الدول الغربية تشكك في التوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي
٦ فبراير ٢٠١٠شكك وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، اليوم السبت 6 فبراير/شباط في قرب التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران ودعا الدول المتحفظة إزاء تشديد العقوبات على إيران إلى "تغيير مقاربتها". وصرح غيتس للصحافيين في أثناء زيارة لتركيا "لا أشعر بأننا نقترب من التوصل إلى اتفاق" مع إيران. كما أعلن جيمس جونز، مستشار الأمن القومي الأمريكي، اليوم السبت أن البرنامج النووي الإيراني وما يثيره من تساؤلات يعتبر اليوم أكبر مصدر قلق على الأمن العالمي. وأضاف أمام مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية: "على طهران تحمل مسؤولياتها أو التعرض لعقوبات مشددة وربما لعزلة أكبر".
وفي الإطار ذاته، دعت الممثلة العليا لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية، كاثرين اشتون، اليوم السبت أمام المؤتمر السادس والأربعين للأمن المنعقد في ميونيخ، طهران إلى الرد رسميا على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإرساء الثقة مجددا. يذكر أن طرح الوكالة الذرية يقضي بنقل اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب إلى روسيا لمعالجته ثم إلى فرنسا قبل أن يتم تسليمه مجددا لاستخدامه في مفاعل الأبحاث في طهران.
وشكوك ألمانية...
وفي تعليقه على تصريحات وزير الخارجية الإيراني بشأن قرب التوصل إلى اتفاق حول مبادلة بعض من اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب بوقود عالي التخصيب، قال وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيله، اليوم السبت إن إيران لم تنجح حتى الآن في تبديد شكوك الغرب في استعدادها لتقديم تنازلات ذات معنى فيما يتعلق ببرنامجها النووي. وأضاف "يدنا لا تزال ممدودة إليهم. لكنها حتى الآن ممدودة في الفراغ. ولم أر منذ أمس أي شيء يدفعني إلى أن أغير هذا الرأي"، وذلك نقلا عن وكالة رويترز للأنباء.
كما طالب وزير الخارجية الألماني إيران مجددا بتأكيد نيتها بشأن الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وقال فيسترفيله اليوم السبت خلال مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية إن المجتمع الدولي لا يمكن أن يقبل تسلح إيران النووي، مشيرا إلى أن هذا سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها ويضعف بشدة الاتفاقات الدولية بشأن عدم انتشار الأسلحة النووية. وأضاف قائلا: "البرامج النووية الإيرانية ليست قضية إقليمية، بل عالمية".
ومن جهته، وصف وزير الدفاع الألماني، كارل تيودر تسو جوتنبرج، ظهور وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، في مؤتمر الأمن الدولي المنعقد في ميونيخ بأنه "مخيب للآمال". وقال جوتنبرج اليوم السبت في المؤتمر إن متقي يحاول على ما يبدو كسب المزيد من الوقت في مسألة الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال "حيل بلاغية".
تفاؤل إيراني
وكان وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، قد أعلن أن التوصل إلى اتفاق "نهائي" حول تخصيب جزء من اليورانيوم الإيراني في الخارج بات قريبا. وقال متقي أمس الجمعة أمام مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية "إننا نقترب من اتفاق نهائي يمكن لجميع الأطراف القبول به". غير أنه أوضح أن الأمر يدور حول توضيح ثلاث نقاط وهي البلد الذي سينقل إليه اليورانيوم وكمية اليورانيوم والمدة التي ستستغرقها عملية التخصيب.
كما عقد وزير الخارجية الإيراني على هامش أعمال مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية اجتماعا اليوم مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو، وصفه بأنه "جيدا جدا". وأضاف "تبادلنا وجهات النظر حول الاقتراحات المطروحة"، في إشارة إلى مبادلة الوقود النووي المخصص لمفاعل الأبحاث النووية في طهران، وهو اقتراح تقدمت به الوكالة الذرية في تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
يذكر أن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد قد أعلن الثلاثاء الماضي أن "لا مشكلة" لدى بلاده لتبادل قسم من اليورانيوم الضعيف التخصيب، الذي تمتلكه، بوقود نووي عالي التخصيب تحتاجه لتشغيل مفاعل الأبحاث في طهران. غير أن الدول الغربية، التي تتهم إيران بأنها تسعى خلف ستار برنامجها النووي المدني إلى إنتاج القنبلة الذرية وهو ما تنفيه طهران، قد استقبلت هذا الإعلان بحذر أقرب إلى التشكيك وذلك خشية منها في أن تكون طهران تسعى مجددا لكسب الوقت.
(هــــــ.ع/د.ب.ا/أ.ف.ب/رويترز)
مراجعة: شمس العياري