامت ستؤدي إلى تنحية الرئيس بشار الأسد. وقالت بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري، الذي يضم جماعات معارضة مختلفة لتلفزيون رويترز "انتقال سلمي يعني إن هناك حاجة إلى تغيير النظام. وهذا يبدأ بعزل رئيس الدولة".
وصرحت قضماني لى هامش اجتماع في اسطنبول، يهدف إلى تعزيز وحدة جماعات المعارضة "مبادرة السيد عنان بالنسبة لنا يجب أن تفرز بنود مرجعية واضحة للتفاوض على شكل التغيير وليس بشأن هل يجب أن يتم التغيير أم لا؟". وقالت حكومة الأسد اليوم الثلاثاء إنها قبلت خطة عنان لكن قضماني ذكرت أنها تود أن ترى أفعالا حتى تصدق كلمات الحكومة. وأضافت "ما نود أن نراه هو وقف القتل". وتابعت "نود أن نرى حماية للمدنيين إذا كان هناك إمكانية حتى لهدنة تستمر ساعتين كبداية .. أعتقد أننا نرحب بذلك وسنعمل بالتأكيد لكي ينجح".
حذر غربي
وفي سياق متصل، قال مارك ليال جرانت سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة للصحافيين في نيويورك إن كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص بسوريا سيتحدث إلى مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا يوم الاثنين القادم من خلال دائرة فيديو مغلقة على الأرجح. وقال المتحدث باسم عنان في بيان في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن سوريا بعثت برسالة إلى عنان تبلغه بقبولها خطته للسلام المكونة من ست نقاط والتي تهدف لإنهاء الصراع السوري.
ووصفت الولايات المتحدة الثلاثاء موافقة السلطات السورية على خطة الموفد الدولي والعربي كوفي عنان لتسوية الأزمة في سوريا بـ"الخطوة المهمة". إلا أن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أوضحت انه يبقى من الضروري الانتظار لنرى "الأفعال" التي ستقوم بها السلطات السورية للحكم على رغبتها الفعلية بتطبيق خطة عنان.
وقد تلقت الدول الغربية في مجلس الأمن الثلاثاء بشيء من الحذر إعلان السلطات السورية موافقتها على خطة الموفد الأممي والعربي كوفي عنان لحل الأزمة في سوريا. وقال السفير الألماني لدى الأمم المتحدة بيتر فيتيغ في تصريح صحافي "قد تكون خطوة أولى في الطريق الصحيح، إلا أن الحذر واجب"، مضيفا "لقد واجهت سوريا في السابق مشاكل على صعيد المصداقية".
وذكر السفير الألماني أن مجلس الأمن اصدر بيانا الأسبوع الماضي دعا فيه سوريا إلى وضع حد لأعمال العنف واستخدام الأسلحة الثقيلة. وأضاف "لم نر شيئا من هذا على الأرض"، معتبرا أن الإجراءات التي سيتخذها المسؤولون السوريون ستشكل "اختبارا حاسما" لنواياهم. ومن جهته، قال السفير الفرنسي جيرار ارو ساخرا "لا نعرف الطعام إذا كان جيدا إلا بعد أن نتذوقه"، مضيفا انه ينتظر الخطوات التي ستقوم بها السلطات السورية لاتخاذ موقف. وقال السفير المغربي محمد لوليشكي إنه لا يريد أن يكون "مشككا"، إلا انه يبقى حذرا إزاء الخطوة السورية. وأضاف "اكتفي بما قاله عنان. لقد تلقى جوابا ايجابيا وآمل أن يكون ذلك بداية دينامية جديدة تحمل أخبارا طيبة إلى مجلس الأمن".
الأسد يزور حي بابا عمرو
وبعد ساعات على اعلان كوفي عنا موافقة السلطات السورية على خطته، أعلن منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري لمجلس الامن "العنف على الأرض مستمر بلا هوادة ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى." وأضاف "تشير تقديرات موثوق بها إلى أن العدد الإجمالي للقتلى منذ بداية الانتفاضة قبل عام يزيد عن تسعة آلاف. من الضروري وقف القتال ومنع مزيد من التصعيد العنيف للصراع." وهو ما يرفع تقدير الأمم المتحدة لعدد القتلى قرابة 1000 مقارنة بالتقدير السابق.
وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل17 سوريا ، بينهم أربعة من القوات النظامية اليوم الثلاثاء. من جانبها تحدثت لجان التنسيق المحلية المعارضة عن وقوع 75 قتيلا اليوم، لكن لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
من جهة أخرى، عرض التلفزيون السوري لقطات للرئيس بشار الأسد أثناء تفقده حي بابا عمرو في مدينة حمص اليوم والذي تضرر بشدة خلال قتال عنيف استمر شهرا بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة. وظهر الأسد وهو يتجول في حي بابا عمرو معقل المعارضين السابق الذي استعادت القوات السورية السيطرة عليه الشهر الماضي بعد قصف عنيف استمر 26 يوما. وتفقد الأسد الذي رافقه عدد من المسؤولين الحي وعاين الدمار واصدر تعليمات بسرعة إعادة الإعمار. ورأى الأسد بنايات مدمرة ومحترقة. ولوح بيده وابتسم لمجموعات صغيرة من الناس خرجت لاستقباله.
(م.س/ رويترز، أ ف ب ، د ب أ)
مراجعة: أحمد حسو